من أنت

قل لي من تصاحب أقل لك من أنت.. قل لي من تتابع على وسائل التواصل أقل لك من أنت..

أنتم من تتابعونهم..

لقد أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على نمط حياتنا بشكل كبير سواء كان التأثير سلباً أم إيجاباً..

ذلك الشخص الذي تتابعونه يعتبر جزء من حياتكم.. وكأن العلاقة بينكما علاقة صداقة من طرف واحد..

وكما هو معروف فالصداقة تعتبر من أهم العلاقات الإجتماعية.. والصديق له التأثير الأكبر على شخصية الفرد.. ويكاد تأثيره يكون أكبر من تأثير الأهل..

ولعظم هذا الأمر، حثنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام على انتقاء أصدقائنا، فقال: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"..

فتأثير الصديق موجود سواء كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة..

وفي وقتنا الحالي مع وسائل التواصل. أصبح من السهل التعرف على الأشخاص ومتابعتهم.. ومعرفة تفاصيل حياتهم..

لا أنكر وجود بعض الحسابات الإيجابية المفيدة التي قد تضيف لنا وتساعدنا لنتطور ونغدو أفضل..

ولكن في الجهة المقابلة توجد أيضا الحسابات التافهة والسلبية التي قد تدمر كل محاولاتنا في التقدم..

المشكلة في التأثير - الذي أتكلم عنه - أنه يكاد ألا يكون ملحوظاً عند البعض - وقد لا يلاحظونها أنفسهم - إلا أنكم قد ترون فيهم تغير بعض قيمهم أو معتقداتهم وتقبلهم لبعض الأمور التى كان من المستحيل تقبلهم لها.. مهما كان الأمر.. والبعض قلدوا منهم من قلدوا حتى أصبحوا نسخاً مستنسخة من غيرهم..

"معظم الناس.. أناس آخرون. أفكارهم… آراء غيرهم، حياتهم تقليد، شغفهم مقتبس".. أوسكار وايلد

بعض الناس يكون تأثرهم سريع.. وكأنهم عثروا على متنفسهم ولم يصدقوا أن يجدوا من يغير أفكارهم.. وإنما أعزي ذلك لأساس بنيان معتقداتهم الضعيف.. التي وأظن أنهم اتبعوها من غير قناعة كافية لجعلها أقوى..

بعضهم قد يستمر في تمردهم على أنفسهم أولاً قبل غيرهم.. وبعضهم قد يعود كما كان واحيانا اخرى افضل من ذي قبل، بعد أن يتكشف له زيف هذه الأفكار ويراجع نفسه..

لنحاول أن لا نصل الى هذه الحالة.. فلنتمسك بمبادئنا ومعتقداتنا الحسنة التي كونت شخصياتنا الفريدة وان لا نكون اشخاصاً آخرين..

لننتقي من نتابعهم كما تُنتقى اطايب الثمر..