عن الكتابة وعن محاولتي في ايجاد ذاتي من خلال الكلمات
لماذا أكتب؟
أعترف بانني لا أملك مَلكة الكتابة, ولا أظنني على علم كافٍ بقواعد اللغة العربية. حتى أنني أحياناً أحذف الهمزة من كلمات لا بد لها أن تحتوي عليها. بل وأحيانا أتوه في مكان الفواصل والنقطة.
ليس لدي أي موهبة. لا أعرف الرسم, أحبالي الصوتية لا تعرف الصوت الجميل, لست ماهرة بأي نوع من أنواع الرياضة. حتى أنني لا أجيد الطبخ. لكنني أمتلك موهبة صغيرة في التصوير, ودائما كنت أفكر أنه يجب أن ترافق الصورة نص بسيط أو جميل يعبر عنها. لكن أريدها أن تكون كلماتي, فأنا من التقط الصورة, وأنا افضل من يعرف كيف يعبر عنها.المشكلة أنني لا أستطيع كتابة جملة تعبيرية واحدة دون أن تكون مليئة بالأخطاء. أما بالنسبة للغة العربية الفصحى فحدث ولا حرج.
كنت أظن أنه يجب أن تكون لدي قصة مثيرة بأحداث جديدة لأعبر بها عن نفسي لكن اكتشفت بأن هذا ليس ضرورياً. فقررت أن أغوص في أعماقي وأن أجد قلمي لعلي استطيع الكتابة ولو قليلاً. فكيف لا وأنا قارئة شرسة للكتب والروايات. فقررت الامساك بقلمي وأخط أولى كلماتي. أعترف بأن الحظ لم يحالفني والكلمات بالكاد تخرج من قلمي.وإن استطعت الضغط على صفحات الورق فتخرج الكلمات ركيكة والحروف متباعدة لا تشكل فيها الجمل أي معنى. شعرت بالاحباط وفكرت بانه ربما ليس هذا مجالي ولا اختصاصي. لكنني اجد حاجة ملحة بداخل راسي تريد ان تخرج. لدي شبكة من الافكار تحوم في رأسي ولكن لا تستطيع الهروب كي تستقر على الورق. لدي القدرة ان أعبر عن مشاعري بكل سهولة باللغتين الانجليزية والعربية لكن بالعامية فلماذا أجد صعوبة أثناء وصفها بالفصحى؟ سأظل أحاول حتى وان اخبرني صوتي الداخلي بانني لا استطيع. كيف لا استطيع؟ وهذه الافكار التي تطاردني تريدني ان اكتبها؟ الى اين ستذهب ان لم تجد من يقراها؟ مع من ساشارك افكاري؟ الى من ساعبر عن مكنونات صدري؟
لكنني ساحاول وساكتب رغما عن نفسي. لماذا؟ لانني اريد ذلك. لا اريد ان اموت انا وافكاري. اريد ان يفنى الجسد لا الافكار. والهامي هو كل الكُتاب الموجودين في هذا العالم. فكتبهم وكلماتهم هي من احيتهم بعد مماتهم. ساكتب لانني لو لم افعل فصوت اللوم سيلاحقني بالعتاب ولا اريد ان اشعر يوماً بانني لم احاول بالقدر الكافي.
سأكتب لأنني أستطيع.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات