عندما يتم تجاهلك رغم عطاؤك، كن سيارة مرسيدس واختر سائقاً جيداً...


في الفترة الأخيرة سمعت وشاهدت وقرأت الكثير عن فن العلاقات، وخاصة العلاقات العاطفية، وكيف أن المرأة تتعرض في معظم الأحيان للتجاهل من قبل الرجل، وإن كانت جميلة قلباً وقالباً، فإنها تقدم العديد من التنازلات لمجرد البقاء مع الرجل الذي تحب، وكلما قدمت هي الكثير وأعطت الكثير، يتجاهلها الرجل أكثر ويبتعد عنها أكثر، وقلما ما كان هناك رجل ناضج يبادلها العطاء بنفس الوفرة وإن لم يكن أكثر، لأن علاقة الأخذ والعطاء هي النضج بعينه، فمن يأخذ ولا يعطي هو أناني، ومن يعطي ولا يأخذ يتطلع للحصول على اهتمام الآخرين، ومن يعطي ويأخذ فهو يعيش حالة من التوازن، ولا أقول هنا أنها واحدة بواحدة، أبداً، أحياناً تكون أنت المُعطي بوفرة أكثر، ولكنك تعلم بأن عطائك محل تقدير وامتنان الطرف الآخر، وفي أحياناً أخرى تتلقى أكثر وبنفس الوقت تعرف قيمة ما تتلقاه وممتن له...


تقول النظريات وأخصائي العلاقات العاطفية، أن سبب تجاهل الطرف الآخر لك، وأنا هنا أقول على حد سواء، الرجل أو المرأة، هو استمرارك بالعطاء اللا محدود، ويقين الشخص الآخر بأنك موجود ومتاح في أي وقت، فتفقد قيمتك تدريجياً، ولا تكون مهماً بالنسبة للطرف الآخر، فيبدأ بتجاهلك...


في هذه اللحظة تذكرت سيارة مرسيدس بنز، أنظروا إليها، كم هي جميلة، فخمة، ثمينة، لا يستطيع الجميع اقتناؤها، ولا يستطيع الجميع قيادتها، ومع ذلك تبقى هي السيارة الحلم للكثيرين، وإن لم تكن الحلم للجميع... كوني أنتي وكن أنت سيارة المرسيدس، قيمتك الحقيقية موجودة في جوهرك لا في المزايا والإضافات الخارجية، نعم إنها تضفي عليك مظهراً جمالياً وربما ملفتاً للنظر ولكن لا تتغير قيمتك باختفاء هذه المزايا أو الإضافات، مع الوقت تزداد قيمة، فأنتي وأنت غالي وثمين جداً في نفسك وبنفسك ولنفسك، ولا تحتاج لأحد ليقرر هذه الحقيقة...


هناك العديد ممن قادوا المرسيدس، ولكن هناك دائماً شخص واحد فقط أحسن إدارة المفتاح وجعل المحرك يتأجج رغبة في الانطلاق، هناك شخص واحد فقط يعرف كيف يضغط على الزر المناسب في الوقت المناسب ليخرج أفضل ما في المرسيدس، فهي سيارة ذات مزاج خاص ولا تعطي أفضل ما عندها إلا فقط لمن يستحق، كوني أنتي وكن أنت المرسيدس وأعطي أفضل ما عندك فقط لمن يستحق، وتمسك به وعش معه في تناغم وتوافق، أنت لا تستطيع أن تميز أو تفصل السائق المحترف عن السيارة فهما يشكلان وحدة واحدة، كلاهما يكمل الأخر، وكلاهما يدعم الآخر، وكلاهما يقدر ويمتن لمميزات الآخر...


لا تبقى بعلاقة تستهلكك روحياً ونفسياً وجسدياً, لا تبحث عن مبررات لبقائك فيها، هناك دائماً علامات تخبرك متى يجب عليك الرحيل، وكما أنا أؤمن بأن آخر خطوة في الماضي هي أول خطوة في المستقبل، فهناك دائماً بداية عند كل نهاية، أفتح بابك للحب وأختر سائقاً جيداً، ولا تفكر كثيراً كيف ستكون الرحلة الجديدة، فكما قال شمسي "لا تهتم إلي أين سيقودك الطريق، بل ركز على الخطوة الأولى"...



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تجربتي... ريم القدح

تدوينات ذات صلة