عند وقوع الطلاق يكون للأبناء سواء كانوا أطفالا أو كبارا ردة فعل تجاه هذا الحدث الذي زلزل الأسرة

وردود أفعالهم تتفاوت حسب أعمارهم وحسب قربهم وبعدهم من المشكلة بين الوالدين،

ولكل مرحلة عمرية ردة فعل ومشاعر مختلفة عن الأخرى حسب نمو الطفل ونضجه العاطفي والعقلي والنفسي


-فإذا كان عمر الطفل أقل من خمس سنوات ففي الغالب يبكي عندما يعرف بالإنفصال، ثم يتصرف وكأنه لم يسمع الخبر أو لا يعرفه لأنه يصعب عليه إدراك مسألة الطلاق، فهي أكبر من مستوى نضجه العقلي وإدراكه العاطفي،

فاللعب والترفيه مازال بالنسبة له أهم شيء بحياته، وقد تظهر على هذه المرحلة العمرية بعض المظاهر الصحية مثل التبول اللارادي أو مص الإصبع أو الخوف من الوحدة كردة فعل من الخوف الذي شعر فيه وعدم الشعور بالأمان، وعلاج هذه المشاعر لهذا السن أن نحافظ علي روتينه اليومي في اللعب والأكل والنوم، ولو أستطعنا أن نحافظ علي نفس المكان الذي يسكن فيه يكون أفضل حتى لا يشعر أن الدنيا تغيرت عليه،


-أما لو كان عمر الطفل في سن المدرسة فوقع الطلاق عليه مختلف، فيسأل كثيرا ماذا حصل ؟ وأين سنذهب؟ وهل في مجال للعودة؟ ولماذا حصل الطلاق؟ ومن هو السبب؟ وأسئلة كثيرة تفيد عدم أمانه وخوفه وعدم استقراره، ويرغب أن يفهم الحدث الذي زلزل الأسرة وفككها،

وأهم شيء عنده أنه لا يريد أن يتغير عليه شيء، وغالبا ما يخرج مشاعره بالألعاب، وأحيانا يأتيه ألم في بطنه أو صداع برأسه، وعندما يفكر بالطلاق يلوم أحد الوالدين بأنه هو السبب، وقد يتحالف مع الأم أو الأب ويميل لأحدهم لأنه لا يعرف من معه الصواب، وفي هذه الحالة نحتاج أمرين لعلاج سلوك الطفل ومشاعره،


  • الأمر الأول أن يصرف الأب والأم الوقت الكثير معه ويشاركونه الأنشطة والألعاب حتي يشعر بأنهما معه ولن يتخليا عنه،
  • والأمر الآخر لابد من الحديث معه عن مشاعره مثل أن نقول له لماذا أنت غاضب كثيرا ونسمع له عندما يتحدث ولا نقاطعه حتى يخرج ما في نفسه،


-أما الأعمار الكبيرة والبالغين ففي الغالب يكون لديهم إحساس أن الطلاق سيحصل لأنهم شهدوا الخلاف وسمعوا التهديد بالطلاق أكثر من مرة بين والديهم، فإذا وقع الطلاق يتعاملون مع مشاعرهم من خلال التفكير أو التحدث مع أصدقائهم وأقربائهم، فالحديث بالنسبة لهم فضفضة وإخراج ما في النفس من حزن وقلق وهم، وفي الغالب يكونوا متخذي موقف تجاه أحد الوالدين بأنه هو المخطأ سواء كان الأب أو الأم،


وأحيانا يتصرفون تجاه المطلق بعدوانية وعنف ويتخذون منه موقف المقاطعة أو الإنسحاب، وأحيانا يتخذون سلوكا منحرفا خاطئا مثل التدخين أو المخدرات أو شرب الخمر أو غيرها من السلوكيات المجرمة أو الخاطئة هروبا من الواقع الذي يعيشونه، أو أحيانا تظهر عليهم سلوكيات نفسية مثل الإكتئاب والعزلة والتأخر الدراسي، وعلاج هذه المرحلة العمرية أن نتحدث معهم بأسباب الطلاق والإنفصال حتى يكونوا علي بينة، ونصارحهم بأن القرار تم مدارسته كثيرا، وتم استشارة خبراء وتم تنظيم الحياة بعد الإنفصال


وغالبا تكون ثلاثة ردود أفعال عند وقوع الطلاق،

- الأول الطفل الصامت والذي يكبت مشاعره ولا يريد أن يحزن والديه،

- والثاني العدواني الذي يخرج ما في نفسه من حزن وقهر بالعنف والعدوانية،

- والثالث الذي يواجه القرار ويناقش ويخرج ما في نفسه ويحزن وهو النموذج الصحي الذي ينبغي أن نشجعه، وغالبا آثار الطلاق على الأبناء تستمر من سنة إلي سنتين




د جاسم المطوع


الخبير الإجتماعي والتربوي




مَعِين

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مَعِين

تدوينات ذات صلة