ما بين أفكار تدعّى ظاهرياً شئ و تحمل فى بطونها أشياء ..
أذكُر فى خلال السنوات ألاخيرة ،إنتشار كَم مهول من المفاهيم المغلوطة و المفاسد التى أنتشرت فى جميع الدول العربية تحديداًقادمة من الغرب غالباً. تدعو بصفة ظاهرية للتحرر و التطور و التقدم ..ثم تبدأ الشعوب فى تبّنى تلكُمُ التصرفات و الأفعال فى سبيل التحرر !!
وبعد وقت قليل نجد الشعوب ذاتها تدافع و تستميت فى سبيل هذه الأفكار كأن هذه الأفكار تخرج من صدورهم ! ولكن سبحان الله - يا ليت قومى يعلمون ! يا ليت قومى يعلمون جيدا الهدف من وراء هذه الشعارات الزائفه التى تدعو للتحرر ولكنها ورب السماوات و الارض تدعو لفساد فى البر و البحر وفى كل مكان ..
على سبيل المثال ، نجد أفكار يتم ترويجها من خلال أشخاص مؤثرين على مواقع التواصل الأجتماعى أو مشاهير السينما و برامج التوك شو ، للأسف هؤلاء عادة قد يكونوا ليسوا أصحاب مبادئ واضحة أو حتى لا نستطيع تمييز إنتمائهم بشكل منطقي .. يتبنوا وجهات نظر غربية تدعّى أن الحريات و التقدم يتمثل فى العُري و فى العلاقات الجنسيه فى سن مبكره ، أو أن نشر الدعارة و إستباحة التحرش ، و أن ترك المنزل و العيش بعيداً عن الأهل من أهم مميزات الشباب المراهق ، حتى إعتقاد المراهقه فى حد ذاته ، ما هى إلا فكره لأسف الشديد آباحت للشباب فعل كل سوء بحُجة أنه فى سن مراهقة ، ثم بعد ذلك توسعت الكلمة و أصبح هناك مراهقة مبكرة و مراهقة متأخره .. و يبدو أن العمر كله مراهقة .. و الشاهد أن لفظة المراهقة أُستخدمت في تبرير مساوئ عديدة ..
أحدى المواقع العالمية و شركات صناعة السينما ، لا تزال تدعو بإستمرار لكل ما هو مخالف و فاسد و تنشر الفكر فى كل العالم بشئ من السخافة فى حقيقة الأمر ، فنجدهم دائما أو فى أغلب الأمر يستخدموا الأفكار الفاسدة على أنها حق مكتسب و واجب عالمجتمع أن يقبل بذلك .. و أحيانا نجد أعمال مقصودة ، يظهر أبطالها منتمين لدين ينافى و يرفض هذه الأفعال و لكن هدفهم التحرر و االتقدم و التطور و على المجتمع أن يتقبل الفساد فى الأرض !
أنا أؤمن بنظرية المؤامره كلياً خاصة فى الفساد الخفّي ، أشعُر بشكل ما مبنى على قراءات تاريخية حقيقية أن هناك العديد من الأشرار يتربصون بالدين .. هذا ليس محل نقاش ، أنا أؤمن بذلك تماما
والأمر هنا يستدعى أن :
1- نستفيق ونعلم جيدا أن أغلب الأفكار المنتشرة - التى عادة لا تتوافق مع فطرتنا - فلا نقبلها ، هى أفكار مسمومة هدفها إفساد المجتمعات ..
لا تستهين بالأمر ف الشيطان يدير هذه الأفكار بجدارة و يبذل مجهود رهيب من أجل تحقيق أهدافه ، و هناك هدف وحيد يسعى الشيطان لتحقيقه في نهاية الأمر،
" إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ " [ فاطر:6 ].
بمجرد أن نعلم بأن هناك أفكار مسمومة كما قلت ، مثل إدعاء الحريات و التقدم - عالأغلب هو هدم أساسيات و ثوابت دينية - لابد أن
2- ننظر فى أنفسنا !! هل نحن نخدم هذه الأفكار بعلم أو حتى نخدمها بجهل ؟!
قد يكون أحدنا يشارك فى نشر هذه الأفكار دون علم ! أو يقدم دعم مادى بطريقة غير مباشرة ! أو دعم معنوى يهدف بعد ذلك لإنتشار الفساد ف الارض !
للأسف الشديد فى زمن زاغت فيه القلوب و أنحرفت الفطرة من خلال :
1- التنشئة الخطأ
2- البيئة الفاسدة
3- إدخال الأهواء وتحكمها
4- الحكم و التعلق بالسُلطة
أصبحنا بكل أسف نتعامل مع الأمور المنحلة على أنها أمراض أو طبيعة بشر مختلفين عننا ، أقنعوا الضعفاء أنهم مرضى و أنهم ذوى طبائع مختلفة ثم يريدو المجتمع أن يتقبل ذلك ثم يهاجموا المجتمع أنه ليس كمثلهم !!
فى حقيقة الأمر ، هذه الأفكار دائما تنتشر على مر التاريخ و ليست جديدة إنما هي أشكال مختلفة لمقصد ثابت
لذلك أدعو دائما للوعى ، و إعادة التفكير و الرجوع و الإستناد لمراجع صحيحة مؤكدة و فهم و إدراك الإدعاءات المزيفة و المقصد من وراءها .. و بين يديكم كتاب كريم لا يضل ولا يشقى بعده أحد ، أوصيكم ونفسي بكتاب الله سبحان وتعالى ..
أخيرا ، أسوأ الأمور أن يظن الإنسان أنه يصلح وهو أبعد ما يكون ، بل هو يفسد بكل قواه ..
فى مستهل سورة البقرة وبدايات القران الكريم ، تأتى التوعية الأهم فى هذا الشأن بسم الله الرحمن الرحيم " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ " سورة البقرة آية 11
هذه هى الإشكالية ! الجهل و الفساد بغير علم أو شعور بالمسؤلية ..
إحذر أن تفسد فى الأرض
إحذر أن تقبل الفساد فى الأرض
إحذر أن تدافع عن الفساد فى الأرض
إحذر أن تدعم الفساد فى الأرض بجهل
إحذر أن ترضي ,,,
و أختم بقول الإمام شيخ الإسلام إبن تيمية رضي الله عنه و أرضاه : ( من رضي عمل قوم حُشر معهم ، كما حُشرت إمرأة لوط معهم ولم تكون تمارس فاحشة اللواط ) .. و الله المستعان.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
;;كلام جميل وفيه توعية وتوجية الأضواء نحو الجوانب الظاهرية التي نظن أنها الأساس الذي نستمد منه قيمنا ...