ولكن ربما عدم استطاعتي بالتودد والتقرب لمسح الأحذية كانت نتيجتها.. لا لا هذا ليس ندمًا.. فأنا فخورة جداً بعدم رضائي بوضع "مازوخي".

عام "الكورونا" 2020.. لم أجد صديقًا أو قريبًا أو غريبًا إلا ومر بحادثة في هذا العام غيرت مجرى تفكيره ومعتقداته.. ثقافته في النقاش.. تمسكه بثوابته. الاختلاف سمة عمرية لا جدال فيها، اختلاف الفكر هو محور الحياة، والتجارب الإنسانية تشكل منا أشخاصًا قد لانعرفها ليبقى الحل الوحيد هو الصلاة حين ندرك أن القوة انهارت. والصلاة هي الدافع الوحيد للأمل من جديد. دعني لا أطيل وأسرد ما حدث لي في هذا العام لعله يكون رسالة تجدد بداخلك التحفيز كي تكون أفضل.


1- فقدان الأحبة:


فقدت 10 من أقاربي في هذا العام منهم خالتي التي أحبها بشدة ولم أتخيل لحظة أن الحياة بدونها ستنقص، ببساطة لعدم تخيلي أنها ستموت. جزءًا من تكوين قلبي اختفى، الإيمان واسمها إيمان، كانت مؤمنة بأن المفاهيم الأصيلة مثل "الجدعنة"، والحق والعدل والكفاح لاغنى عنها كي يعيش الإنسان بكرامة وعزة نفس طوال حياته، أعتقد أن البكاء الشديد على ما فقدناهم يأتي لأنهم حقيقين صادقين مخلصين وفوق هذا كله ننهار في فراقهم لأن حنيتهم ستكون غير موجودة. يوم الوفاة كان علي أن أقوم بدور السند لأمي وبناتها وباقي الأسرة، لم يعطوني فرصة كافية كي أحزن عليها، هيا يا مارينا حان وقت الغُسل، كنت أقولها لنفسي وتحملت لحظات هي الأسوء في حياتي، كيف تقومي بغسل جسد روحًا أصبحت في السماء وأمانة تسلمها الله، وهي من ربتك بعد أمك وأبيك، كيف تضعي على قلبك حجرًا كي تتناسي أنها خالتك التي كانت تعمل ثم تأتي إلى بيت العائلة مرهقة كي تحضر الطعام وتقلي لكي "الزلابيا" المفضلة في مطبخ أسري بسيط لا يوجد به مروحة، كيف تنسي السهر والضحك واللعب و"أنا جعانة يا خالتو" لتنزل بكل حب ليلاً في أوقات بعد منتصف الليل لتحضر طعامك المفضل حتى في وجود النقود القليلة. رحمك الله يا خالدة في نفسي وكياني، لن أنساكي وسأظل أدعو لكي إلى أخر أيامي.

لن أنسى أنني فقدت أيضًا والد صديقتي الذي اعتبره مثل والدي "عمو أشرف" وكانت صدمة لنا بكل الأحوال، كان رجلاً طيبًا عطوفًا كريمًا أصيلاً يعاملني كابنته ولن أنساه بكل التفاصيل والمواقف الحياتية التي مررنا بها ونصحه وإرشاده في بعض المواقف.. الله يرحمه برحمته الواسعة ويرحم الجميع.


2- ثابتة على الحق:


في هذا العام أيضًا فقدت عملي، دعني أسرد لك القصة، كنت مديرة تحرير لموقع تكنولوجي أسسته منذ الصفر وكنت أعمل به بمفردي، إلى أن أكرمني الله بفريق عمل مكون من مترجمتين، أكن لهم ولمجهودهم إلى الأبد الاحترام، هل تتخيل أن كل يوم في هذا العمل كان بمثابة "حرقة دم!"، لا يوجد مواقع للتواصل فعالة، ويذهب للمؤسسة كل فترة فريقًا من "السوشيل ميديا" غير محترف وحتى الفريق المحترف يضيق عليه الخناق في أخذ بيانات عمله من باسوردات فهي أسرار كما تعلمون، وأنتي مالك ؟، لأ أنا مالي ونص، فلا يوجد مواد تحريرية ستظهر إلى النور بدون مواقع تواصل. لم تأتي لهذه المؤسسة زيارات وكنا نحارب حتى تأتينا الزيارات "الأورجنك"، كنت مديرة تحرير مجلة وموقع وقمت بإعداد حوارات صحفية مع بعضًا من عمالقة التكنولوجيا العرب والأجانب، حتى جاء اليوم الذي تلقيت فيه رسالة على إيميلي، نتشرف بإنشاء قناة على أحد مواقع "السوشيل ميديا"، وهي قناة على موقع معروف لدى الوطن العربي ويستخدمه ملايين الأشخاص يوميًا، أعتقد أن بهذه الرسالة "الديل كان جاي لموقعي"، بعد ذلك يتم إنشاء قنوات مماثلة لإصدارات داخل المؤسسة، وأجد أن موقعي غير مستفيد، وفي تدهور، لم أسكت على هذه المهزلة وبعد شد وجذب اتفاجئ أن الأمر عادي "طنشي"، قال لي أحد الأصدقاء "لا تكوني مبعوث العناية الإلهية"، وتقومي بفضح الأشخاص، فالكل يعرف حتى صاحب رأس المال، ولكن ربما عدم استطاعتي بالتودد والتقرب لمسح الأحذية كانت نتيجتها.. لا لا هذا ليس ندمًا.. فأنا فخورة جداً بعدم رضائي بوضع "مازوخي".


3- الإصابة بكورونا والآلام الشديدة والحمد لله تم الشفاء على خير.


4- لن أطيل عليكم في رقم 4 فهي قصة تحدث لمعظم البشر، فقد تم كشف أشخاصًا ظننت أنهم صالحون وأعطيت لهم المزيد من الفرص، لا داعي لذكرهم ولن أسامحهم يومًا ما، التسامح كنز كبير في وجهة نظري ويستحقه من يخطئون في حقك ولهم رصيد.. بالضبط لا رصيد إذن لا غفران!..

أعتقد أن هذه القصص ليست شيقة ولكن سأكون قوية حتى النفس الأخير بإذن الله، الحل يا عزيزي في التمسك بالله.

عزيزي القارئ أحضر الآن لموقعًا تكنولوجيًا جديدًا، واعمل على تحسين اللغات الأجنبية لدي والحصول على مستوى ممتاز في اللغة العربية، قم، انهض، الحياة مستمرة ولا تحب الشخص الضعيف ولا تحب المستسلم، أنت قوي، أنت "جدع".



















ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Marina Ezzat Alfred

تدوينات ذات صلة