دردشة صباحية بين زميلى فى العمل عن وصفات الأجداد وتأثيرها على أساليب حياتنا وصحتنا وعادتنا الغذائية التى صارت غير صحيحة

تحدثت مع زميلى اليوم عن أمثال أجدادنا وأن كل ماهو قديم قيم ، رفيع ، له معنى ومغزى ، وتطرق حديثنا إلى الحداثة والتمدين الذى نعيش فيه الآن وآثاره السلبية على صحتنا وأسلوب معيشتنا بخلاف أهل الريف والمناطق النائية التى لا يوجد فيها أى نوع من أنواع الترفيه والتمدين.

بدأ حديث زميلى عن كاتب مصرى ساخرؤ رحمه الله تحدث فى آحدى مقالته عن مدى فقره فى صغره وأن كل أفراد أسرته يعيشون فى بيت صغير والحمدالله لم يتعبوا ولم يذهبوا لطبيب قد. وعندما منّ عليه الخالق وفتح عليه وصار لكل فرد من أفراد أبنائه غرفة مستقلة بيه زادت الأسقام والأوجاع لأفراد أسرته.

أزدادت حيرتى بعد ماسمعت من زميلى ، فبالأمس كنا نطبخ ونصنع طعامنا من خير الطبيعة ، لا مواد حافظة فيه ولا ألوان اصطناعية وقليل منا ما يمرض أو يصاب بالأمراض الخبيثة كما زادت اليوم خاصة فى فلذات أكبادنا.

فهل الطبيعة كشرت عن أنيابها لأننا اخترقنا كل نواميسها فأصبنا الأمراض والأسقام ، أم نحن من سببنا هذا فى أنفسنا وفى فلذات أكبادنا.

قرأت فى آحدى المواقع الاليكترونية أن الاتحاد الأوروبى سيصرح بتناول مسحوق الصراصير المنزلى ويرقات القشرية ، والجراد المهاجر ويرقات الدودة الصفراء.



انتابنى الفزع والقرف بعد ما قرأت هذا المنشور المزعج والمقزز للنفس، فهل يقبل سكان الاتحاد الأوروبى هذا القرار؟ وإن قبلوا، فماذا عن من لديهم حساسية من تناول هذه الحشرات واليرقات؟!


تخلينا عن وصفات أجدادنا الغنية بالفيتامينات والبروتينيات واستبدلناها بحبات دواء تعطى نفس الشئ ، لم يعد لدينا الوقت ولا المجهود فى الجلوس والاستمتاع بأشعة الشمس التى تستمد أجسادنا منها العديد من الفيتامينات وأهمها فيتامين دال المسؤول عن بناء العظام، فصرنا ندفع العديد من الأموال لنقضى بعض الوقت لنستمتع بأشعة الشمس الدافئة التى تؤثر بالإيجاب على صحة الإنسان النفسية والمزاجية على حد سواء.

حكم علينا التمدن والتحضر التخلى عن كثير من عاداتنا الغذائية المهمة كالتجمع العائلى على مائدة الغداء سوياً كأسره نظراً لانشغال كل أفراد الأسرة، فكل فرد يتناول طعامه بمفرده وقد يتناوله خارج المنزل بأطعمة بالتأكيد غير صحية وعُرف بمايسمى ب (Fast Food) الملئ بالكاربوهايترات، والزيوت المهدرجة ، لكنه مشبع بحق.

الزيوت المهدرجة من أسوء ما اكتشفه علماء الغذاء لأنه يدمر صحة الإنسان ويزيد من تصلب الشرايين وزيادة نسبة الدهون الضارة وانسدادها والتى قد تسبب أمراض القلب وإن لم تعالج قد تؤدى إلى الوفاة لا قدر الله.

صنعت هذه الزيوت المهدرجة لتوفير النفقات وتحمل درجات الحرارة العالية وسعرها زهيد ولكن أضرارها كما ذكرت فى السطور السابقة مدمره على صحة الجميع.

صارت الأمور البسيطة التى كان أبائنا وأجدادنا يستمتعون بها بالمجان ، صعبة المنال هذه الأيام برغم التطور الذى وصلنا له إلا أن الأساليب الحياة وإيقاعها بات صعباً وسريعاً، من يلحقه فقط فلح ومن فاته يظل فى القاع لن يراه ولن يسمعه أحد.

ظننا أن هذا التطور سيصير فى مصلحة البشرية أجمع ولكن هيهات، العكس ماحدث.


التمدن والتحضر شيئاً براقاً من الخارج فقط لكن فى محتواه هو بعيد كل البعد عن الصحة والجمال إلا من رحم ربى.

انظر من كم العوادم التى تخرجها سيارتنا ،ومداخن المصانع، وتلوث الهواء الذى نجم بسبب الأيروسولات التى تبعث من المبيدات الحشرية وأدخنة الطائرات التى أثرت بالسلب على طبقة الأوزون التى خلقها الله لتحفظ الأرض من الاشعة الشمس الفوق البنفسجية الضارة.



توصل بعض العلماء لاستخدام الطاقة النظيفة كأشعة الشمس وطاقة الرياح التى قد تولد كهرباء أو بطاريات تشحن بالطاقة النظيفة ، وسيارات تشحن بالكهرباء ، لكن كفائتها وسرعتها ليست بنفس كفاءة وسرعة السيارات التى تستخدم البنزين، وهنا يأتى السؤال أتريد أن تحافظ على البيئة حتى إن كانت سرعتها أقل من السيارة التى تستخدم البنزين؟

علماً أن الحصول على هذه السيارات النظيفة للبيئة أغلى من الآخرى بكل تأكيد

فالسؤال هنا للعلماء وأصحاب كل فكر حر وكل من ينادى بالحفاظ على سلامة هذا الكوكب ، متى يمكننا استخدام هذه الطاقة النظيفة المتجددة وتصير سعرها فى متناول الجميع بدلاً من استخدام الطاقة الغير متجددة التى يمكن أن تفنى فى أى وقت وبالتأكيد تأثيرها سلبى على البيئة وأمنا الأرض؟




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات يلا نكتب مع مى عصمت

تدوينات ذات صلة