الأفلام العربية أفسدت حياتنا وتصوراتنا عن الحب بينما الواقع يعطينا الصفعات

لا يمكنني إنكار أنك تطوف بذهني من حين لآخر، حينما أرى مشهدًا رومانسيًا في التلفاز، البطل بالطبع يعشق البطلة ويتمنى رضاها بينما هي - ويا للصدفة- تشاركه نفس المشاعر، والنهاية معروفة واضحة مهما كان حجم المشاكل التي واجهتهما.ما يؤلمني هو يقيني أن الحياة ليست كذلك، ليست كذلك على الإطلاق، الحب المتبادل نجده فقط في الأفلام والمسلسلات وبين صفحات الروايات الرخيصة، لا يوجد أحد على وجه الأرض لم يمر بتجربة حب من أي نوع ولو لمرة واحدة في حياته، حتى هؤلاء المنغلقون على أنفسهم، حتى الفتيات مهما بلغت درجة التزام أيهن، دومًا هناك جار، قريب، أو صديق للأخ، هو ليس حبًا بالمعنى المفهوم، لكنه إعجاب، ليال تقضيها تفكر فيه متخيلة نفسها زوجته، ويصير هذا كل هدفها.كل مشاكلها الأخرى تتنحى جانبًا على الفور، فجأة يبرز حلم الفستان الأبيض والإشباع العاطفي الحق يلوح في الأفق، لا يهمها حتى مدى ملائمة هذا الرجل لها أم لا، لقد فقد عقلها السيطرة إزاء قوة القلب وتمسكه بالفكرة، لن ترى أية حقيقة وقتها.والحب ليس بهذه البساطة، وكل من يقرأ كلماتي يعلم ما أعنيه، معاناة الحب من طرف واحد، أن تتمنى حياتك مع شخص بينما هو يتمناها مع شخص آخر سواك، تقلب في الهاتف على أية أخبار له في اليوم أكثر من عشر مرات، لا تستطيع التوقف، حتى إذا انشغلت بشيء آخر فسيظل هو في مكان بارز على سطح اهتماماتك وتفكيرك، بينما هو فعليًا ينشغل بكيفية الوصول لشخص آخر.

لماذا نفعل هذا بأنفسنا؟ القلب يشعر فعلاً بالحب أو بالتجاهل، لكنه يتجاهل هذه الحاسة السادسة، إن مشاعر الحب ذاتها جميلة ومنعشة ولو كانت زائفة، حتى مع معرفتك أنها غير حقيقية، كالحلم الذي تظل مغمضًا عينيك فيه وتعيشه بل سعادة، عالمًا أنك ستصحو في أي وقت وتواجه الواقع، لكنك لن تظل في هذه السكرة للأبد، فثمة ضربة قاضية في طريقها إليك لكي تفيق.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ما وراء النفس

تدوينات ذات صلة