المرض مش نهاية العالم المرض بحتاج ارادة وقوة وصبر ،كلمة مستحيل مش موجودة بقاموسي والتفكير الايجابي هو سلاحي بمواجهة صعوبات الحياة.

١٩ سنة ,العمر يلي متلي متل أي بنت بتكون أحلى سنين عمرها دخلت الجامعة بدها ترسم حياتها مستقبلها متحمسة طفلة بمرحلة النضوج بتتأمل شكلها كل يوم بالمراية وبتغني وبترقص قدامها..بتلعب بشعرها وما عم تخلي تسريحة ما عملتها ،همها صغير، تنجح بامتحانات الجامعة ،شو بدها تلبس يوم الخميس، مين ممكن يكون فارس أحلامها يلي توقع بغرامه ،مليانة عواطف وأحاسيس بنت وحيدة بين شبين ..الحياة ورديه ..ما كنت اعرف انه بأقل من ٢٤ ساعه ممكن تتغير حياتي ..ما كنت اعرف انه كل أحلامي ممكن تنمحي ..ما كنت اعرف انه الطفلة يلي جواتي لازم تتحول لمحاربة.. ما كنت اعرف انه كلمة وحدة بس بتغير مصيري.. السرطان.. للأسف أنا كنت وحدة من الناس يلي عمرها ما سمعت بالمرض لأنه بمجتمعنا بنخاف نحكي اسمه.. بنحكي هداك المرض..

ما كان عندي خيار اما اني استسلم او اني اتحدى لأني بطبيعتي عنيدة وبرفض الفشل كان لازم الطفلة يلي جواتي تكبر قبل وقتها ..كان لازم الأحلام الوردية انساها او اتناساها.. البنت يلي عمرها ١٩ كانت لازم تنتقل لعالم تاني ..حياة جديدة مختلفة تماما عن عالمها ..صار عندي هوية جديدة وبدل الرقم الوطني رقم طبي باسم المريضة "لمى عادل المعايطة".احتفلت باني حلقت شعري كان اغلى ما املك هو شعار الأنوثة لأي بنت ولبست الباروكة ورحت جاهزة حتى باروكتي كانت حلوة بحب الأناقة مش بايدي , رحت وعلى وجهي ابتسامة لدرجة فكرو اني تحت تأثير الصدمة وبتزكر انه ماما اعطتني كتاب اسمه (قوة عقلك الباطن )وقررت اني راح استعمل هالقوة المخفية يلي جوا عقلي مش بايدي برضو بحلل كتير وبآمن بقوة العقل..بلشت الرحلة وكانت أصعب لحظة لما أول مرة يقرر الواحد انه يقبل بالكيماوي يمشي بشرايينه ما راح أجمل الحكي ولا بحب الناس يلي بتحكي عادي متله متل اي دوا ..يلي ما جربوه بترجاكم لا داعي للفتوى حتى لو كنتم أنتم من اخترعته..لما يمشي بعروق الجسم كالجراد ياخد الأخضر واليابس لما تتحول العروق الخضرا لعروق سودا محروقة (هاد اسمه كيماوي) مع ذلك كنت مسميته صاحبي واسمه (كريم) وانه انا ويا متفقين انه لفتره بسيطة لازم يكون بينا احلى علاقة ما يئذيني وانا اقبل في بكل مرة انه يكون جزء من جسمي .. مرت الأشهر بين الوجع والألم ونقص المناعة وبنفس الوقت كنت اروح على جامعتي والابتسامة على وجهي..وكان قراري باني اكمل الجامعة لأجل دكتورة بوجهلها الشكر لأنها زادت من عنادتي لما حكتلي(يلي متلك يضل بالبيت الله يشفيك) بحب اشكرك لأني جبت الشهادة بس مشان اعلقها عالحيط ولأثبت لكل حدا حكالي ما بتقدري لانك مريضه كانسر بس قدرت و ما في مستحيل بفهم شعور كل حدا هلا بعاني من المرض، بفهم شعور الألم بس بصمت لانه تعب الواحد من الوجع ،بفهم اديه مؤلم نظره الشفقه بعيون الناس ،بفهم اول سؤال بخطر عالبال ليش انا ؟ انا كنت هناك وعشت كل هالمشاعر المتضاربه ..بس حكيت وبعدين سألت حالي انه عندي خيارين اني استسلم او اكمل لاني بستاهل الحياه ،بستاهل اني اعوض كل يوم راح من عمري بالمستشفى ..كنت بضحك وبلعب وبطمن على كل المرضى بالطابق الرابع ..الطابق الرابع اه بس هاد كان عالمي ..هاد كان مجتمعي .. تعبت بمعنى الكلمه بكل غزه ابره لانه عروقي نشفو من الكيماوي ..هاد الجسم تعب لكن روحي ضلت طفله مجنونه كنت احميها واطبطب عليها لانها الشي الوحيد يلي بملكه .. لحد ما اجى اليوم يلي انولدت فيه من جديد ..اليوم يلي ما كنت اتخيل او اعرف شو يعني دموع فرح ..اليوم يلي سمعت فيه اني شفيت وانه ما الي جرعات كيماوي بعد اليوم،اليوم يلي كانت فرحتي ما تنوصف لما حكالي دكتور علاء عداسي انت هلا ما الك جرعات كيماوي وهلا كمل حياتك طبيعي، بتزكر اني كنت عم بنط من الفرحة وعم بصرخ كانت لحظة الانتصار بالنسبة الي ...انا بعمري ما اخدت اهلي عالمركز ما كنت ممكن اتخيل اخليهم يشوفو بنتهم الوحيدة عم تتوجع وما في شي بأيديهم.. ركضت اخبر اهلي وصحابي لكن بالأخص غدير يلي تركت أهلها بالكرك وقررت انها تكون معي بكل هالرحلة ..احلى فرحة فرصتي اني ارجع اعيش واعوض يلي راح ..ورجعت متل الطفلة يلي اول يوم بدها تروح عالمدرسة بس ما بتعرف من وين تبلش وشو تعمل ..اكمل جامعتي متل الكل وفعلا مرت سنة كاملة وانا بين صراعين بعالمين مختلفين ..حياتي يلي كانت بالمركز ..وحياتي برا المركز وبعد سنة وانا بحاول بكل ما عندي من قوة اني اتوازن وارجع لمى متل قبل بوقت بطلت افهم العالم التاني بطلت همومي واهتمامتي متل الناس ..بطلت أحلامي واهدافي متل الناس ..تغيرت وكبرت مش بالعمر بالعقل والروح.. بس الاغرب بزيادة كان عندي شعور انه قصتي ما انتهت وفعلا ما انتهت مع اني كنت اعمل فحوصات دورية وباصرار مني طلبت من الدكتور يعملي فحوصات كان احساسي انه في شي ..بعد بسنة من الحياة الطبيعية بجملة وحدة بس عالتلفون غيرت حياتي للمرة التانية ..بس جملة وحدة كانت (رجعلك المرض) (سرطان الغدد الليمفاوية).

المرة التانية بنحكم علي الوجع والتعب ..للمرة التانية ما بكون عندي خيار غير اني اتمسك بكل شي ممكن يخليني اعيش ..لما يخيرني الدكتور بأقوى أنواع الكيماوي MOB او زراعة نخاع فقررنا اخد MOB حتى أترك زراعة النخاع آخر خيار ونوع الكيماوي هاد كان الممرض يكون لابس اكتر من جلفز واكتر من كمامه لانو الابخرة مؤذية ..بتركلكم الخيال شو ممكن بعمل بالجسم..المرة هاي كانت أصعب وكنت باخر سنة جامعة كنت اداوم بالجامعة ونفسي اعيش حياة الجامعة لكن التعب والوجع هدلي جسمي كنت اخلص محاضرتي واحس الساعة عن يوم ..بالسنة عشت بالمركز بالأيام وبالشهر..الأعراض صارت أصعب والمناعة تنزل اكتر واكتر وكل يوم كان يكون أصعب ،بفترة يأست وتمنيت لو اني ما حاربت بأول مرة تمنيت لو اني استسلمت وكنت افكر ليه انا عنيدة ومتمسكة بالحياة ..كانت مشاعر الضعف الطبيعية لاي انسان تعبان ..حتى جسمي من كتر ما تعب بطل في مكان يغزو الإبر في ..فركبولي جهاز برقبتي وصلت مرحلة الضعف ..حتى نفسيا تعودت على انه هاد المكان هو بيتي والأمان بالنسبة الي لأنه بالفترة الاخيرة شبه استقرت بالمركز ..تعودت انه اعيش كل يوم بيومه ..تعودت انه شنتيتي تكون جاهزة على طول في حال المركز حكوا معي وحكولي مناعتك نازلة لازم أدخال..تعودت على صوت الاجهزة لما تصير تزمر انه بدها تغيير ..تعودت على اني اصحى على ٥ الصبح مشان سحب الدم قبل تغيير الشفت..تعودت على الادوية تكون بكل مكان ..بس بنفس الوقت غرفتي كان فيها كل شي ،فيها كل العابي.. مكياجي ..كل الوان المناكير كنت بحب يكونو اضافري حلوين وانا باخد الكيماوي للناس يلي بتتزكرني بالمركز كانه لما يسمعو لمى المعايطه إدخال ينجنو خصوصا الحرس كنت اخبي صحباتي وقرايبي مشان ما يخلوهم يروحوا.. الدكاترة والممرضين يدورا على المرضى بكون ماخدتهم بغرفة الاستراحة يكون في دوري شدة حتى الدكاترة لعبتهم..زينة رمضان للطابق الرابع اخد منها اخبيها وازين غرفتي والنجمة اعلقها فوق راسي كان لازم اعمل هيك كان لازم اخلق الفرحة بكل شي مشان اقدر اعيش ..على الساعة ه المسا اطلع امشي بالطابق كنوع من الرياضة ‍عيد ميلادي كان بالمركز ..لما خطبت صاحبتي لبست فستان وكعب واخدت مغادرة على مسؤوليتي الخاصة .كنت البنت يلي ماسكة بالحياة بمعنى الكلمة

المستشفى صار بيتي والدكاترة والممرضين صاروا عيلتي في كل يوم كان في تجربة جديدة ،كل يوم احكي الحمد لله مر على خير لكن في أيام كانت مؤلمة يصيبني التهابات في المعدة وانحرم من الاكل والشرب لأسابيع كنت ابكي واترجى بس بدي نقطة المي تبيل شفايفي كنت انام وأحلم بالأكل واتخيله ،وبس اصحى ابكي بحرقة لأنه نفسي اكل، لأسف عرفت معنى الحرمان بكل اشكاله عرفت شعور الفقير والجوعان ..لكني صبرت ..الصبر هو السر. مرت الايام وكنت وصلت لعند مرحلة امتحانات الفاينال لاخر فصل بالجامعة وقلبي موجوع اني تعبت داومت بالجامعة وانا مهلوكة وهلا بالآخر ما بقدر اوصلها لانه مناعتي نازلة!! وانا بالمستشفى طيب ليش ؟ بس دايما في امل، وقتها ما بنسى الدكتور خالد الكركي اديه عظيم كان يبعتلي الامتحانات عالمستشفى وكانو الدكاترة احسن ما يكون ،وقدمت الامتحانات هناك، ونجحت فيهم، بس ضل بنفسي شي واحد برضو انحرمت من فرحة التخرج، كان نفسي احتفل متل الكل اغني وارقص واطلع من السيارة واتخالف من الشرطي.برضو ما كان الي نصيب.. مرت الايام وانا بغرفتي بالطابق الرابع كنت اشوف واتفرج عالسيارات من شباكي الصغير والشمس بالسما واتخيل اديه نفسي اكون برا, بدي الشمس تضرب بوجهي بدي احس بنسمة الهوا..حتى شعور السجين عشتوا..شعور ..كل الامتحانات يلي ممكن الإنسان يمر فيها كنت فيها لحد ما اجى اليوم يلي كنت استنى (لمى انت شفيتي وما الك جرعات كيماوي بعد اليوم بس مناعتك نازلة كتيررررر لازم تكوني بغرفه عزل ) ما كنت عارفة انبسط او احزن اني بكل مرة ما كانت تكمل معي بس اني خلصت من الكيماوي هم وراح عن قلبي اني ما راح اوقع بكل مرة على ورقة في حال صابتني جلطة او اي شي خلال صورة CT او اي نوع صورة خطرة باني اتحمل هاي المسؤولية هم وراح .. ضليت افكر واحكي لحالي كمن يوم وبطلع وما برجع ابدا، هانت لمى ما ضل شي خلصنا ..لكن الفرحة ما تمت بثواني بالزبط وانا بغرفتي وانا بضحك راح النفس وهالمرة كان فايروس على الرئة خلاني ب ICU عايشة عالاجهزة.

ICU كل تجربة المرض بجهة التجربة

هاي بجهة تانية انا بغرفة في ماسك على وجهي بدو تنين ليفكو مربوط بأجهزة مشان اتنفس ..في ساعة بوجهي ..ممرضة هندية الاصل ..بفتح عيوني على صوت دكتورة بتحكي عربي مكسر وهي بتخبرني انه اجاني فيروس الرئة ونقص المناعة يلي عندي خلاني عالاجهزة وكطبيبة كان تلازم تشرحلي شو الخيارات يلي عندي ,فعليا ما كان في خيار..

بعد ٤٨ ساعة ما صار اي تحسن راح ينوموني ويدخلو برابيش بجسمي ما بتزكر التفاصيل لكن الاحتمالية اني ما أصحى او ازى صحيت ممكن ما امشي او يكون عندي خلل بوظائف الكلية او او او ..فكان بالزبط جملتها WHAT IS YOUR WISH بهديك اللحظة وبكل الضعف يلي انا في ما هانت علي نفسي انه كل التعب والسنين يلي مرت فيها معاناة من عمر ١٩ إلى ٢٢ سنة تروح هيك ..كيف ؟ وليش؟ يا ريت من المرض او الكيماوي..فايروس عالرئة وانا بتختي..اعطوني ورقة وقلم وبتزكر اني من كتر عصبيتي كتبتلها..انه انا في اتفاق بيني وبين الله والله عارف اني من اول يوم رضيت وما اعترضت فأنا يا بطلع من هون بمشي على اجري يا بضل مكاني والله برحمني ،وانه لا طب ولا علم ولا دكاترة ولا ادوية بتقرر ازى بعيش او لا ....طبعا اخدتني على اد عقلي ..ورجعت سألتني..شو بتتمنى؟ بس خلصت مهاوشة بيني وبين حالي طلبت دفتر رسم وألوان واسمع قران بصوت السديس ..فعلا جابو لاب توب ودفتر رسم وألوان فقررت انه ما وراي شي بلشت ارسم ورود وقتها أعطيت الممرضة كمان ورقة وألوان ترسم بدل ما هي جنبي بتبكي وكتبتلي رقمها على رسمتي ازا طلعت من ICU ..طبعا كانت من أطول أيام حياتي..شوي تضوي الغرفة ويركضو الممرضين ويحاولو ينعشو هالقلب وبعد ما تمر على خير ..الدموع بس كانت تنزل واحكي شكرا يا رب انت بس يلي عارف بشو انا مريت ..من أصعب لحظات حياتي لما اغلى الناس على قلبك امي واقفة ورا الزجاج محروق قلبها بس ما في شي بايدها..مش قادرة تعمل شي ..بوقت ابوي حكولوا جهز حالك يا عادل وبلش ابني بيوت العزا بالكرك ..مسألة وقت وساعات ..مسألة نفس ما حدا منا مقدر قيمة هالنفس يلي قادر ياخدو..خدو نفس واحمدوا الله عالهنعمة .عنادتي وارادتي ما وقفتني اقنعت حالي بكل طريقة اني راح ارجع اتنفس كنت أراقب الساعة وكل ساعة تمر كان قلبي يدق أسرع بقرار مصير ..حياة او موت ..بالوقت هداك استوعبت اشي مهم انه الحياة بكل ما فيها بالآخر كلها تتمحور حواليك انت بس وقت الجد ما في شي بالدنيا يفيدك غير قوتك وارادتك كل مشاعر حسيتها وحكيتها مع الله بعيوني وكنت عارفة اني لحالي ما في غير معجزة الآهية تقدر تخليني اعيش ..كلمة وحدة كنت احاول احكيها ..يالله ..حتى شعوري فيها لهلا بقشعر بدني..وكانت المعجزة هي الحل..بعد كمن ساعة بلشت نسبة الأكسجين ترتفع وانه في تحسن والدموع كانت اقوى مشاعر ممكن احسها..الدموع يلي بصمت لما دخلو وخبروني لمى تعديتي مرحلة الخطر ..وصاروا كل كمن ساعة يرفعو الماسك عن وجهي دقيقة ..اتنفس لثواني ويرجعو..مر كمن يوم وطلبت انزل من التخت بس مشان اتاكد اني بمشي ونزلت مشيت خطوتين تأكدت اني بحس وباقدر امشي ..وبعدها لما طلعوني عالغرفة بالطابق الرابع كمن يوم ..لحد ما اجى الدكتور وحكالي لمى خلص راح تطلعي من المركز وما الك رجعة ..بس بتزكر فتح الباب ورجع حكالي لمى يلي دخلت من هاد الباب راح تتطلع من هون شخص تاني اوعى وانضج ويمكن ما تفهمي المجتمع والعالم يلي برا ..وفعلا كانت اول صدمة الي ..لما كنت راح اطلع من المركز فتح باب المركز وضرب الهوا بوجهي انصدمت سالوني شو في؟ ضحكت وقلتلهم نسيت شو يعني هوا ومن هداك اليوم سنة ٢٠٠٩ ما رجعت هناك غير اني اساعد الناس واحس فيهم لاني بنت المركز ..والسرطان ما قدر على بنت المولودة ست شهور وهزمته بدل المرة مرتين وعملنا صفقة انا وياه ازى في مرة تالتة راح احكيلو يلا نشم الهوا بكوبا بضل الطبيعة احلى وبتنعش الروح ..اهم شي الروح خليها نضيفة وحلوة وكلها حب ما راح تخاف من شي بالدنيا وكل شي بالدنيا راح تشوفو غير ..عيش يوم بيوم ..خليها الروح بسيطة والأحلام مش مادية..وتاكدوا انه هاد سر الحياة يلي لازم تنعاش.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

لمى لمى لمى ♥️♥️♥️♥️
كل كلمة ملهمة، والفرح الي فيكي بغنى عن التعريف، كل حدا لازم يقرأ المقال ويكون ممتن لكل تفاصيل حياته. 👏🏿👏🏿👏🏿👏🏿

تدوينات من تصنيف تحفيز

تدوينات ذات صلة