قد تكون الخسارةُ الأولى أول انتصارٍ، لا بأس بالقعودِ لفترةٍ ما لكن يجب أن نعرفَ متى نقوم ولِمَ.
كانَ طريقًا طويلاً ذلك الذي اخترتُ، عكس كل اختياراتي السريعةِ وشوقيَ المُتلهفِ لانقضاءِ الأشياء رُغم عدم بدئِها .
ماذا يعني المُنتصف ؟ سؤالٌ باغتني مثل أغلبيةِ الأفكار التي تدور في رأسي مُنذ وطأتُهُ .
كيف يصلُ المرءُ إلى هُنا، حيثُ يتوجبُ عليكَ فيهِ جمعُ النواقِص للخروجِ بشيءٍ تامٍ، لكن الجميعَ يعلمُ في سرهِ أنه ليس سوى
أشياءَ ناقصةٍ مُجمعة .
خطوتُ أول خطوةٍ لي، كاسرًا بها عُرف مُجتمعٍ كاملٍ و عاداتِ عائلةٍ مُتناقلةٍ، لأني فقط لم أقتنع!
كُنت مؤمنًا جدًا أنني سأبلغُ طريقًا لهُ نهايةٌ تامةٌ، عازمًا للوصولِ لشيءٍ تامٍ، لحُلمٍ قيلَ عنهُ مرارًا في أُذني أنه أضغاثُ أحلامٍ ..
كانت ليَ أُغنيةٌ أُرددها و أُصدق كل كلمةٍ فيها، لكنها وكسائرِ الذي حولي .. خذلتني .
وجدتُ نفسيَ في مُنتصفِ شيءٍ عاندتُ بهِ السحابِ أني مُكملهُ! ولم أفعل .. افترشتُ الأرض وبدأتُ أبكي ..
أحلامي التي كانت تركضُ مُتسابقةً على جُدرانِ قلبي توقفت فجأةً وأمعنت النظر فيّ مُتسائلةً ما بالُ الفتى الحالمِ ذو الأجنحةِ
قعدْ..!
كيفَ أُخاطبها أني خجلٌ من صدى ضحكي الذي تركتُهُ في السماءِ مُعلقًا كإياها ؟
ردت بصوتِ خفيفٍ تُخاطبُ شيئًا فيّ مُنكسرًا متوارٍ، أن تعال نحُل ما عُقِّد و نبني الجناحَ، ريشةً ريشة، ونطيرُ مجددًا ، بمكانٍ جديدٍ
وأحلامٍ جديدةٍ، ونملءُ السماءَ ضحكاتٍ .
فقلتُ وإذا بلغتُ النصفَ وتوقفتُ ..؟
ردت: نجعلُ من النصفِ بدايةً لوصولٍ مُختلفِ، نجعلُهُ هو أول انتصارٍ لا آخر خسارةٍ !
صمتٌ طويل،
أنا مُقتنعٌ لكني خائف، أدركت أفكاري ذلك فسارعت تكتُب أغنيةً جديدةً على جِدارِ جفنيّ تقولُ فيها :
"إذا لمْ تصل لحلمك.. لا تستسلم..غيرِّه.. واصنع لنفسك حُلمًا جديدًا".
ضَحكْ، وهُدنةٌ .. على أن كل خطوةٍ لها أثر، لا مكانَ للخُطواتِ الهامشيةِ، لا خطواتَ هامشية !
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات