كل مايجب أن تدعو له كل المجتمعات هو تحقيق الإحترام لها وتعامل على أساس أهدافها وأفكارها العبقرية وليس جسدها .
عندما نتحدث عن التهميش والإحتقار والإستغلال أول مايخطر في بالنا هي المرأة عبر الزمن، ولايمككنا تناسي العنف الجسدي والنفسي الذي تعرضت إليه، إعتبرا أنها فقط أداة للهو والجنس والتعنيف وطاعة الأوامر، فكم عدد الإغتصابات التي تعرضت لها في كل أرجاء العالم. ومن أكثر الحوادث همجية ووحشية هي التي عاشتها نساء ألمانية في سنة ١٩٤٥ من طرف القوات السوفياتية ، حيث أقدمت على إغتصاب مالايقل عن ميليوني إمرأة في أعمار بين العاشرة والثامنة عشرة سنة، حتى أن هناك منهم من تعرضن للإغتصاب بشكل متكرر يترواح بين ٧٠مرة وعلى إثر هذا فارقت مالاتقل عن ٢٠٠آلف إمراءة ألمانية حياتها بسبب الأمراض والإلتهابات الذي تعرضن لها بسبب الإغتصاب الجماعي.
في بعض الشعوب كانت تحجز الفتيات أثناء دورتهم الشهرية ولايقترب منهم أي شخص، ويعاملوهم كأنهم كومة من الخطايا والعهر والكفر، يمنحهم فقط الطعام ويتركونهم محجوزين عن ضوء النهار طوال تلك المدة. هذا يضهر لكم الأفكار الرجعية والمتسلطة الذي إمتلكها الناس في ذلك الوقت.
لابد أنكم تعلمون بوأد البنات: وهو أن يدفن الإنسان حيا وهي عادة مارسها العرب قبل فترة الإسلام بحيث يقومون بدفنهم بمجرد ولادتهن إعتبارا منهم أن البنات عار كبير وأحيانا بسبب الفقر.
لكن الغريب أنه لازال ليومنا هذا تمارس هذه الضاهرة الشنيعة في مناطق تقوم فيها العادات والتقاليد التفضيل والتمييز بين الذكر والأنثى مثل الهند وباكستان، جمهورية الصين وذلك بسبب بنية المجتمع القائمة على النضام الأبوي الذكري، الذي يعطي الذكر أهمية ومكانة أكثر من النساء.
يؤسفني القول أنه على مر التاريخ كان يسعى المجتمع والرجال لوضع المرأة تحت رحمتهم ويجردوها من هويتها وكيانها ويجعل منها جسما خاليا من الروح والتفكير والإستقلال والإختيار ويجبروها على أن تؤمن بفكرة أنها خلقت فقط لإنجاب الأطفال والتكفل بإسعاد الزوج وتحقيق رغبات أهلها، كانت تعتبر نفسها أنها ممتلكة. فالحرية والحلم والأهداف وتطوير الذات كانت فقط أفكار خيالية لاتبث بشيء من الواقع، وإذا عارضت فمصيرها الموت من طرف أخوها أو زوجها أو أبوها أو عمها لأنها تجلب العار، لكن متى أصبح الحلم عار.
تحقير المرأة لم تعاني منه فقط النساء العربيات بل العالم بأسره لكن أصبحنا نلاحظ في آواخر القرن العشرين أن المرأة أصبحت تحتكر سوق الشغل مع الرجل وتحتل أعلى المناصب وأصبحت تعطى لها الإدارة من أجل التسيير والتخطيط هذا طبعا بفضل مجهوداتها الجبارة وعملها الشاق، فلقد أثبتت أنها ليس كما تصوروها بل هي أفضل من ذلك بكثير هي طموح وشغف وعمل وإجتهاد ومثابرة وذكاء حاد، الآن هناك كثير من النساء الذين أصبحن يعلمون أنه ليس من العيب النظر خارج الصندوق، ليس من العيب أن يشعر بوجودهم ، ليس من العيب أن يحترمن ماهم عليه.
لاأستطيع إنكار وجود كثير من الرجال أصحاب البصيرة والأفكار النبيهة يدعمون ويشجعون ويقدرون مواهب النساء ويراعون ضروفهم ويكن سندا لهم، ويضهرون لها ماذا يمكنها أن تفعل خارج الحدود التي أنشئها مجتمعها وتقاليدها. لكن هذا لايجعلنا نغض النظر عن بعض المجتمعات والتي لازلت تعامل المرأة بنفس التحيز والعنصرية والإحتقار، هناك كثير من المجتمعات العربية التي لازلت تعامل المرأة بنفس الطريقة وتحرمها من حقوقها وتجعل من التعلم واختيار شريك حياتها والعمل أشياء في أيدي الرجال. أكدت هيئة الأمم المتحدة أن واحدة من كل خمس فتياة في العالم العربي لازالت تتزوج وهي طفلة، وهذا يعطيك تلك الفكرة الرجعية التي لازلت تفتك في بعض الشعوب لازال يريدون إمتلاك هويتها والسيطرة عليها وقتل مواهبها والطاقات التي يمكن أن تعطيها للبشرية جمعاء.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
كن على علم بهذا المخادعة الجميع ، فهي تسرق المال عن طريق بيع نفسها عارية على الإنترنت ، كن على دراية بهذا الغجرة المثير للاشمئزاز ، ستحاول الاختباء وراء هوية أخرى ولكن يمكنك دائمًا أن تخبرها بمجرد النظر إليها أنها الأكبر والأكثر الشيء الأكثر إثارة للاشمئزاز هناك في العالم اكبر بيئة يا حقيرة