تدوينة حول تجربتي مع القراءة و أثرها علينا كأفراد و على مجتمعاتنا.





تدوينة حول تجربتي مع القراءة و أثرها علينا كأفراد و على مجتمعاتنا.


أؤمن بقوّة الفعل ! فنحن ننشأ على ما نرى ، و لكن للقول الحسَنِ كذلك مفعوله ، و علميّا حتى السلوكيات عدوى كيف لا تكون و "الانسان مدني بطبعه "كما يقول ابن خلدون ؛ فالإيجابية عدوى ، و السّعادة عدوى ، و النجاح عدوى ... و "أثر الفراشة " مثبت علميا ؛ حيث تبدأ بنقطة و تكبر ليصبح الأثر غير محدود !


لازلت صغير السّن و ان شاء الله الطريق لا يزال طويل لأتعلم ،و لكنه بعضا من سرد التجارب البسيطة لنتعلم من بعضنا ، و الغاية علّها تُلهم احد القارئين فينهض ليخبرنا ما أنجز بعد حين .سوف أستهلّ تدوينتي هذه بجملة من المبادئ البسيطة و لكنها ذات الاثر العظيم و قد حرص أهلي على تعليمي إياها و سأشاركها معكم :


-القوة تكمن في العلم و القراءة و الإلتزام


-كل شيئ يبدو مستحيلا إلى أن يُنجَز -


أنّنا نغدو خاوين ، عراة إن لم نستشعر إنسانيتنا


حرص أهلي على القراءة لي منذ حتّى لا أتذكر اذ كانت في الاعوام الاولى من عمري و حين أقول القراءة فانا اعني ان نتخذها كجزء روتيني يومي غير مرتبط بالأهواء و الظروف . حتى أنّ والدتي روت لي ( و انا بعمر السنتين صدف يوما ،لم تستطع القراءة لي كالمعتاد ، فرحت أجلب القصص الواحدة تلوى الأخرى و جلست بحضنها مصّرا على القراءة و هي تحاول إلهائي بالالعاب لعلّني أعزف عن مطلبي و انتهينا برضوخ والدتي لروتيننا اليومي ) . قد يشعر من يقرأ بسخافة الموقف ، و لكنه ليس كذلك حين ندرك أهمّية عاداتنا و ما ننشأ عليه و كيف تصبح حاجة كحاجتنا للزّاد . استمرّ شغفي بالقراءة و لا يزال ،حتى شاركت ب "بتحدّي القراءة العربي" ؛ المسابقة العربية الأضخم للقراءة باللغة العربية و الى أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل الهيّان ، و أعترف حينها و لست فخورا بذلك ؛أنّني لست من هواة القراءة باللّغة العربية اذ تجذبني القراءة باللغة الانجليزية ،و لكنّي وضعت صوب أعيُني تحدّيا لنفسي ، و كنت بعد ثلاثة أشهر مضنية و منافسة شرسة مع متمرسين و جميع الفئات العمرية لطلاب المدارس و حوالي النصف مليون قارئ بالاردن تمكنت من أكون ضمن الفائزين العشرة على مستوى المملكة و الذين كُرّموا بدبي و الحمد لله .كان ذلك و أنا بسن الثماني أعوام ...


أردت القول أن مجتمعاتنا تغدو فقيرة دون القراءة, و أعني بالفقر فقر في الثقافة, فقر في السلوكيات الحسنة, فقر في العلم... نستطيع ، طالما نرغب ، و أنًنا قادرون على النجاح ، طالما نريد ، و أنّ التغيير يكون فقط منّا نحن ! علّمني والديّا مثل أنجليزي ، و هو في الحقيقة شعار العائلة الذي صوتنا له بالاجماع و اتفقنا على نهجه و العمل به " كلّ شيء يغدو مستحيلا حتّى يُنجز " ان شاء الله تكون ترجمتي له صحيحة ! و أنّ الشغف يجب أن ينبع من ذاتنا و ان لم نمتلكه نصنعه !


في المدوّنة القادمة إن شاء الله سوف أخبركم كيف ترجمت محصول القراءة حتى استطعت أن أكون عضوا فاعلا في مجتمعي و حتى على المستوى العالمي لعلني أستطيع كسر الصورة النمطية عن دور الأطفال في تغيير مجتمعاتهم حين يُؤمَن بهم . دمتم في تحدّي للنّفس أصدقائي ، و بأنّ الله سبحانه و تعالى سخّرنا لبعضنا علّنا نُفيد وًنستفيد.

جعفر وهبة

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائع يا جعفر الله يوفقك !

إقرأ المزيد من تدوينات جعفر وهبة

تدوينات ذات صلة