ملخص ومراجعة لكتاب فن اللامبالاة للكاتب الأمريكي مارك مانسون
لا أعلم هل أنا لوحدي كلما ذكر كتاب فن اللامبالاة أو رأيته في مكان ما، أتذكر صورة اللاعب محمد صلاح وهو يقرأه، ما أثار اهتمام المصريين بشكل كبير في البداية حول هذا الكتاب، باحثين عنه في الأرجاء لقراءته، وما زاد من الاهتمام حوله من باقي الدول العربية، ربما اهتمام أكبر من الذي حظي به الكتاب في بلده الأم،
على العموم يبقى واحدا من الكتب التي عرفت دعاية كبيرة جدا، ربما أكبر من قيمته الحقيقية، مما يدفعني
للتأخر في قراءة مثل هذه الكتب حتى تخف حدة التأثير الإعلامي حولها،
يقدم مارك مانسون في هذا الكتاب، نصائح تتعلق بالتنمية الذاتية بأسلوبه الخاص في مواضيع متعددة منها السعادة، والقيم التي على الانسان التحلي بها أثناء سيره خلال مختلف مراحل حياته، وفيما يلي ملخص لبعض فصول الكتاب :
الفصل الأول : لا تحاول
عليك ألا تكترث لكل ماتراه وكل ما تسمعه لأن الشركات يحاولون إقناعك بالاهتمام أكثر حتى يبيعوا لك منتجات أكثر ولهذا وجدت مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين الذين يظهرون لك حياة زائفة لكي تطمع وتطمح لأن تكون مثلهم ثم تدخل في دوامة جلد الذات وتأنيب الضمير على الحالة التي تعيش فيها محاولا أن تكون مثلهم وتقتني أغراضا مثلهم وتعيش مثل حياتهم رغم أن ذلك كله مجرد زيف وليس بحقيقة
الحل هو ألا تكترث، على اعتبار أنك عندما تفكر في هدف ما وتعمل من أجله وتبذل جهدك، في غالب الأحيان لا يتحقق بينما ما لا تكترث من أجله ولا تعطيه أهمية هو ما يتحقق، لذلك، التفكير الزائد في كل ما هو إيجابي دائما يعتبر حالة سلبية والتفكير في الحالات السلبية كثيرا شيء إيجابي
لذلك عندما تقارن حالتك مع حالات الناس في مواقع التواصل الاجتماعي من يبدو أنهم يعيشون حياة إيجابية هذا الفعل يعتبر شيئا سلبيا بينما عندما تفكر في الحالات السلبية التي لديك مثل فشلك في مشروع ما يعتبر هذا الفعل شيئا إيجابيا لأنه يدفعك للتطوير من نفسك أكثر
إذن الحل هو أن لا تكترث لكل شيء، أن تميز بين الأشياء التي تستحق الاهتمام بها وبين التي لا تستحق بناء
على أولوياتك في الحياة
الفصل الثاني : السعادة مشكلة
السعادة مشكلة لأننا نعتقد أننا سنجد السعادة عندما نحل مشكلاتنا ولكن المعضلة التي نتغاضى عنها هي أن المشاكل لا تنتهي أساسا وإنما تتغير أو نحاول التعايش معها
يعني حتى عندما نقوم بحل مشكل ما ونتجاوزه نجد أنفسنا بحاجة لشيء آخر أي أصبح لدينا مشكل آخر جديد
أول شيء يجب فهمه هو أن السعادة الأبدية لا توجد وإنما توجد لحظات منها فقط ثم نعود بعدها للمشاكل لذلك على كل شخص أن يعرف المشاكل التي يجب عليه أن يركز عليها لكي يجد نفسه من جهة يقوم بالأشياء التي يحبها وبأن تلك المشاكل التي يجد نفسه وسطها، يعمل لحلها وهو مرتاح نفسيا نوعا ما دون ضغوط لأنه يسير على طريق يريده هو ليوصله نحو هدفه
الفصل الثالث : لست شخصا مميزا
دروس تطوير الذات والمشاهير ومدربي التنمية البشرية كلهم يحاولون أن يوصلوا فكرة أن كل واحد منفرد واستثنائي على الآخرين ولكن إذا فكرنا بهذا المنطق وكان الكل استثنائي يعني في نفس الوقت أن لا أحد استثنائي على اعتبار أننا جميعا في نفس المستوى هذا لا يعني أن حالتك استثنائية وأنت وحدك من لديه مشاكل ويحاول حلها وتجاوزها بل على العكس الناس بأكملهم هكذا ولكل واحد مشاكله الخاصة عوض أن تفكر بأنك حالة خاصة بالمقارنة مع باقي الناس سيكون من الأفضل لو ركزت على نفسك وحياتك وتركت موضوع المقارنات جانبا لأن الناس كلهم مثل بعضهم البعض ولا أحد استثنائي مقارنة بالآخر
الفصل الرابع : قيمة المعاناة
أي شخص يعاني في هذا الوقت، لا يوجد شخص دون معاناة أو مشاكل, المهم والجيد أن يكون كل شخص يعاني فيما يحب أو يعاني ليصل لهدفه أو يعاني من أجل مبادئ هو مقتنع بها في هذه الحالة هو يعاني نعم لكن لا يحس بها لأنه يقوم بشيء هو يريده
وممكن أن يصل لذلك الهدف وأن يأتيه نوع من الندم لأن المتعة ليست في الوصول وإنما فالسير نحو الهدف كي تصل
الفصل الخامس : أنت في حالة اختيار دائم
أي شيء في حياتك متعلق بك وبرد فعلك عنه وبكيفية تفاعلك معه بعيدا عن عقلية الضحية أنت المسؤول عن قراراتك، لذلك أنت في حالة اختيار دائم
من الممكن أن تقع في مشاكل لست أنت السبب فيها مثل التعرض للسرقة ولكن تبقى مسؤوليتك كيف تتعامل مع هذا الحدث فيما بعد هل تحاول أن تواجهه وتتجاوزه أم تلوم نفسك أو تعيش دور الضحية 100٪.
كانت هذه مجرد ملخصات لبعض فصول الكتاب، أما عن رأيي الشخصي، أجد أنه لا يستحق عشر تلك الضجة الإعلامية التي كانت حوله، يبقى واحدا من كتب التنمية الذاتية التي سيكون من المستحسن قراءتها قصد تذكر بعض الأمور وتحليل ومناقشة بعض المبادئ مع ذاتك، لكنه ليس بالضروري أبدا.
التعليقات