مع حلول الشتاء ، وتقلب الأجواء ، يبقون هم أهم وأثمن مصادر الدفء … العائلة .
يحلُّ الشتاء، وتحلو الحياة، ويحلو معها كل شيء ..
تغمرني الطمأنية أمام هذا اللون الأحمر شاسع الانتشار ، هادئ ومتدرج.. ساكن وحين يتحرك يتحرك ببطء شديد وهو يسحب كثبانة أوبالأصح يحثوها ، نسمات لطيفة تحرك شعري ، لسعة برد لذيذة .. التموج فوق النار الذي لطالما فكرت في البحث عن تفسيرة كل شتاء ،ويأتي الشتاء الآخر وأنا لازلت اتساءل ... رائحة القهوة تفوح رغم اتساع الأفق واشتعال السمر، تضفي على الجو تمازجاً رهيباً من الروائح..
تسرقني فكرة أننا نحب رائحة الطين ، هل كانت تلك رائحة الحياة فينا ؟
يتردد صدى ضحكات الصغار يتسابقون لنزول التل، يتبعه آذان والدي ورغم هدوءه تشعر وكأنه يصل إلى أبواب السماء ، نلتف حول الحكاياوالذكريات ، في منظر مألوف محبب للقلب ، تقلب أمي النار بساق جذع قطعته في رحلة استكشاف المكان ، ولا يكون للشاي طعم إلا في إبريق معتقٍ أسود اللون وبنكهة من طرف الشماغ المستعمل كواقٍ عن حرارته أثناء سكبه ، الأغاني القديمة التي لاتظهر إلا في هذا المكان و الأعجب أن تردد إحداها في سرك فتفاجأ بأختك تدنن الباقي بصوت عالٍ ، حتى آخر العنقود الغاضب من الرحلة المفاجئة التي سلبت منه إحساس العزلة، يرفع عينية في التفاتة يرغب بالمشاركة في الحديث الممتع ويخشى ان تأخذه المتعة معنا فتُعاد الكرة معه ..
دفء عميق وناعم يسري في أعماقي .. رغماً عن البرد ، والهواء ، وبعيداً عن النار والأردية ..
كان مصدره هم ، وجودهم فقط ..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات