قصة واقعية عن أشخاص, أماكن وأحداث عاصرتها وعشتها على مدار مدة قصيرة من الزمن.

تلك هي سعاد, الطفولة والبراءة التي لم يعلم احد كيف تلاشت بين تلك الأزقة التي شهدت على قتلها مبكرا وبدون وجه حق, جسمها الهزيل الذي لم يقوى على الحياة القاسية التي شهدتها وعاشت من خلالها, أثبتت لها الدنيا أن بيع تلك العلك في الأزقة المتهاوية هي كل ما تملك من حق, وعندما عادت فطرتها الطفولية لأصل جذورها كما هي الحال مع أي طفل يرى أقرانه يلعبون فيشاركهم بذلك حبا للنزعة التي خلقو عليها, ولكنها أيضا جبرت قصرا أن تتخلى عن ذلك أيضا.تلك التي تبلغ من العمر الثلاث سنوات, رأت ما لم يره بالغ في عمره كله عدا أبسط حقوقها كطفلة فكانت تلك الحقوق بالنسبة إلى أبيها حق غير مشروع يمكن التنازل عنه بداعي لقمة العيش.تصارع الشارع بكل ما فيه من ألم لتجد في ذلك المكان "الذي يسمى البيت" أبا يتوعد بالضرب والتعذيب إن لم يجد آخر اليوم بضعا من المال, يستخدم تلك الطفلة ليعفى نفسه قليلا من مسؤولية إطعام عائلته التي لم تكن تشبه بمسماها كعائلة أي وجها من المعاني التي طالما تعارفنا عليها.تلك التي فقدت الأمان من أبيها لا شيء بالإمكان يمكن له أن يعوض ما فقدته, ولا عمرا بأكمله سيبرر لها ذلك الشعور التي لطالما كانت تبحث عنه واجدة بذلك عوضا عنه قدرا ولا أدري إن كان يصح أن نجعل القدر سببا لكل ما نرتكبه أو نختاره. هل هي تلك الأقدار التي كانت السبب في جعلنا متمردين على ما نشعر به حيال أنفسنا, أم هي الفرصة التي تحمل مسؤولية خياراتنا.دائرة الخوف هي التي وضعنا فيها جميعنا بلا إستثناء قصرا منذ صغرنا أو وضعنا فيها أنفسنا عند وعينا بما يجري حولنا من أحداث, ف بدلا من المواجهه وإختيار الحياة التي تتناسب وإمكانياتنا حتى وإن كان يحتاج عمرا بأكلمه للحصول عليه, نحيط أنفسنا بالخيارات السهلة التي وضعنا فيها من هم حولنا وكأننا حجر شطرنج يحرك ضمن تلك الدائرة بزوايا معروفة ومدروسة ولا يمكن أبدا الخروج عن خطها.حتى وإن إحتاج عمرا كاملا في محاربة ما تصبو إليه وعشت يوما واحدا من الحياة التي تتمناها لنفسك ألذ طعما وأكثر سرورا وبهجة من عيش حياة كاملة كحجر شطرنج. لا تكن حجر شطرنج,

إحذر أن تكون كذلك.

Haneen Salim

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Haneen Salim

تدوينات ذات صلة