قصة واقعية عن أشخاص, أماكن وأحداث عاصرتها وعشتها على مدار مدة قصيرة من الزمن.
حلمت به قبل أن تراه, منذ أن سمعت بأنه أصبح داخل أحد الغرف في قسم من أقسام تلك المستشفى لم تكن قد إلتقت به حينها, لم تعلم قط تفسير ذلك الحلم ولم هو ذلك الشخص بالذات.عندما رأته لأول مرة أحست بهالة من الجذب الذي تبعث على العديد من الأسئلة حوله, كان المريض الأول من نوعه الذي حرك فيها ذلك الإحساس بأن تتعمق به وتفتح تلك الأبواب المغلقة , أحست بأنها إستفزت لمجرد بأن هناك شخصا آخر غيرها يبعث الطاقة الإيجابية والإبتسامة الساحرة لجميع من حوله.لم ترى قط شخصا مختلفا بقدر ما آمنت بإختلافها في بعث الحياة والطاقة والروح الإيجابية في المكان من حولها , ولكن عندما رأته تغير كل شيء , إنقلبت موازينها ولم تستطع السيطرة على مشاعرها في أن تتعمق به أكثر وتخوض حديثا لم يحصل وأن فعلته قبلا في نفس الظروف.شخصا يعاني المرض كما يعاني هو, وليس أي مرض فذلك الحادث الذي أفقده الحركة لأطرافه الأربعة ولم يتبقى إلا رأسه الذي بالكاد يملك السيطره عليه كان كفيل بأن يفقد أي شخص شهية الحياة والإستمتاع بالأيام, وبالأخص وهو يرى حلمه بالزواج من خطيبته الذي كان من المفترض بعد أشهر قليلة من ذلك اليوم يتلاشى أمامه يوما بعد يوم بعد أن مضى على حادثه الشهرين وقد صدق حقيقة بأنه لن يقدر على المشي مرة أخرى أو تحريك أطرافه بطبيعية كما كانت, أو على ما يبدو كان يرفض تصديق ذلك منذ البداية فنكران الحدث هو الإحساس الوحيد الذي نقوى على الشعور به عندما يتعرض الدماغ لصدمة واقع تجعله غير قادر على تصديقها أو التعامل معها بحقيقية.ومع تلك الساعة التي قضتها في التحدث معه عن ذلك السرالذي دارت تبحث عن إجابته لم يكن يملك شيئا يقدمه للدنيا فقرر أن يقدم إبتسامته ورفضه للإنهيار رغم ذلك الظرف القاهر ففكرة أن لا يقلق للمستقبل وما قد يحدث به وعيش اليوم فقط وتقديم الأفضل فيه هو كل ما يمكن فعله.مع إيمانها الشديد بأن ما قاله هو ما يظهره خارجا ولكن ما شعرت به كان شيئا مختلفا تماما, وفي الحقيقة كم هو صعب تخطي أزمة كذلك رغم ما تحويه من آلام, أحست بآلامه وبشوقه لأن يذق طعما جديدا للحياة عند زواجه من الفتاة التي بالنسبة له الآن هي مثل عينيه التي إن فقدها فلن يعد يقوى على النظر أبدا.كان بالنسبة لها ملهما صانعا لبهجتها رغم ما تملكه من مؤهلات لتصنع تلك البهجة والتفاؤل للآخرين ولكن هو كان شيئا تخطى حدودها ومكنها من أن تمنح ما تستطيع وأكثر.لم تكن بتلك السعادة يوما, منذ أن قدر لها أن تغير حياة الأشخاص من حولها, وتقديم ذلك الدعم المعنوي والنفسي , أصبحت تؤمن بأن ذلك الشيء هو ما يجعلها تستفيق صباح كل يوم مهمتها بأن تجعل شخصا سعيدا في كل يوم فذلك الشيء الوحيد الذي يمنحها القوة والشجاعة للعطاء أكثر فأكثر.أصبحت واثقة تمام الثقة بمقولة " كن جميلا ترى الوجود جميلا"فذلك يختصر الكثير ..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات