أنس المرعي، إسم إحتل أعلى المراتب لخبرته الطويلة في تطوير الشباب والمؤسسات عبر المنصات الرقمية وبالأخص لينكدإن LinkedIn

أصبح وجوده وتفاعله من خلال الوسائل الإعلامية ضرورياً في المواضيع المتعلقة بشبكات التواصل الاجتماعي، والتقنيات الرقمية، وتطوير الأعمال والذات.


تدريب الأشخاص وحثهم على الأفضل، ومساعدتهم على اكتشاف شغفهم ليس جديداً على المرعي، فكان منذ صغره يساعد زملاءه في المهارات الحاسوبية، ويحب اكتشاف كل ما هو جديد، ويمارسه، ويطور قدراته فيه، ولأنه لا يؤمن بالواسطة والمحسوبية، طوّر عند الشباب قدرتهم على الترويج عن ذاتهم عبر الإعلام الجديد.


مراحل اكتشاف الذات، وتغيير المسار المهني


تخصّص المرعي بالهندسة الميكانيكية، وعمل ضمن مجالها في إنجلترا، والأردن، ودبي، منذ عام ٢٠٠٧ لغاية ٢٠١٣، ويقول المرعي: "لو عاد بي الزمن لمرحلة اختيار التخصص لاخترت تخصصاً أحبه أكثر، كعلم الحاسوب أو الإعلام أو التسويق أو علم النفس".


رحلته في اكتشاف ذاته بدأت منذ هجرته إلى إنجلترا، فتمكن من التخلص من الأفكار السلبية، وفك القيود، وعمِل في مجال الهندسة لمدة عامين، بعدها عاد للشرق الاوسط، وفي عام ٢٠١١ حصل على فرصة ذهبية للعمل في دولة الإمارات، حيث تواصلت معه شركة عالمية رائدة في مجالها عبر حسابه على “ لينكدإن “ وانتقل إلى دبي للعمل والعيش هناك.


نشأ المرعي على حب الإستماع للراديو، وفي عام ٢٠١٢، جذب انتباهه برنامج متخصص بعرض قصص نجاح لأشخاص مهمة، ومُلهمة، فأصبح من المعجبين والمستمعين للبرنامج بشكل أسبوعي، وفي إحدى الحلقات أعلن المذيع (شاين فيليبس Shane Philips) عبر البرنامج عن لقاءٍ مجدول كل يوم ثلاثاء وهو عبارة عن سلسلة لقاءات نقاشية، عن تطوير الأعمال والذات، فتحمس المرعي وكان من أوائل المشاركين.


من أسبوع لآخر زاد عدد الحضور، مما شجع المرعي على مشاركة المذيع في الحوارات، وقال: “كان لشاين أسلوب مميز في طرح المواضيع، مما جعلني أعشق هذه الحوارات، وأردت أن أصبح جزءاً منها، فاقترحت عليه أن أشاركه، وطورنا من المحتوى كثيراً”


بعدها، ولفترة طويلة تجاوزت الأسابيع، انشغل المذيع شاين فيليبس عن الجلسات الاسبوعية، مما أنتج فراغا لدى جمهوره الذي اعتاد هذه الجرعة الاسبوعية.


شغفه تحول إلى مصدر رزقه


من أهم القرارات التي اتخذها المرعي في تلك الفترة، هو تغيير مساره المهني، وأن يترك عالم الهندسة، ليعمل في مجال يحبه ولديه شغف كبير فيه، ففكر بأكثر من مشروع، ولكنه لم يجد نفسه في أي منهم، وفي رحلة التفكير استنتج أن أكثر ما يستهويه هو التطور الرقمي، فاتخذ قراراً أن يمشي وراء شغفه الأساسي، وحُبه منذ المرحلة الإعدادية على مقاعد الدراسة ويكمل طريقه في التقنيات الرقمية، وتطوير الذات؛ وعندها نشر عبر حساباته أنه سيعقد جلسة يكمل بها ما بدأه "شاين فيليبس"، وروّج لنفسه بأنه سيقدم "قهوة وكعكة" للحاضرين، وبالفعل بدأ مسيرته الحوارية ولقي عدداً لا بأس منه من الحضور، ونال إعجابهم المحتوى الذي قدمه.


عمل المرعي على إثراء محتوى متطور وقيم، واستخدم وسائل عديدة لبثه للجماهير، فبدأ بتوسيع الجلسات المجانية، لتصبح دورات تدريبية يتقاضى الأجر منها، وفتح صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للترويج وعرض محتوى الدورات عليها، وصمم منصة رقمية تحت مسمى "Dubai Career Clinic" التي بدأها وأنشأها شين فيليبس فاعتمده المرعي للمحاضرات التدريبية، وعندما عاد المذيع شاين شاركه المرعي في المشروع التدريبي، ونجحا في استقطاب الجماهير ليصل العدد إلى اكثر من ٣٠٠ شخص.


"الشباب قادرون على تحقيق أحلامهم دون اللجوء للواسطة"


شارك المرعي بالعديد من اللقاءات والبرامج التي تضم مئات الشباب، وعَمل معهم على تطوير محتواهم كلاً حسب اختصاصه، وبناء معرفتهم ومهاراتهم في التقنيات الرقمية، وتعليمهم الحلول الفعالة لتميزهم عبر مواقع المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، ليصبحوا قادرين على استقطاب الشركات لمهاراتهم.


يعتبر المرعي أنه من الواجب عليه مساعدة الشباب، وحثهم على تقديم الأفضل، وقال: "كنت اتمنى منذ أيام دراستي الجامعية بإلغاء كلمة الواسطة ومفعولها من قاموسنا وعالمنا، بل نريد أن يكون التوظيف بناءً على مهارات الشباب، وشغفهم"


وأضاف: "الدافع الأكبر والأهم بالنسبة لي هو التحول الذي شهده الشباب في حياتهم المهنية، حيث توفرت فرص عمل لمن استطاع على تطوير قدراته، وزاد الشغف لديهم لتقديم الأفضل"


شغفه تحول إلى ريادة تقدم الحلول


على مر السنوات، أصبح المرعي مستشاراً ومحاضراً ومدرباً في العديد من المجالات التي تعدت الأشخاص لتصل إلى الشركات، والحكومات، والجامعات والمدارس، وأسس شركته الخاصة في دبي باسم Social Station، وهي متخصصة في مساعدة الشركات والحكومات على الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي من خلال ربط وجودها الرقمي بأهدافها.


حققت الشركة نقلة نوعيّة في مجال تقديم الحلول الذكية من خلال الإعلام الجديد، وأهم الإنجازات وصول المرعي لمكتب حاكم دبي وتقديم خدمة لفريق قادة المستقبل الإماراتي.

وأخرى تركزت في:

  1. التدريب على شبكات التواصل الاجتماعي.
  2. إدارة سمعة الشركات عبر الإنترنت.
  3. تقديم دورات على LinkedIn.
  4. المحتوى الإبداعي لوسائل التواصل الاجتماعي.


علق أنس على عمله: " فخور جداً بالتوقيع شخصياً مع شراكات عالمية في المجال."


تفاعله في الإعلام الرقمي والتقليدي


من المعروف أن الإعلام الرقمي يصاحب الإعلام التقليدي، فدمج المرعي محتواه بما يتناسب مع الإثنين، والآن يعمل المرعي على برنامج تلفزيوني هدفه زيادة الشفافية وكسر القيود التي تقف أمام الإنسان، كما أنه يعمل على بث تدوينات صوتية بودكاست متعددة.


وشارك عبر شاشات التلفزة العربية والعالمية في المنطقة بحلقات تدريبية حول المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي والتطور الوظيفي وشؤون تقنية مثل تلفزيون دبي، وسكاي نيوز عربية، قناة الحدث، قناة العربية، قناة سي ان بي سي العربية، و راديو دبي آي.


وفي عام ٢٠١٥، تعاون المرعي مع جمعية الموارد البشرية SHRM وهي أكبر منظمة للموارد البشرية في العالم، حيث عملوا على بث ١٥٠ ساعة من المحتوى المباشر على الإنترنت على مدار ثلاث سنوات تحت عنوان #HRMEChat، وكان محور الحلقات عن التطوير الوظيفي، والموارد البشرية، ومهارات التواصل بين الأشخاص، وتم استضافة العديد من الخبراء والمدراء التنفيذيين للبث المباشر والتفاعل مع أسئلة واستفسارات الحضور مما جعل هذه المبادرة حديث بعض جلسات المؤتمرات.


سبب عشقه لمنصة "لينكدإن LinkedIn "


أنشأ المرعي صفحته على "لينكدإن LinkedIn" وكان فعّالاً عليه وأخذه على محمل الجد، وصممها بشكل جذاب، مما جعل شركة في دولة الإمارات تتواصل معه وعُرض عليه فرصة عمل كان يحلم بها حرفياً وانتقل إلى دبي بسبب هذه المنصة، وعلّق المرعي: " السبب وراء عشقي لِها أنني جئت للإمارات عن طريقها، فأنا لم أتقدم بطلب للعمل، بل كان محتوى صفحتي جيداً، مما جعلهم يتواصلوا معي، وقدموا لي فرصة عمل كنت أحلم بها".


ومن خبرته الطويلة في التدريب، شاركنا المرعي أساسيات منصة " لينكدإن LinkedIn "


" أولاً؛ " لينكدإن LinkedIn منصة تُحصل أموالها من الحلول التي تقدمها للشركات والمؤسسات، من ضمنها كمحركات للبحث التي توفر فرص عمل للأشخاص المهتمين في مجال الشركات، وإبراز أفضل الأفراد ذوي الخبرة في مجال عمل الشركة، والموقع المطلوب"

"ثانياً؛ أن اليوم لينكدإن LinkedIn مسوق شخصي لكل فرد على مدار الساعة، وعلينا أن نتعامل مع صفحتنا عبرها بشكل مختلف عن أي منصة أخرى، الاحترافية والمهنية مطلوبة للترويج والتسويق لذاتك"


وأضاف: "رؤية لينكدإن الأساسية هي "خلق فرصة اقتصادية لكل محترف ومهني".

وعندما سُئل مؤسس المنصة عن رؤيته في الحياة أجاب :"مساعدة الإنسان على التطور" وبرأي المرعي علينا أن نقتدي بهذه الجملة ونعمل على تطوير ذاتنا بشكل مستمر.


"لينكدإن اليوم ليس لتوفير فرص العمل فقط، بل لبناء سمعتك الرقمية، فهي فرصة لكل إنسان للتسويق عن ذاته"


كما أنه أسس مجموعة خاصة على فيسبوك بإسم “لينكدإن بالعربي” ليقدم بها خبرته الطويلة في مجال تطوير المحتوى للترويج عن الذات، ونشر أعمال الأشخاص عليه بطريقة تجذب المؤسسات والشركات، اليوم تحوي المجموعة على آلاف الأشخاص من العديد من البلدان العربية وحول العالم من الناطقين باللغة العربية، مما يجعلهم يشاركون خبراتهم الشخصية أيضاً، ويقوم المرعي بنشر الفائدة المتوفرة مع الأعضاء.


نقاط مهمة للعمل في مجال الإعلام الجديد، ومواقع التواصل الاجتماعي


وعن نقطة البداية للأشخاص المهتمين في العمل بمجال الإعلام الاجتماعي، أجاب المرعي: "هناك أساسيات لضمان استمرارية الشخص وتمييزه على الإعلام الجديد:

  1. حب الشيء، إذا أحب الإنسان مجاله سيبدع في محتواه.
  2. التخصص، لإثراء المحتوى المطلوب والمناسب، والتركيز على الأدوات الرقمية التي أصبحت جزءاً مهماً في حياتنا.
  3. التطور؛ من خلال القراءة والاطلاع المستمر، والمتابعة الدائمة للأخبار.
  4. الثقة بالنفس.
  5. انتقاء مرشدين من نفس المجال، فلو نظرنا لعمالقة التكنولوجيا في العالم مثل ستيف جوبس مؤسس شركة أبل كان لديه مرشد وغيرهم الكثير"


ويذكرنا المرعي بالاستماع أو قراءة المزيد عن فائدة الإرشاد المهني لأمثال جون سي ماكسويل وهذا ما ينقصها كثيرا في عالمنا العربي للعديد من العوامل منها الاجتماعية والخجل أو الخوف من مشاركة الآخرين.


وأضاف: "إننا نشهد تطورات رقمية كبيرة، فالمحتوى الذي أُنتج في عام ٢٠١٩ يعادل ما قُدمته البشرية من ٢٠١٨ فما قبل، وهذا يعني أننا نشهد منافسة شرسة على مستوى العالم، والحل هنا هو التميّز في إثراء المحتوى، وتقديمه بأفكار متطورة، ومبتكرة"


وألهمنا بقوله: "لا تتردد في تغيير تخصّصك إن لم يُعجبك أو لم تشعر بأنه ما تبحث عنه"


بقلم هبة سكجها


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل جدا

إقرأ المزيد من تدوينات مِنْ الدَاخل

تدوينات ذات صلة