قريبا سيبدأ الآلاف من طلاب الثانوية العامة في العالم العربي طريقهم نحو المرحلة الجامعية، حيث يظن أكثرهم أنه على أتم الاستعداد لخوض هذه التجربة، ولكن عادة ما يتفاجؤون بِكَمّ المعلومات العملية والمهارات الحياتية التي يحتاجون إلى معرفتها قبل التسجيل والالتحاق بالجامعات! قد يكون السبب في ذلك الاختلاف الجوهري بين النظام المدرسي والنظام الجامعي، وربما عدم تواجد التوجيه الكافي في السنوات الدراسية الأخيرة وذلك لانصباب اهتمام الهيئات التدريسية والطلاب نحو تحقيق نتيجة عالية وتناسي أهمية التجهيز للمرحلة المُقبلة.! لكن لحسن الحظ هنالك الكثير من المصادر الموثوقة التي يمكنك الاعتماد عليها لتتمكن من تعلم هذه المهارات التي من شأنها مساعدتك بشكل كبير.!


اليوم سنقوم بتعريفك على أهم 3 مهارات يجب أن تتعلمها لتحقيق النجاح الأكاديمي والعملي والشخصي على حد سواء.


  • مهارة التعامل مع الناس:

وهي واحدة من أهم المهارات التي ستحتاجها خلال كافة مراحل حياتك المقبلة سواء في الجامعة أو بعد ذلك في العمل، ومن أبرز محاورها أن تمتلك النضوج والذكاء العاطفي اللازمين لتتمكن من خوض النقاشات العملية والعلمية بالإضافة إلى المرونة واللباقة الاجتماعية والحوارية عندما يتعلق الامر بالاتصال والتواصل مع الآخرين. هذه المهارة هي ما يُسمّى بـ "مهارات مدى الحياة" والتي ستمضي حياتك في اكتسابها وصقلها لتتمكن من استخدامها لتحقيق أهدافك.


  • مهارة الإعتماد على النفس: ":

أحد أهم أسباب حماسك لمرحلة الحياة الجامعية هو الانتقال للعيش مفرداً أو مع شريك سكن بعيداً عن عائلتك ولكن هو أيضا أحد أسباب قلقك، فَبِكُل تأكيد ستجد نفسك غير مؤهل لمواجهة متطلبات الحياة بمفردك، حيث ستضطر لتعلم فنون الطهي وإعداد الطعام وتعّلم فوائده الغذائية، وتخطيط إدارة مصروفك المالي مع تحديد أولوياتك، وستجد نفسك في مغامرات يومية ستجبرك على إدارة ذاتك والسيطرة على أهوائك دون توجيه أحد، كما ستعيش تجارب ستجبرك على مواجهة مشكلاتك واتخاذ القرارات اللازمة لضمان نجاحك، فهل أنت مستعد لكل ما سبق؟


  • مهارة الدراسة الجامعية:

مع أول محاضرة جامعية ستتفاجأ بالاختلاف الكبير بين أساليب التعليم الجامعية وتلك المدرسية، حيث سيتطلب الأمر المزيد من الموضوعية والجهد الشخصي من جهتك لتتمكن من تحقيق النتائج التي ترغبها، ومن أهم هذه الأمور مثلاً :هي تَحكُمك في التسجيل للمواد وتوقيت محاضراتك، واعتماد معظم المواد على 3 عوامل أساسية لم تكن تحتاجها لكافة المواد من قبل وهي؛


أولاً: الإلمام باللغة الإنجليزية:

جميعنا نعلم بأن اللّغة الإنجليزيّة تعتبر اللغة المعتمدة في أغلب المواد الدراسية التي يتجه لها غالبية الشباب لدراستها في العالم والوطن العربي خاصة، مثل: الهندسة والطب والعلوم وإدارة الأعمال والكثير من المجالات الأخرى، وبذلك يعتمد اختيار أي طالب لدخوله في إحدى هذه المجالات على مدى إتقانه لهذه اللغة .


ثانياً: إتقانك لأساليب البحث العلمي.

والذي تكاد تحتاجه في كل مادة دراسية حتى يوم تخرجك فعادة ما يتم ختم وإنهاء معظم التخصصات الجامعية ببحث علمي يقيّم أداءك عن كافة مواد التخصص وهو ما يسمى بـ "بحث التخرّج". فعليك أن تتعلّم خطوات البحث العلمي ومنهج البحث التاريخي ومناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث وأدوات جمع البيانات في البحث العلمي وطريقة كتابة نتائج الاستبيان في البحث وأنواع المنهج الوصفي وأنواع العينات المستخدمة في البحث العلمي ، وغير ذلك الكثير لتتمكن من إتقان أساليب البحث العلمي الذي سيفيدك في حياتك الجامعية.


ثالثاً: تمكنك من استخدام الحاسوب وبرامجه المختلفة.

مع الثورة التكنولوجية التي نشهدها حاليا والتي بدأت منذ بداية الألفية، وتطور وسائل التكنولوجيا من حاسوب عادي إلى حاسوب محمول ثم رأينا الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية، أصبح من الضروري امتلاك مهارات مناسبة لاستخدام هذه التقنيات، ولا نقصد هنا مهارة تصفح مواقع التواصل الاجتماعي ولكن مهارات إنجاز الأعمال باستخدام الحاسوب والتواصل المهني.سواءً كنت طالباً على مقاعد الدراسة، أو منتظماً في إحدى الجامعات، أو موظفاً في مؤسسات حكومية أو القطاع الخاص، لا بد لك من أن تتعامل مع جهاز الحاسوب وبعض تطبيقاته الشهيرة



وفي كل الأحوال ستبدأ بتشكيل مفهوم جديد للوقت حيث ستبدأ حياتك بفرض تقويمها الجامعي الخاص بين مواعيد المحاضرات والمختبرات وتسليم الأبحاث والتدريب العملي وما إلى ذلك، لتجد نفسك إمّا في دوّامة لا تنتهي من التأجيل والاعتذارات أو أخرى كلها تقصير ونتائج سيئة بعيداً تماماً عن كل ما وضعت من أهداف. وهنا تأتي أهمية إدارة وتنظيم الوقت وتمالك الضغوطات كمهارة أساسية تؤثر على كافة المهارات الأخرى وتحدد مصيرك العلمي خلال الجامعة والعملي لاحقاً!


خلال تجربتك الجامعية وبشكل عام ومتكرر، ستجد نفسك في مواجهة عميقة مع قدراتك العلمية عندما تتطلب بعض المواد أبحاث ومناقشات تتمحور حول قدرتك على التفكير الناقد ودعم المبادئ العلمية والعملية المختلفة وهي أحد الأمور التي يجب عليك تعلمها بشكل فردي إما بالتجربة والخطأ- وهو الأمر الذي سيكلفك الكثير من الوقت والعلامات- أو باللجوء إلى مصادر التعلم الذاتي كمنصة إدراك.


والآن بعد أن تعرفت على هذه المهارات، كل ما عليك فعله هو عقد العزيمة والبدء في تعلم هذه المهارات لتمهد الطريق نحو تجربة جامعية ناجحة وموفّقة.


نتمنى لك رحلة تعليمية ممتعة.

























إدراك

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات إدراك

تدوينات ذات صلة