الوقت هذا الرجل العنيد و الغامض الذي يعاني منه الكثير منا، فهو لا يرحم من يتجاهله ولا يساعد أبداً من لا يتعلم فن التعامل معه.


من أين أبدأ!

نبدأ تجربتنا دون الخوض كثيراً في فلسفة الوقت ولا داعي لذالك لأنه الآن يراقبنا ونحن نقرأ عن هذه التجربة التي يمكن إستخدامها دائماً عندما نفقد السيطرة على الوقت ويبدأ بالركض بسرعة أكبر وكأنه في سباق معنا، لذالك لا تنظر إلي حدة عينيه ولا إلا عقاربه وركز في تجربتنا التي سنحاول فيها الغوص لإكتشاف ما يدور في أعماقنا، فأنا لدي قناعة كبيرة بأنا نستطيع التمرس وإتقان فن إدارته.





أنا متحمس جداً لهذه التجربة في إكتشاف ذاتك والذي سيساعدك في تعلم فن الوقت وكيفية التعامل معه ومع أرقامه وهذه التجربة تتطلب الأمور التالية:


  • مكان هادئ بعيد عن كل ما يشتت الذهن وحتى تصل الى التركيز المطلوب.
  • الإضاءة حيث أنها يجب أن لا تكون ساطعة لأن تجربتنا تحتاج إلى التخيل.
  • الإكثار من أخذ النفس العميق.


الأهداف من النقاط المذكورة أعلاه هي:

  1. هذا الوقت لك وحدك فلا تشاركه مع أحد.
  2. الضوء الخافت يساعدك على التركيز.
  3. زود عقلك بما يلزمه من أكسجين وإذا كنت جائعاً فغذي عقلك بما يلزمه من السكر.


أنا مستعد للتجربة!


إذاً لقد نجحت في أول مرحلة وهي تهيئة نفسك لرحلة إهمال العالم الخارجي والإيستقاظ في عالمك الداخلي والغوص في أعماق ذاتك، وعليه أتوقع منك أن لا تفكر في شيء إطلاقاً وأن تدع عقلك الواعي بأخذ قسط من الراحة لأن عقلك اللاواعي على وشك أن يبدأ بالحديث معك ( أعطه كل تركيزك ) ولا تسمح لأي فكرة لتعكير صفوك، حتى لا نعود إلى نقطة الصفر، الآن أغلق عينيك وخذ نفساُ عميق خمس مرات مكتملات.


تذكر أنت هنا فقط لتتعلم أكثر عن فن إدارة الوقت لذالك إذا وجدت في أعماقك أمور أخرى دعها لتجربة أخرى وخيال خاص في تلك الأمور.



أنت الآن في وسط شارع مزدحم.




ولا تدري إلى أين أنت تسير لكنك ترى تلك السيدة التي تركض خلف حافلة مكتوبٌ عليها "وسط المدينة" وتقرر أن تتجاوز كل قوانين الفيزياء بأن تلحقها طيراناً وتراقبها كما أنك مخرج أفلام يصور لقطة ( السيدة التي تلبس قميصاً رسمياً مكتوب عليه قسم الأرشيف)، وأنت تراقب هذه السيدة التي بالكاد لحقت بالحافلة وجلست خلف السائق مباشرة وبيدها شنطة، وأنت الآن تنظر إلى هذه الشنطة الوردية وتتسائل لماذا هي غير مغلقة دون أن تنتبه السيدة إلى ذالك وترغب بتنبيهها، وعندما تقترب بنظرك إلى تلك الشنطة النسائية، تخطفك النظرة لتجد نفسك داخلها وأمام ملافات كثيرة وأرشيف.



وأنت على وشك أن تحلل ما نوع هذه الملفات ،عندما تصل السيدة إلى مكتبها الذي وجدت فيه كل الأمور التي تفكر بعملها وكانت:

  1. فنجان القهوة التي قد أعدته قبل أن تضع خطة عملها في هذا اليوم.
  2. أوراق تخص إجتماعها مع مديرها المباشر لمناقشة تقرير القسم.
  3. لوح الشطرنج الذي وعدت صديقتها بعد العمل بأن تحتسي معها القوة وتلعب الشطرنج.
  4. هاتفها المحمول يرتج بالرسائل من منصات التواصل الإجتماعي.
  5. جريدة اليوم وما تحمله من أخبار العالم لأن صديقتنا لا تريد أن تكون بعيدة عن ما يدور حولها من أخبار.
  6. لابتوب العمل الذي كان يظهر عدة صفحات تهم أمور العمل وصفحات لشركات كانت قد قدمت سيرتها الذاتية إليها ( هي ليست سعيدة بعملها الحالي).




أريد أن أعترف لك بأنك نجحت في الإبتعاد عن أفكارك وأوجدت أفكار عن هذه السيدة والتي سوف تساعدنا في بدأ المرحة الثانية من التجربة.


الآن إنتقل إلى المرحلة الثانية من التجربة بإختيار ما يناسب:




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. مالك ولدعلي

تدوينات ذات صلة