اول مشروع للاستزراع السمكي في الجنوب يستقر في أودية البربيطة
على أكتاف السفوح وبين بطون الأودية تقع منطقة البربيطة التي تناثر على جوانبها وبين جبالها سكان بيوت الشعر والرُّحل ووسط الانخفاض المكتنز بالمياه العذبة وأشجار القصيب والمناخ الشفا غوري برز أول مشروع للاستزراع السمكي يديره مجموعة من شباب الطفيلة مستغلين جغرافية الأرض الغنية، جاعلين من وعورة أرضها وصعوبتها نواة انطلاق مشروع الاستزراع السمكي ليمتد على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع مشكلا أكبر مشروع للاستزراع السمكي في الطفيلة.
في البربيطة سيدة الدهشة توفرت عناصر مهمة كالمناخ ووفرة المياه والتربة، سادت فيها فرص تجمعات سكانية من أبناء البادية الذين وجدوا الفرصة لرفد تقاليد حياتهم من تربية الماشية إلى التفنن بالزراعات سواء للخضرة أو الفواكه، غير ان تغيير الأنماط الانتاجية اصبح حاجة ملحة في هذا الوادي فجاءت فكرة شباب المنطقة لانتاج انواع مميزة من أسماك البلطي وصل انتاجها الى محافظات عدة.
في جيب الفقر هذا تسير طريق الفرص لعدة أفكار، شق مشروع"عزم" طريقاً لدعم المشروع الأول من نوعه للاستزراع السمكي على مساحة 3000 متر مربع ورفده بالمستلزمات والمعدات والتي تدخلت بتوفير العديد من الاحتياجات وسدت لديه نقصا في البرابيش وعدد من المعدات لتوسيع حجم البرك، لكي لا يقال أن السمك على طاولة الأردنيين خجول.
تقول أسماء القطامين صاحبة مشروع الاستزراع السمكي "بدأنا بأربع برك، ووضعنا فيها ثلاثة عشر ألف سمكة تايلندية وحيدة الجنس، وخلال دورة مدتها 6 أشهر أنتجنا أربعة أطنان من السمك الطازج."
أسماء الحاصلة على شهادة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بادرت بالتوجه الى فرص أبعد من اختصاصها، لكنها الإرادة والوعي لاقتناص الفرص بقولها " ليس للطموح سقف إلا إذا اقتنع الشخص أن هذا مدى قدرته، عندها سينهزم."
تنشد أسماء التغلب على تحديات يومية في عملها أهمها تقليل كلف الطاقة والتوجه للطاقة الشمسية، وتوفير مزيد من ماتورات الكهرباء، بدالات لتوفير الاوكسجين ومضخات،وعن اختيار الموقع بينت أن لدفئ المياه فيه وتوافرها واعتدال الجو والحرارة في البربيطة شتاء، "بواكير الإبداع بأفكار تنفذ الآن من حولنا في كل العالم والمائة ميل بدأت بخطوة والمستقبل أمامنا ونثق بأنفسنا، شعار شباب يحملون متاع الهمة والعطاء".
استطاعت أسماء وشريكها أحمد من توفير ثلاث فرص عمل متجهين لزيادة رقعة البرك لتحقيق مزيد من الإنتاج لرفد السوق الأردني بالأسماك وتوفير المزيد من فرص العمل معززين بذلك مفهوم التشغيل الذاتي وخلق فرص من رحم الصعاب ونموذجا يحتذى به للشباب الطموح .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات