أربع طرق لنجاحك كريادى أعمال , هذه الأيام وفي العديد من دول الشرق الأوسط، هنالك موجة لريادة الأعمال

هذه الأيام وفي العديد من دول الشرق الأوسط، هنالك موجة لريادة الأعمال، بعض الشركات الناشئة هي عبارة عن تكرار لما سبق (مغسلة أو مطعم مثلا). ولكن العديد من مؤسسي الشركات هذه الأيام يقومون بأمر مختلف ويستفيدون من التقنية لإعطائهم ميزة تنافسية. إنهم يقدمون قيمة مضافة متميزة في عملهم. مما يجلب لهم النجاح من خلال إقبال الزبائن والعملاء على المنتجات والخدمات التي تقدمها هذه الشركات الناشئة.

خذوا على سبيل المثال شركة طلبات www.talabat.com والتي هي عبارة موقع لطلب وتوصيل الوجبات من المطاعم في دول الخليج العربي. فبدلا من الاتصال على هاتف المطعم لطلب وجبة تقوم بزيارة موقعهم والتصفح في المطاعم والوجبات المتوفرة وعندما تقرر تقوم بعمل الطلب ودفع قيمته، بل وتستطيع متابعة طلبك ومعرفة متى يمكن أن يصلك. هذه الشركة انطلقت في الكويت في سنة ٢٠٠٤ وهي الآن تغطي كل دول الخليج العربي، وقد تم الاستحواذ عليها من قبل المجموعة الألمانية للتجارة الإلكترونية Rocket Internet في بداية ٢٠١٥ بمبلغ يقترب من ١٥٠ مليون يورو.

العديد من الشركات مثل طلبات تمثل الفرق بين الشركة الجديدة التقليدية والشركة الناشئة المبتكرة. على سبيل المثال عندما يفتتح أحدهم فرعا لمطعم شهير في مدينته أو قريته، هو يؤسس شركة ناشئة لكنه مقيد لقواعد وقوانين هذا المطعم. إن الرياديين المبتكرين يقومون بأمر أكثر من فتح شركة جديدة، إنهم يبحثون عن مساحة لسد حاجات وحل مشاكل عن الزبائن في مجال عمل معين.

إذا كنتم تطمحون أن تنضموا لهذا القطار من المبادرين المبتكرين، عليكم أن تأخذوا بالاعتبار هذه المبادئ الأربعة:

١- كن متنبها للحاجات التي لم يتم تلبيتها للزبائن:

إن صائدي الفرص المميزين لا يختلفون عنا في الجوانب الجسدية أو الجينية، وإنما يتميزون بأن لديهم استشعارا جيدا لمواقف الإحباط التي تسببها الشركات القائمة لزبائنها، ولديهم القدرة على تحويل تلك المواقف الى فرص تجارية متميزة. تجدهم يقولون لأنفسهم “هذا أمر مزعج أو محبط، لابد من أن هناك آخرين مثلي يحسون بذلك، هل هناك طريقة لتجاوز هذا!”.

سئل فريد سمث (مؤسس فيد إكس) ذات مرة كيف وصل لفكرته (في التوصيل خلال ٢٤ ساعة)، أجاب فريد أنه “كان يملك شركة لإعادة تصليح الطائرات الصغيرة في مطار منطقة ليتيل روك في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الفكرة جاءت له عندما كان يأتيه بعض رجال الأعمال والإداريين في شركته ويلحون عليه ويرجونه أن يوصل الطرود والأظرف الخاصة بهم لوجهات مختلفة، حيث إنهم لم تكن لديهم وسيلة لذلك، وهنا وجد أن التوصيل خلال ٢٤ ساعة سيكون له سوق”.

كذلك الأمر بالنسبة لمؤسسي طلبات، هم استشفوا حاجات لدى الزبائن الذين لم يكونوا مرتاحين من نظام الطلب بالهاتف، مثل: المبالغة في عروض البيع من متلقي الاتصالات في المطاعم أو الرغبة في التأكد من أن الطلب تماما مثلما يريد الزبون. الأشخاص الراغبون بأن يكونوا رياديين مبتكرين ننصحهم بأن يجربوا السير في أحذية العملاء في مجالهم، وأن يجربوا معرفة إحباطات هؤلاء العملاء من طبيعة عمل الشركات القائمة حاليا في مجالهم، ثم البحث عن طرق يستطيعون تجاوز هذه الإحباطات وإرضاء العملاء وتحقيق حاجاتهم بتميز من خلال شركاتهم الناشئة.

٢- أعد التفكير في افتراضات مجال عمل شركتك الناشئة:

حاول تحدي الافتراضات السائدة المتعلقة بالعمل سواء في منطقتك الجغرافية أو في مجال عملك، خصوصا ما يعتقدون أنه حقائق ثابتة في طرق العمل وإدارته (وهو ما قد يكون غير صحيح). على سبيل المثال لو كنت في مجال صناعة الأثاث في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عقد من الزمن، لكان الافتراض السائد هو (لكي تنافس لابد أن تنقل مصانعك إلى الصين بسبب انخفاض تكلفة التصنيع هناك)، ولكن لم يقبل الجميع هذا الافتراض مثلا شركة باسسيت للمفروشات الموجودة في ولاية فيرجينيا رفضت التسليم بهذا الافتراض، وقامت بتخفيض النفقات وبالتشارك مع العاملين فيها وبالاستثمار في التقنيات المتقدمة في مجالهم. وأعادوا التفكير في حاجات ومتطلبات موزعيهم، ووصلوا لأن الحل يكمن في سرعة التوصيل مع المرونة في التصنيع لملائمة متطلبات الزبائن في المواد والألوان وغيرها. فأصبحت الشركة تشحن الطلبات (المفصلة بحسب رغبة الزبائن) في ٢٤ ساعة، وهو ما كان يعدّ مستحيلا في هذا المجال، وبهذا خففت من المخزون لدى الموزعين مما ساعدهم في الطلب أكثر. وعندما ارتفعت أجور الأيدي العاملة في الصين أدى إلى تميز الشركة بين منافسيها فلم تعد فقط تنافس بل تتصدر في منطقتها الجغرافية.

فكر في هذا؛ ما الافتراضات التي تسيطر على مجال عمل شركتك؟ ما هي طرق أداء وإدارة العمل في مجالك التي أصبحت بالية أو بيروقراطية أو غير مناسبة؟

- ابحث عن الحاجات غير المكتشفة للعملاء:إن نموذج العمل هو الطريقة التي تطمح بها شركة ما لتحقيق أرباح من خلال تقديم خدمات أو منتجات محددة لزبائن محددين. وعادة ما تكون النماذج السائدة في مجال معين محددة، ولكن الريادي المبتكر يبحث عن طريقة أفضل ويفكر كيف سيكون الحل الأشمل من وجهة نظر العميل، وإن أوجده يكون نجح بتميز.

لعدة سنوات كانت شركة بلوك باستر مسيطرة على سوق تأجير الأفلام في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل عقد من الزمن كان لديهم ٩٠٠٠ محل. وثم جاءت شركة نتفليكس بنموذج عمل جديد. بدلا من أن يدفع الزبون مقابل كل فيلم يستأجره، يدفع اشتراكا شهريا ثابتا، ولقي هذا قبولا عند العملاء، وعندما لم تغير شركة بلوك بستر طريقتها في العمل بدأت بالانحدار حتى أغلقت.

كذلك موقع zoomaal.com وهو منصة للتمويل الجماعي استطاع استكشاف حاجة غير متوفرة للشركات الناشئة في المنطقة العربية. حيث فتح المساحة لرياديي الأعمال بنشر التعريف عن شركاتهم باللغة العربية، ,أعطى لهم القدرة على الوصول للممولين والداعمين من غير الناطقين بالإنجليزية في المنطقة. كذلك فإن المنصة تخاطب الجمهور في العالم العربي، وقد ساعدت في إطلاق الرياديين من خلالها مشاريع ومبادرات أكثر ملائمة للجمهور العربي وخلفياته الثقافية وتلمس بعض الاحتياجات الخاصة بالمنطقة.

٤- قم بالعديد من الأبحاث:

ريادي الأعمال رتشارد بارتون الذي أسس العديد من الشركات مثل Zillow, Expedia, Glassdoor وغيرها، وصل لفكرة أدخلت عليه مليار دولار من خلال تكرار هذا السؤال البسيط “ما هي معلومات السوق التي يرغب فيها الناس ولكن لا يجدونها؟”، وبعد أن يصل لفكرة يقوم بالكثير من الأبحاث للتأكد من أن فكرته مناسبة و مربحة ويمكن التوسع بها وتكبيرها.

الطريقة الأفضل هي أن تجمع ما تستطيعه من المعلومات لمعرفة ما إذا كانت فكرتك مجدية وقابلة للتحقق أم أن فيها إشكالات قاتلة. حاول أن تحصل على تغذية راجعة حول فكرتك من أشخاص عدة، وخصوصا ممن يمكن أن يكونوا مستخدمين لها أو عملاء لك مستقبلا، حاول أن تبني نماذج أولية مبسطة ليستطيع الناس فهم فكرتك ومن ثم يعطوك رأيهم، وإذا كان هناك ملاحظات أو خطأ يكون بمقدورك التعديل بشكل سريع.

عندما نقول “أبحاث” نحن لا نقصد أبحاث السوق التقليدية (مثل مجموعات التركيز والاستبانات) وإنما البحث الذي يركز على فهم الحاجات الحقيقية للعملاء، وكذلك البحث الذي يمكنك من التحقق من فكرتك ومدى ملاءمتها للعملاء بسرعة وبتكلفة منخفضة. فنجد العديد من المشاريع الريادية في منصة ذو مال تقوم بعملية اختبار وبحث في الخطوات الأولى لأفكارهم، هم يقومون باختبار القبول لأفكارهم من خلال الطلب من مستخدمي الموقع عمل طلبات شراء مسبقة من خدماتهم ومنتجاتهم، وكذلك بمتابعة الملاحظات والتعليقات على الموقع يستطيعون تطوير هذه المنتجات والخدمات بما يتوافق مع عملائهم المقترحين.


Alyaa Mostafa

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Alyaa Mostafa

تدوينات ذات صلة