أَدرَكت بَعْد فَوَات اَلْأَوان أَنِّي أَهرُب مِن ذَاتِي...

هَا أنَا فِي وسط اَلمحِيط يُحيطني اَلْماء مِن كُلِّ جِهة ولَا أرى أَرْضاً يَابِسةً قط يحملني قاربٌ خَشَبيٌ قَدِيم مَثقُوب مُعَرض لِلْهدْم والْغَرق فِي أيِّ لَحظَة وتعْلوني شَمْسٌ حَارِقة وَيعُم اَلهُدوء الأرْجاء مع صَوْت الأمْواج المتدفِّقة فقط ويسكَّنني اَلجُوع اَلشدِيد، كُلَّ مَا أتذكَّره أَنِّي أَردَت اَلهُروب ، اَلهُروب مِن النَّاس وَمِن الحيَاة ومسْؤوليَّاتهَا ومصاعبهَا وَكَأن اَلجمِيع كان يُلاحقني لِيقْضي عَلِي وَكأَن الحيَاة كَانَت حِبالاً تُقَيدنِي هذَا ماكنتْ أَشعُر بِه حِينهَا أَردَت النَّجَاة مِن كُلِّ هذَا فبدأتْ بِالرَّكْض إِلى وُجهَة غَيْر مُحَددَة وفي طريقي رأيْتُ هَذِه القارب فَأَبحرَت بِه مِن دُون تَفكِير أو أخذ الاحتياطات حَتَّى وَصلَت إِلى هُنَا كُنْت أَظَن أَنِّي بِمجرَّد الابْتعاد سوف تطغى عليَّ طُمأْنينة النَّفْس والارْتياح لَكنِّي مازلْتَ أُريد الهرب مازال الخوْف يَجْتاح صَدرِي والْقَلق يُمَزقنِي و الهواء يخنقني أَدرَكت بَعْد فَوَات اَلْأَوان أَنِّي أَهرُب مِن ذَاتِي وليْس مِن النَّاس ذَاتِي هِي اَلتِي تُلاحقني وَهِي اَلتِي تُريد النِّيل مُنِي فَإلَى أَيْن المفرُّ مِنهَا ؟ لا سبيل من النجاة منها وَلَعلهَا سَتَنال مُبْتغاهَا قريبًا .



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أنصح كل من يعاني تلك الحالة أن يفر إلى الله، أجمل اللجوء والمناجاة أن نجرب مذاق الخلوة مع الله

إقرأ المزيد من تدوينات ماتبوح به الروح

تدوينات ذات صلة