تجربتي مع العقل الباطن , وكيف ساعدني العقل الباطن على كتابة روايتي مذكرات أبي في ثلاث أشهر فقط
كنت عندما أكتب احتار كيف تتدفق الكلمات والأفكار لعقلي، وعندما امسك القلم وأنا أشعر بالكساد العقلي أي أنني لا أعرف ماذا سوف أكتب - أحيانًا فقط - فتبدأ الكلمات تتسرب على الورق، وكأن هناك قوة خفية تتحكم في قلمي، وفي أصابعي، وذات القوة الخفية تسكب الأفكار والحروف من عقلي، إذا إنني بدأت ألاحظ بأن هناك شيء غريب يحدث حقًا، وأخافني هذا الشيء في بعض الأحيان، فبدأت أقول كيف اكتب هذا الكم من الصفحات وأنا لا استطيع أن أخطط للرواية أصلًا، كيف تتدفق هذه السطور بهذه السرعة و الانسيابية الهادئة أحيانًا والسريعة أحيانًا أخرى، كان هناك في داخلي الكثير من التساؤلات يا إلهي ما الذي يحدث، هذا كان مخيفًا حقًا، وحدث هذا معي في روايتي الأخير مذكرات أبي حيث كنتُ جالسة قرب المدفأة " صوبة المازوت " وخطر اسم الرواية على رأسي وبدأت أقول " مذكرات أبي " ما هذا، هل هي رواية ما، وأخذت ابحث في محركات البحث قوقل، و الفيسبوك والانستغرام وتويتر حتى، وجدت مدونات لأشخاص يتحدثون فيها عن أباءهم، هنا بدأت بالاستغراب والنظر حولي مذكرات أبي يا له من اسم جميل حقًا، وفي ذات الوقت سمعت صوت أنين والدي وهو نائم من تعب العمل، وهكذا فتحت مفكرة هاتفي وكتبت المذكرة رقم 1 وبدأت القصة تتدفق إلا إنني كتبت 12 صفحة دون أن أعيّ حقًا ماذا أكتب، أصبت بالهلع، وأخذت أعرض ما كتبت على أشخاص قارئين مميزين، فقالوا لي ما هذا، فقلت ربما رواية وربما مذكرة عادية، وقتها شعرت بأن هذا حدث غريب حقًا، كيف يأتيني هذا الاسم " مذكرات أبي " فجأة وكيف أكتب ما سميته مذكرة رقم 1 في الساعة الثانية فجرًا وكلي شغف بماذا أكتب، هنا عرفت بأن هناك حقًا ما يحدث، وبأن هناك شيء خفي يحرك قلمي دون وعيّ مني، وبعدها كتبت المذكرة رقم 2 وكانت متصلة بشكل فظيع مع التي قبلها، وذات الأشخاص أحبوها بشدة، حيث أنها ابكت شخص خمسيني وقال لي " مذهلة " بعدها قررت أن أجعل هذه القوة الخفية تتحكم بما أكتب فكنت كل ليلة قبل النوم أتخيل ما الذي سوف اكتبه وهل سوف يكون مميز كالذي قبل، ولم أكن أعيّ القصة التي سوف أكتبها، لم تكن كاملة ولكن كنت كلما مسكت المفكرة للكتابة تنساب الكلمات والأحداث بطريقة مذهلة، ومن هنا بدأت بالرواية دون وعيّ كامل إلا أين ستذهب الأمور، وأين النهاية، وما هي الحبكة التي كنت كلما فكرت بها أصاب بالرهبة، والقلق، وأقول بأنني هنا سوف أتوقف لا أعرف حقًا ماذا أفعل، ولكن كانت ذات القوة الخفية تتحكم في قلمي وتكتب، كانت الأحداث تأتيني وكأن هناك من يلقنني إياها، وكانت مازالت تنساب وتنساب بقوة، إلا أن اقترب امتحاني الجامعي، ولكن كانت هذه القوة تحركي تدفعني لاستمر بما أكتب، كنت أقلق بأنني ربما سأرسب إذا ما واصلت هذا الفعل، ولكنني حقًا لم أستطع أن افتح كتابًا ، ومازالت الأحداث تنساب وتنساب، حتى تملكتني هذه القوة الخفية كما كنت اسميها، وكتبت في يوم واحد خمس مذكرات من الكتاب وكانت هذه المذكرات الخمسة الأخيرة ورقمها من عشرون إلى خمسة وعشرون، استمررت بالكتابة دون توقف حتى تعبت أصابعي، ولكنني لم استطع التوقف ولم أكل ولم أشرب أي شيء، فقط أكتب حتى انتهيت من المذكرات الخمسة الأخيرة دون وعيّ، وكل مذكرة كانت ما يقارب ال12 صفحة وأكثر بعضها، أي ما يقارب ال50 إلى 60 صفحة، كانت السعادة تغرمني وفي ذات الوقت كان الخوف من الذي أفعله أي يا إلهي حقًا ما الذي يحدث معي، ففي رواياتي القديمة كنت اكتب بذات الطريقة، ولكن وعيّ بنفسي مختلف وبدأت أعرف بأن هناك خطبٌ ما، إلا أن قرأت عن قوة العقل الباطن، وعرفت بأن مجرد تفكيري بكتابة رواية ما دون تحديد ماهيتها عقلي يساعدني ويعطيني القصة والحبكة والأفكار، ويجعلها تنساب على الورق، وفي عقلي في ذات اللحظة التي أقرر فيها أن ابدأ بالكتابة، لم أكن اؤمن بهذا الشيء، كثير، قليلًا فقط، ولكن بعدها عرفت بأن عقلي الباطن يقظ جدًا، لدرجة بأنه يعطيني أفكار رواياتي وقصصها بدون تكلف مني ً فقط عندما أقرر أن أكتب هكذا يعطيني كل شيء، وحين أقف ولا أعرف ماذا أفعل وكيف أستمر وماذا أكتب، كنت أنام وأنا أفكر في الرواية لاستيقظ على الفكرة التي تجعلني أكملها وهكذا خلال ثلاثة أشهر وهيّ فترة قياسية وقصيرة لإنهاء رواية اعتبرها من أعظم الروايات التي كتبتها وأنا واثقة وحسب رأيي القراء بأنها انتاج عظيمة، من عقل عظيم كنت لا أعرف عنه شيء، وبعدها بدأت ابحث في الموضوع أكثر فأكثر حتى وجدت بأن عقلي الباطن هو من كان يتكفل بالأمر. وبأن كل ما قرأته في كتاب قوة العقل الباطن للكاتب العظيم جوزيف ميرفي صحيحة وأجابني الكتاب عن الكثير من التساؤلات في رأسي، حيث كنت أفكر في دار نشر عظيمة تتبنى الرواية وبأنني لا املك ثمن نشرها، وفعلًت حدث الأمر ذاته، من خلال التفكير بالدار كلمتني دار الادب للنشر والتوزيع في دبي وتم النشر. العقل الباطن شيء حقيقي أكثر من الحقيقة ذاتها، وأنا اؤمن بأن الله أعطاني الفكر لنتفكر كما قال في آيتهِ الكريمة " أفلا يتفكرون " فالتفكر في الموضوع يخلق الكثير من التساؤلات التي بدأت تتدفق أجوبتها إليّ بفعل هذه القوة الخفية التي عرفت فيما بعد بأنها تسمى بي " قوة العقل الباطن " وهذه قصتي وتجربتي التي أثبتت الموضوع الذي ينكره الكثيرون هذا حقيقة وأنا خير مثال لها.
" إن العقل الباطن سيساعدك على الدوام أذا وثقت به " .
_ جوزيف ميرفي كتاب قوة العقل الباطن.
بيداء الصالح العبد
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
جميل احسنتي وانا مثلك اجعل قلم ينزف مافي جعبته
روايه بنكه التفاح
برافو بيداء بالتوفيق، لقد قرأت كتاب جوزيف ميرفي أيان الجامعة و كان من الكتب التي عملت لي نقلة في الوعي