تقدير الذات و علاقته بادمان مواقع التواصل الاجتماعي. من اعداد الاخصائية النفسانية: العلواني فافة
يعيش العالم الان مرحلة تطور كبيرة ، فسمي بعصر السرعة، وهذا بفضل وسائل الاعلام والاتصال التي أدت الى ظهور شبكة الانترنت، التي تعتبر بانها شبكة اتصالات عالمية، تتيح تبادل المعلومات والبيانات والخدمات بين مختلف المستخدمين.يعد الانترنت من أهم موارد المعلومات في العصر الحالي، وأصبح جزء ًا مهما في حياة الناس، وله تأثيره على حياتهم اليومية والمهنية، وأصبحت شبكات التواصل وبرامجها التي تتضمنها شبكة الانترنت تحل مكان الاتصالات التقليدية، كما أن انتشار شبكة الانترنت ودخولها في مختلف النشاطات البشرية اليومية والروتينية، وعدم حصرها بنطاق معين أو بشريحة معينة، جعلها وسيلة مهمة لممارسة النشاطات المختلفة، وتزايد عدد مستخدميها، وعملت على زيادة التقارب بين الشعوب من خلال الخدمات التي توفرها لهم شبكة الانترنت. ومن بين منصات الانترنت المعروفة لدينا شبكات التواصل الاجتماعي، التي تستخدم للتواصل والتفاعل بين الأشخاص، وكذلك مشاركة المحتوى مثل: النصوص والصور والفيديوهات، اذ تتيح هذه المواقع للمستخدمين نشر تحديثات ومعلومات شخصية، والتفاعل مع المحتوى الذي ينشره الاخرون.أتى مفهوم شبكات التواصل من المفهوم العام لشبكة الانترنت التي صممت لتقريب المسافات واختصار الزمن ومتابعة أهم التطورات العالمية، وتبعا لنفس المبدأ صممت مواقع التواصل لتساهم في مشاركة الأفراد للتعبير عن أراءهم بهذه التطورات وليس الاكتفاء بمتابعتها وحسب، وبالتالي فأن هذا المصطلح يشير إلى تلك المواقع على شبكة الانترنت والتي ظهرت مع ما يعرف بالجيل الثاني للويب حيث تتيح لمستخدميها التواصل في بيئة افتراضية، وتنوع أهدافها وأشكالها فبعضها عام يهدف حول التواصل مع العام وتكوين صداقات حول العالم وبعضها الآخر يتمحور تكوين شبكات اجتماعية في نطاق محدود ومنحصر في مجال معين. ولقد أحدثت مواقع التواصل الاجتماعي طفرة كبيرة جدا في طريقة التواصل مع الآخرين، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تغيير شكل التواصل بين أفراد المجتمع وتوسع علاقات الفرد، فبعد أن كان التواصل محصورا على المحيطين به من الأصدقاء والأقارب، اتسع ليشمل أصدقاء كثر في عالم افتراضي فسيح، ومن دول متعددة.فالانتشار الكبير لهذه المواقع يثير تساؤلات حول تأثيرها على الصحة النفسية والاجتماعية للأفراد، حيث يتزايد القلق بشأن مدى تأثيرها السلبي، فمع تزايد استخدام هذه المنصات، أصبح لزاما على الباحثين والمجتمع فهم تأثيرها على مختلف جوانب حياة الناس.وعلى الرغم من أن الأساس من إنشاء مواقع التواصل الاجتماعي كان بغرض التواصل والتفاعل ما بين الأفراد وتبادل الآراء والخبرات إلا ان تلك المواقع باتت تشكل عنصرا هاما يدخل في بنية المجتمعات وله انعكاساته الإيجابية والسلبية على مستخدميها من جميع الفئات، و الذين أصبحوا مع الوقت يعانون من الإدمان نتيجة الاستخدام المفرط لتلك المواقع، ويعطى إدمان الشخص على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي فرصة للهروب من مجتمعه والعيش في عالم افتراضي يستمتع فيه بقضاء الساعات الطويلة دون أن يشعر ومن مظاهر الإدمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي استخدامها لفترات طويلة ومتكررة أثناء اليوم والشعور بأن ما يجري على شبكات التواصل الاجتماعي هو الطريق للوصول للعالم بأسره والشوق إلى التحدث مع الآخرين داخل هذه المواقع. ومن مظاهر إدمان مواقع التواصل الاجتماعي قضاء أوقات طويلة في استخدامها، وفقد الإحساس بالوقت، بالإضافة إلى إهمال الأنشطة الأخرى التي يجب على الفرد القيام بها، وعدم الاهتمام بالأصدقاء، واستخدامها كمتنفس للمشاعر، وكبديل للعلاقات الاجتماعية، وعدم القدرة على الامتناع عنها، أو التحكم فيها، والشعور بالغضب والتوتر والقلق عندما يكون من الصعب استخدامها، وشعور الفرد بالتعب والإرهاق وقلة النوم، وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي، والعزلة الاجتماعية، وحدوث المشكلات الأسرية. فكما ان لكل تكنولوجيا جديدة إيجابياتها الا انها لا تخلو من السلبيات، وكذلك هو الامر بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي، فالاستخدام المفرط الذي يصل لمرحلة الإدمان لشبكات التواصل الاجتماعي يؤثر على الجانب النفسي والاجتماعي ويؤدي الى ظهور العديد من المشاكل التي تؤثر على حياة الافراد خاصة المراهقين. فالمراهقة حسب لوهال هي البحث عن الاستقلالية الاقتصادية والاندماج بالمجتمع الذي تتوسطه العائلة، وبهذا تظهر المراهقة كمرحلة انتقالية حاسمة، تسعى الى تحقيق الاستقلالية النفسية والتحرر من التبعية الطفلية، الأمر الذي يؤدي الى تغيرات على المستوى الشخصي لا سيما في علاقاته الجدلية بين الانا والآخرين.إذ تعتبر فترة المراهقة من أكثر المراحل الحساسة والهامة في حياة الإنسان، حيث تتشكل الهوية وتتطور الشخصية، فمرحلة المراهقة من أصعب المراحل، فهي فترة الانتقال من الطفولة الى مرحلة النضج الكامل، وتتميز هذه المرحلة بالتغيرات الجسدية والعقلية والاجتماعية الكبيرة، وبالتالي فهي مرحلة حساسة جدا، تجعل سلوك الكثير من الأفراد يضطرب بسبب هذه التغيرات التي تطرأ عليهم، وتجعلها سهلة التأثر. كذلك فان مع وجود العديد من الضغوط والتحديات التي يواجهها المراهقون في هذه المرحلة، يمكن أن تزيد مواقع التواصل الاجتماعي من هذه الضغوط وتؤثر على تقديرهم لأنفسهم، إذ يعرض استخدام هذه المنصات المراهقين لمجموعة متنوعة من التجارب والمقارنات الاجتماعية، مما يمكن أن يؤثر سلبا على طريقة نظرهم لأنفسهم وبالتالي تقديرهم لذاتهم. ومنه فان الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي الذي يصل لمرحلة الإدمان الذي يمس فئة المراهقين فانه يؤثر بذلك على الصحة النفسية لهم خاصة تقدير الذات لديهم، بحيث تعتبر الذات كينونة الإنسان الذي تجعله مميزا وفريدا عن غيره من البشر، وتعتبر بمثابة القوة الدافعة الموجبة والمحددة للسلوك. ويعتبر تقدير الذات من أهم المفاهيم المتعلقة بشخصية الإنسان، ويعد أحد الأبعاد الهامة للشخصية، فلا يمكن أن نحقق فهما واضحا للشخصية أو السلوك الإنساني بشكل عام، دون أن تشمل مفهوم الذات. ويعتبر أيضا بانه تقييم الشخص لنفسه من حيث القيمة والكفاءة والاحترام، ويشمل هذا التقييم الشعور بالثقة في القدرات الشخصية، والاعتقاد في قيمة الذات، والاعتراف بالإنجازات والنقائص بشكل متوازن، ويعكس أيضا كيف يشعر الشخص تجاه نفسه ومدى احساسه بالجدارة والقدرة على تحقيق الأهداف والنجاح في الحياة. باختصار فان تقدير الذات هو القيمة التي يعطيها الانسان لنفسه سواء كانت إيجابية ام سلبية.لكن الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي لدى المراهق، تجعله سريع التأثر بالمحتوى الذي يعرض عليه في تلك المواقع وبذلك يصل الى مقارنات اجتماعية مستمرة، يشعر فيها المراهق المدمن بعدم الثقة بنفسه، والقلق من عدم التقبل والحاجة الملحة للتأكيدات الاجتماعية والإعجابات للشعور بالقبول ، فيفقد بذلك القيمة التي يعطيها لنفسه، وهذا ما قد يؤدي به إلى تدهور في تقدير الذات.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات