تأملات بعدية تعبر عن خبايا الرّوح ( أطفالنا و المستقبل)
كيف لهذا الجيل أن يتقدم في ظلّ هذه الفوضى ؟ كيف لنا أن نمسك زمام الأمور في وقت بات لنا في كلّ حين؟ هل سينتج عن كلّ ذلك جيل فاشل كما يقال؟
كثيرًا ما نجلس بيننا وبين أنفسنا وننظر إلى أحداثِ قد حصلت معنا و إلى مواقف نخاف أن تلوح في مخيلتنا فتعكر صفو تأملاتنا، فتهفو إلى مخيلاتنا الكثيير من أفكار التغيير والتمرد على الواقع حتّى لانكرر ماضٍ ترك ندوبًا في نفوسنا .
يخاف الكثيير من الآباء على أولادهم فيضيقوا عليهم دائرة الحياة ويقلصوا يدّ النمو والتّمييز فيغدو لنا جيلًا مجبولًا على التلقي والأخذ بأيدي مكبلة بالأغلال، وفي ظلّ هذا التّطور المتسارع تزداد تلك الدائرة ضيقًا وينمو الصّراع الدّاخلي لدى الأولاد فيَصِلُون إلى منعطفٍ يحذو بهم نحو كسر تلك الداّئرة بشتى الطّرق، متغافلين حرص آبائهم عليهم، فيلقوا بتلك الدائرة في خوّة النّسيان. يا لتلك الأيام العصيبة التي يمضيها هؤلاء الآباء حسرةً على ماضٍ مدروس وحزنًا على خوفٍ ميؤس.
تمضي الأيام وتسير معها الذكريات كالسحاب لتغدو في غياهب السلوان، ويبدأ الزّمان بجبر ما كسر فنضع نصب أعييننا عدم تكرار تلك الدائرة ولنبدأ بصنع دائرتنا الخاصة بعيدة عن كلّ ذلك التّضيق لنطلق العنان لجيلٍ بات له كلّ شيءٍ، وأصبح هو كلّ شيء .
لنزيل معًا الغمام عن أعين أطفالنا لنعينهم على التمييز بين الحقّ والباطل في عصر أصبح الباطل مألوفًا ، لنمسك بتلك الأذرع الصّغيرة ونخرج كلّ كنوزها عوضًا عن تكبيلها، لنتهافت على ترسيخ قيمنا الفاضلة من حبّ وعطاء وتفاؤل وتضحية لنقم بتطبيقها وزرعها بذرة بذرة .
لنصنع معًا جيلًا يصنع المستحيلات ويشقّ المخاوف والمصاعب بقلبٍ قويّ صامدٍ ، لا يهزه تغييرٌ ولا تبديل.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات