يمكنك الإستقلال بمشاعرك دون الإستغناء عن وجود الآخرين
ظهر العديد من مدربين الحياة(لايف كوتش) و المتحدثين التحفيزيين و انتشرت العديد من مقاطع الفيديو التى تتحدث عن الوعي و الاهتمام بالصحة النفسية و تنمية الذات الجميع يتحدثون عن مدى أهمية الإستقلال, إستقلال الإنسان بذاته و مشاعره "إن لم تستطع إسعاد نفسك لن يقم أحد بإسعادك".
نحن كبشر لدينا فطرة واحدة و مشتركة, لدينا حاجة أساسية لوجود الناس فى حياتنا نحتاج أن نتبادل مشاعرنا مع الآخر, نحتاج لوجود دائرة حولنا لتمدنا بالمشاعر التى نحتاجها.
و لكن ما أريد توضيحه و ما أراد مدربين الحياة و المتحدثين التحفيزيين قوله هو إن لم تكن محاط بهذه الدائرة الآن أو لديك عنصر و تفتقد بعض عناصر الدائرة,
لا بأس لأن وجود الناس حولنا يضيف إلى حياتنا المزيد من السعادة لكن عدم وجودهم لبعض من الوقت لا ينقص من سعادتنا الذاتية , التى نمنحها لأنفسنا و لا نعتمد فيها على الآخرين مادامت قلوبنا دائماً مفتوحة و مستعدة لتبادل المشاعر مع الآخرين.
تستطيع أن تعيش بسعادة معتمداً على ذاتك لحين تكوينك لدائرتك الخاصة.
لابد أن نعي بالإختلاف بين الإستقلال و الإستغناء حتى لا نسىء الفهم.
الإستغناء: هو إلغاء و إنكار تام لقدرة الآخر على العطاء, المستغنى يدَعى أنه يستطيع أن يحيا دون الحاجة لتبادل المشاعر مع الآخر على الرغم من توافر حوله العديد من الأشخاص و لكنه يظل ينكر حاجته فى التواصل معهم.
الإستقلال: لا ينفىي وجود الآخر, المستقل واعي تماماً بأن التواصل مع الآخرين يزيد من مقدار مشاعره و عواطفه و يضيف إلى سعادته, و لكن إن لم تتوفر هذه الدائرة حوله فهو مستقل و مكتفياً بذاته لحين تكوين دائرته الخاصة .
البعض قد تراوده أفكار مثل "ما السيء فى أن يعيش الإنسان مستغنىي حتى لو فى حالة إنكار, سأعيش مع الناس و لكن لن أعتمد عليهم , سأكتفي بسعادتي الذاتية و سلامى الداخلي " الإجابة أنك لن تستطيع العيش بسلام إذا كنت مستغني ؛ لأن حاجتك للتواصل عاطفياً مع الآخر التى قمت بدفنها ستبدأ بالظهور على السطح و تتسبب فى إزعاجك و إفساد سلامك النفسي.
لذلك كن مستقلاً و لا تكن مستغني.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات