أراء حول ماهية الإنسان , ماذا يعني أن أكون بشرا ؟

من يكون الإنسان ؟

في الواقع هناك الكثير من الجوانب المتاحة لإجابة مثل هذا السؤال لكن دعنا في هذا المقال نفتح أفاقا صغيرة في عقولنا عن رأيين عن ماهية الانسان ثم سأترك لعقلك التفكير و الإطلاع علي كل الأراء بعمق أكثر لتختار منهم ما يناسبك و لنسأل اسئلة أيضا أخري هامة .

كل الأفعال الإنسانية تنبع من واحدة أو أكثر من هذه المسببات: المصادفة، الطبيعة، الإكراه، العادة، المنطق، العاطفة، الرغبة. Aristotle

نتحدث عن الإنسانية أغلب الوقت فنسأل ما هي الإنسانية ؟ ما معني أن تكون إنساناً و كان هناك ردود مختلفة لكل عصر و لكل حضارة أيضا فقد كان لكل منها مفهومها المميز عن الانسان فمثلا :

كان رأي بتاح حتب - وزير و حكيم فرعوني (2414 - 2375 ق.م) أن

" الإنسان هو الذي يستمع أكثر مما يتكلم , ثروته هي عقله . لا يحب العنف , باش الوجه ولايبكي علي اللبن المسكوب , يهتم بأسرته , فيصغي لأبيه ويهتم بتعليم ابنه و يحب زوجته , يعيش بما لديه و يرضي بما قدره الإله . ان صار عظيما , يتواضع ولا ينسي كيف كان حاله .. يستمتع بثروته لكن لا يتفاخر بها . يدرك ان الثروة لا تفيد من كان صاحبها تعيسا . يتعاطف مع أحوال الناس ويراعي الحق و يعامل الجميع بعدالة . فكل شئ زائل أما الحق فثابت و باق"


أما فلسفة نيتشة فكانت تري شكلا أخر تماما الإنسان المميز أنه :

"إنسان نقي السلالة , نقوم بتربيته تربية قاسية ليصبح فويا قادر علي كبح مشاعره و تحمل مسؤوليات جسام , أخلاقه أخلاق السادة الأقوياء , كالشجاعة و اللإقدام و الجرأة و عزة النفس . لا أخلاق العوام الضعفاء , كالتواضع و الزهذ و الرحمة و التسامح , قادر علي فعل أي شئ للوصول لغايته , الانسان الأعلي أفضل من العوام و يجب أن تكون السلطة في يده هو و ينبغي للعوام التضحية و تهيئة الظروف لحكمه , ففي هذا الهدف يتلخص معني حياتهم"


هناك أيضا عزيزي القارئ الكثير و الكثير من الأراء حول من هو الإنسان , أراء من أشهر الفلاسفة و علماء النفس مروا علي تاريخ الإنسانية قديما و حديثا من الممكن أن تبحث عنها علي الإنترنت

لكن الأن دعنا نتعمق قليلا في نظريتين مهمين عن " ما الإنسان ؟ "

1- النظرية الأولي تثبت أن الإنسان حيوان !

2- النظرية الثانية تثبت أن الإنسان إنسان !


الإنسان حيوان

في بداية معرفة تلك النظرية يجب ان نعرف أننا ننتمي كبشر إلي مملكة الحيوانات طبقا لعلم الأحياء و يمكنك معرفة المزيد

يثبتون أصحاب تلك النظرية رأيهم بدليل أن علماء النفس يستخدمون الحيوانات لفهم السلوك اللإنساني لأن لهم غرائز و أمخاخ و تسعي للبقاء مثلنا نحن أيضا البشر

فقد دعم هذا الرأي عالم النفس الشهير سيجمند فرويد في كتابه civilization and its discontents أن للإنسان رغبات بدائية أهمها العنف للدفاع عن نفسه و الجنس للتكاثر و حفظ النوع الإنساني و قال أيضا انه في العصر الحديث كي نعيش في سلام إضطر الإنسان أن يكبت هذه الرغبات و أخترع الأديان و الحكومات و القوانين لكي لا يعتدي أحد علي الأخر

يمعني أخر يحاول أن يصف فرويد أن الإنسان كان وحشي لكنه يحاول ان يكون مهذبا بسبب التحضر و المدنية كي يعيش في مجتمعات أمنة

و جاء علم النفس التطوري بوصف أعمق لما يقوله فرويد فهذا الفرع من علم النفس يقول أن عقل الإنسان لم يتطور منذ العصر البلايستونيني أو العصر الحجري الحديث و هذا ما يقرب من مليون و ثمنمائة سنة حيث كان الإنسان يعيش مع الطبيعة و يصارع من أجل البقاء مثل باقي الكائنات و ان أثار تلك الفترة مازالت في عقولنا حتي الأن ولم تقضي عليها الحضارة الحديثة بالكامل و جائت الأدلة كالتالي

1- الطعام

لنقل أننا وضعنا أمامك طبق من الطماطم الطبيعية و طبق من الكيك المزين بالشوكلاته

أيهما تنجذب لأكله ؟

في الحقيقة نحن ننجذب غريزيا للسكريات و الأطعمة الدسمة بالرغم من انها ضارة لكن لماذا ؟

ذلك لأنها تحتوي علي الكثير من السعرات اللازمة لبذل مجهود بدني عنيف كالصيد و الهروب من الحيوانات المفترسة و لكن لم يكن هناك قبل مليون سنة تلك الكيك المزينة بالشوكلاته ؟

بالطبع عزيزي القارئ , لكن عقلنا غريزيا ينجذب للطعام الملئ بالسعرات الحرارية الكثيرة و مع الرغم من أن حضارتنا الحديثة توفر علي الإنسان الكثير من المجهود و بالتالي يحتاج فقط لسعرات حرارية قليلة إلا أن عقلنا لم يتطور بالقدر الكافي لفهم هذا التغيير بدليل أنه مازال ينجذب للطعام كثير السعرات مع أن أجسادنا لا تحتاج لهذا كله !!


2- الخوف

مارس علماء النفس تجربة علي الفئران , كان هدف التجربة معرفة إذا كان الخوف ينتقل من أجدادنا إلينا فأتوا ببعض الفئران و جعلوها تخاف من رائحة معينة ثم تركوا الفئران تتكاثر و بعد ذلك وجدوا ذاك الخوف انتقل للأحفاد و الابناء بدون أن يشموا تلك الرائحة من الأساس !!

علم النفس التطوري يخبرنا بإستنتاجه من تلك التجربة وصف لماذا حتي الأن يخاف الإنسان من أشياء طبيعية أكثر من أشياء موجودة في عصرنا الحديث فنري أن البشر اللذين يعانون خوف الحشرات , الأماكن المرتفعة أكثر بكثير من الذين يعانون من خوف أشياء موجودة في عصرنا الحديث


حتي الأن إنتهينا من معرفة النظر العامة لنظرية أن الإنسان حيوان لكن هناك نظرية أخري تقول أن الإنسان هو إنسان سنراها في الجزء الثاني من هذا المقال

و أعلم يا عزيزي أنه في النهاية لا يمكن ان يكون هناك جوابا صحيحا كاملا او خاطئا كاملا

و أني ككاتب لهذا المقال فأنا أعرض كل وجهات النظر بكل حيادية و أن إنتمائي الخاص لا يؤثر في كتاباتي عن تلك المدارس و النظريات


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

صح جدا جدا

إقرأ المزيد من تدوينات أبانوب سمعان

تدوينات ذات صلة