لا تخف من التجربة؛ فالفشل للناجحين؛ الفاشلون لا يجربون من الأساس .

أصبح من المستحيل أن أكمل في هذا الطريق؛ طريق معبد ومسدود نحو غاية لا متناهية وأحلام هاربة. هل سأبقى هكذا؟ أم أن طريق التغيير سيدق بابي قريبا؟ لا أزال أنتظر كما أخبرني عقلي ذات يوم؛ رغم نجاحاتي الصغيرة التي لا أعترف بها رغم تأثيرها في مسيرتي. لا زلت أفتقد لتلك الثقة التي ستمنحني انتعاشا وقوة من أجل أن أكافح وأستمر. من أجل أن أغدو قادرة على التمرد والتحرر من كل ما يسمى تقاليد ومعتقدات .


أصبح من المستحيل؛ أن أرسم خطا وأقف خلفه. أريد أن أرسم لوحة مختلفة الألوان والخطوط. أريد أن أتفنن في رسم مساري؛ حتى وإن كان بدون جدران تقيه. فأنا تعلمت كيف أحمي نفسي من كل سراب ووهم؛ تعلمت أن أتعايش مع الصعاب وأن أتملص بأقل الأضرار على نفسي. حاربت السراب من أجل العيش في وهم؛ أصبحت أحاربه الآن من أجل الدخول في دوامة الخوف؛ خوف نهايته معروفة ومحتومة؛ إما تحرر وتخلص وتسلق نحو دائرة التطور؛ أو سكوت واستسلام وخضوع لخوف غير موجود أصلا ومن الأساس. لأكون قد وجدت نفسي عدت إلى نقطة الصفر ؛ خائبة الأمل؛ وحيدة؛ وفاقدة الثقة في نفسي وفي كل من يحيط بي .


إذا خرجت من دائرة الخوف إلى دائرة التطور؛ سأصبح قادرة على التمييز والرفض. سأكون ذاتا مع معنى؛ وليس فقط روحا ونفسا تتنفس. سأكون مسؤولة عن قرار الرفض والإيجاب؛ عن كل ما يتعلق بشخصيتي وأفكاري؛ سأتحمل تكاليف التمرد والحضور. سأدفع ثمن غيابي عن ساحة المعركة؛ التي أواجه نفسي فيها. ساحة المعركة التي لا تخلو من الصراعات المتواصلة بيني وبين شخصي. ساحة مليئة بجماهير غفيرة تشهد على تحركاتي ؛ أقوالي؛انسجماتي وحتى علاقاتي. جماهير تتضمن مبادئي؛ أفكاري؛ شخصيتي؛ ذاتي؛ روحي؛ عقلي وقلبي؛ إضافة إلى أحاسيسي المشتتة.

أريد أن أرسم لوحة مختلفة الألوان والخطوط.


هذه الجماهير تصدر أحكاما عند نهاية كل صراع ونزال. أحيانا يكون عقلي الخاسر؛ وأحيانا أخرى قلبي الخاسر؛ وأحيانا مشاعري تكون الرابحة؛ والتي غالبا ما تكون خاسرة ومنهكة من الأسئلة والتجارب؛ والتغييرات التي أجبرها على ارتدائها لتكون مناسبة لموقع من مواقعي اللامتراصة. تلك الأحاسيس التي لا يرف لي جفن؛ ولا تغمض لي عين حتى أطلب الغفران منها وأطلب رأفتها.


كل هذه النزاعات في ساحة معركة صغيرة؛ قد تبدو لك للوهلة الأولى هادئة وإنسيابية وإذا أمعنت النظر؛ تأكدت أنها ليست ثابثة وإنما سرعة تحرك شخصياتها مهولة ولا تلحظ بنظرة خاطفة. نزاعات ستفضي يوما ما إلى قرار سيحكم علي إما بالبوح العظيم أو بالصمت الأبدي.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

♥️♥️♥️

إقرأ المزيد من تدوينات زينب الكامل

تدوينات ذات صلة