كلما كبر التحدي يزداد شعورك بالقلق والخوف من الفشل. وبالتالي تتماطل. إذا كان التحدي منعدماً، فلن تجد الرغبة في إتمام المهمة. وبالتالي تتماطل.

لأسبوعين متتاليين، تماطلت لإتمام مهمة. رغم أنني أخطط وأدير وقتي جيداً. لم أفهم السبب. كنت على علم طوال الوقت أنني أتماطل. كل يوم أقول لنفسي أنني سأقوم بالمهمة غداً إلى أن حوصرت بالوقت.


الوقت هو مجرد تحدي. وهو ما جعلني أشرع في العمل. هو الحافز الأول الذي جعلني أتحرك. يمكن للتحدي أخد العديد من الأشكال. ابتداءاً من تعلم المشي عند المهد، إلى الحفاظ على الصحة في اللحد.


يستعمل مفهوم التحدي في العديد من المجلات. مثلاً في التسويق لكي يتشجع الناس لشراء منتج ما. يقوم أغلب المسوقون بتحديد تواريخ انتهاء العروض لكي يحفزوا الزبناء على اقتناء منتوجاتهم بأسرع طريقة ممكنة. يقوم الأساتذة أيضا بإضافة التحدي خلال الحصص. مثلاً، كل حصة يمر تلميذ أو تلميذة إلى السبورة لحل تمرين أمام زملاء القسم، مما يحفز التلميذ على مراجعة الدروس قبل الولوج إلى القسم.


الافراط في التحدي له مفعول مضاد. يصاب الشخص بالقلق والخوف من الفشل إذا تجاوز التحدي مجال مهاراته. فيأتي هنا دور العقل في حمايتنا من المخاطر ليمنعنا من الشروع في العمل. وبذلك غريزياً نتماطل.


انعدام التحدي يلقي بنا في أشباك الملل وعدم الرغبة في العمل. عندما يكون التشويق منعدما، فالمهمة تكون بدون مذاق. حتى وإن قمت بها اليوم لن تغير فيك شيء، ولن تزيد من سعادتك. لذا نميل إلى تأجيلها مرارا وتكراراً. وبذلك غريزياً نتماطل.


الفرق بين الانسان المتماطل والغير المتماطل بسيط. إذا اعطينا كلاهما نفس المهمة، سنشاهد حتماً نتيجتين مختلفتين. سيقوم الشخص المتماطل بتأجيل المهمة إلى حين ضهور تحدي. لكن الشخص الغير المتماطل يقوم من تلقاء ذاته بإضافة تحدي لمهمته. وبذلك يكون قد أضاف المقدار المناسب من التحدي ليشرع في العمل.


لكن... كيف يمكاننا معرفة المقدار المناسب من التحدي لكي نتفادى المماطلة؟


يمكن معرفة مقدار التحدي من خلال التجربة. عندما تتعلم الطبخ لأول مرة، فأنت لا تعرف ما إذا كانت كمية البقول التي أضفتها للحساء كافية أم لا. لكن مع الوقت والتجربة، تترسخ في ذهنك الكمية المناسبة. يمكنك أيضا إتباع وصفة الطبخ لمعرفة الكمية المناسبة. وهذا بالضبط ما يمثل تجارب الأشخاص الأخرين. يعني أننا نعرف المقدار المناسب من التحدي سواء من تجربتنا أو من تجربة الأخرين.


ملاحظة: لقد طبقت مفهوم التحدي عليك صديقي القارئ. أسف! المهمة التي قمت بها هي قراءة هذا المنشور. و التحدي الذي أضفته لتشجيعك على القراءًة هو بعض السرد القصصي، الفضول، تبسيط المعلومات، أسلوب سهل الفهم. لكن التحدي يجعلنا نستمتع بما نقوم به. فلذالك أنا لست أسف 😉!


أرجوك لا تستعمل مفهوم التحدي للسيطرة على الناس 😂



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

صحيح . دائما عندما اريد انجاز مهمة معينة
اضع لها deadline و بهذه الطريقة اسيطر على نفسي ووقتي

إقرأ المزيد من تدوينات يوسف الحبيب

تدوينات ذات صلة