استراتيجية فعّالة لتحديد الأهداف تمكنك من اختيار أهداف بناءة، الإحساس بالتقدم، التحفيز على الاستمرار، والحصول على رؤية مستقبلية لحياتك.


هل تجد نفسك ضائعاً بين الأهداف ولا تعلم من أين تبدأ تخطيطك؟


غالباً ما نجد أنفسنا ضائعين بين الأهداف. نريد تحقيق الكثير منها، لكن لأسف يستحيل ذلك. تارة نندم على أهداف وصلنا إليها ولن تفيدنا في شيء، وتارة نصل لهدف دون أن نخطط له أصلاً. لدينا فقط 24 ساعة في اليوم و 7 أيام فالأسبوع. لذا يجب علينا استغلال أيامنا بحكمة. يجب أن نحس أنّ بمقدورنا التحكم في أهدافنا. لأن الإحساس بالتحكم والسيطرة على الوضع يخفّض توترنا كبشر ويعطينا شعوراً بالراحة والأمان. لكن هل بإمكاننا السيطرة على الوضع وقيادة حياتنا إلى أهداف ذات قيمة؟ نعم، بإمكاننا اختيار تغير ما نستطيع تغيره، أمّا الباقي فهي غيبيات لا يعلمها إِلَّا الله. أبشر صديقي(تي) ، لو لم يخطط المهندس(ة) لبناء قنطرة لما عبرت السيارة، ولو لم يخطط الطبيب(ة) لما نجحت العملية. لذا في وسعنا التخطيط والباقي أقدار ربّانية.


كلنا نريد اختيار أهداف بناءة ترمي بنا في نهر النجاح. نود أن تكون لدينا رؤية مستقبلية تحفزنا على الاستمرار. إذا كنت على دراية بالنتائج الإيجابية، فاعلم(ي) أنك لن تتوقف عن العمل حتى لو غاب الحافز. إستراتيجية اليوم لتحديد الأهداف (والتخطيط للحياة) ستساعدك على رسم خريطة لأهدافك. كلما خرجت عن المسار، ما عليك إِلَّا مراجعة خريطتك. ولرسم خريطتك، يجب إِتْبَاع الخطوات التالية:


أفضل طريقة لتحديد الأهداف وتحقيقها21670470147427156



1. الوجهة (To)

يجب أولاً تحديد الوجهات أو المجالات التي تريد العمل عليها في حياتك. وأعني بالوجهة، محطة الوصول. وهي ما سيضمن سعادتك كشخص. مثلاً، معضم الناس يريدون أن يكون أغنياء. لكن ما هو مبلغ المال الذي يجب أن أجمع لأقول أنني غني؟ ما يقصده الأفراد هنا هو تحقيق الحرية المالية. لذا اختر وجهتك بحكمة، وسأقول لك لماذا في أخر المقال.

أمثلة لوجهاتي: تحقيق الاستقرار المالي، الاستمتاع بالحياة، المرونة، تكوين قيمة اجتماعية، التأثير الإيجابي، الحفاظ على الصحة، الدخول إلى الجنة.


2. الهوية (Be)

ثانياً، بعد تحديد الوجهة، حدد هوية (أو هويات) الشخص الذي تريد أن تكون في المستقبل. هذه الهوية التي ستعمل عليها لمدة معينة، وهي الباخرة التي ستوصلك إلى وجهتك. مثلاً، هويتك أن تصبح شخص يتكلم اللغة الألمانية بطلاقة. لأنك تخطط للذهاب إلى ألمانيا ومتابعة دراستك فيها لتحقيق الاستقرار المالي. هنا ربطنا الهوية (متكلم باللغة الألمانية) بالوجهة (الاستقرار المالي). كل هوية يجب أن تؤدي إلى وجهة. لذا لا يجب تضيع الوقت في إنشاء هُوِيَّة لن تؤدي بك لبر الأمان.


3. الخطوات التطبيقية (Do)

ثالثاً، حدد الخطوات التطبيقية لتكوّن الهوية. وأعني بذلك العادات، المشاريع والمهام التي تكون غالباً محدودة بالوقت، المكان، والكيفية (اقرأ منشور الانستجرام "متى أين وكيف"). مثلاً، إن اخترت متحدث باللغة الألمانية كهوية، فعليك أن تبني عاداتك ومهامك حول هذه الهوية. يمكنك حفظ 5 كلمات بالألمانية في اليوم، أو الاستماع إلى كتاب صوتي في الأسبوع. يمكنك أيضاً بناء مشروع حول هذه الهوية. مثلاً، كتابة مقال باللغة الألمانية. أظنك فهمت قصدي.


4. الوسائل (Have)

رابعاً وأخيراً، حدد الوسائل التي تحتاجها لإنشاء الخطوات التطبيقية. إذا أردت كتابة مقال بالألمانية فأنت تحتاج إلى إنترنت وحاسوب. وأعني بالوسائل كل شيء مادي يسهّل علينا القيام بمهمة، عادة أو مشروع. لنأخذ كمثال هُوِيَّة "مسافر على التراب الوطني"، فالوسيلة الأساسية التي قد احتاجها هي وسيلة تنقل (سيارة، قطار، طائرة. . .إلخ). وبهذا أكون قد برهنت أن اقتناء السيارة لم ولن يكون أبداً هدفاً بل وسيلة لتكوين هوية.



لن تزيد الماديات من سعادتك إن اخترتها كهدف، بل ستزيد من سعادتك إن استعملتها بالشكل الصحيح، في الوقت الصحيح والمكان الصحيح

ما عليك فعله الأن هو عصف ذهني (Brainstorm). أكتب بالترتيب ما ذكرته في السابق. خذ وقتك في التخطيط واختيار الوجهات التي تتناسب مع مبادئك. يمكنك إستعمال ورقة وقلم أو إستعمال تطبيق Whimsical لإنشاء خريطة ذهنية. إذا كان الأمر صعباً في التخطيط، جرب أن تسأل أصدقائك عن أهدافهم وطموحاتهم لتستمد بعض الإلهام ولتبني خريطة متكاملة. قم كل عام بتحديث خريطتك لأنك ومع تجارب الحياة تصبح شخصاً ناضجاً وتكتشف نفسك أكثر فأكثر. بعد إتمام العصف الذهني، قم بإختيار 3 هويات كحد أقصى لتعمل عليها هذا العام. ابني كل عاداتك، مشاريعك ومهامك حولها لتتم الأهم ثم المهم.



ماذا تنتظر؟ ابدأ الآن في تصميم حياتك وشارك أصدقاءك وعائلتك هذا المنشور لكي نساهم جميعاً في التأثير الإيجابي :)



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا

إقرأ المزيد من تدوينات يوسف الحبيب

تدوينات ذات صلة