حدث معي ما كان لا يخطر على البال و فجاءة اصبحت الوقاية على كل لسان و في كل مكان و على كل قناة من قنوات التواصل المرئية و المسموعة
و كأن الاطباء مثل الاسطوانة المشروخة التي يتكلم عنها اجدادنا التي تعيد و تعيد و تعيد نفس الاغنية باستمرار نتيجة لتلفها و تكون مزعجة للسامع لانها تتكرر حتى يحفظها المستمع الضجر. هكذا يبدا الاطباء (و منهم انا) بتشغيل اسطواناتهم بالكلام المستمر عن اهمية نظام الحياة الصحي و الطعام الخالي من الدهون و اهمية ممارسة الرياضة, و لكي اكون صريحا في كثير من المرات ابدأ بالضجر من اعادتي لهذه المعلومات.
لكن اذا اردت ان توصل اي معلومة مهمة لاي شخص, يكون الطريق الاسهل و الانجع هو التجربة العملية و العلمية, فكثير من رواد التدريس و الالقاء يهتمون و ينصحون بالجزء العملي من المحاضرات او الدروس.
لكن كيف لي ان اشرح بطريقة عملية لكل مريض عن اهمية الوقاية و كيف لي ان اقيم لقاءات توعوية لجميع المرضى.
فقررت قبل اكثر من سنة ان اوسع قاعدة الشرح العملي و ايصال الافكار العلمية من خلال منشورات تعليمية طبية على مواقع التواصل الاجتماعي, لكن للاسف كانت ردود الفعل قليلة و المشاهدات شحيحة و الوضعية كسيفة, فقررت ان اعمل على انتاج فيديوات قصيرة توعوية اتكلم بها عن اهم المواضيع الطبية و كيفية الوقاية, كان هناك نوع من التفاعل, لكن كنت اطمح ان تصل هذه المعلومات للجميع, و كما يقال
مافي باليد حيلة
كان حلمي ان تصل المعلومة الى الكل , الصغير و الكبير و الاطفال و الكبار و ذكورا و اناث.
و كقول المثل مصائب قوم عند قوم فوائد, حدث معي ما كان لا يخطر على البال و فجاءة اصبحت الوقاية على كل لسان و في كل مكان و على كل قناة من قنوات التواصل المرئية و المسموعة و الفضل يعود للفيروس اللعين -كورونا-
حيث لا يخفى عن الجميع كيفية الوقاية من الفيروس و ما هو المفيد و ما هو المضر للصحة و ما هي الممارسات الجيدة و المضرة.
تحقق حلمي في التوعية لكن حلمي الجديد في الوقت الحالي ان ينتهي الفيروس ايضا.
تبقى عدكم العافية...
اقرأ ايضا : لماذا لا يهتم الرجال بصحتهم؟
د يوسف فوزي كيسو
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات