نهاية القصة وكيف تكون التضحية من أجل الابن وخصوصا انه مريض من ذوي الهمم
الفصل الرابع
كانت رقية زوجة عبد السلام تعتقد منذ مرضه وبقاؤه في فراشه دون كلام أو حركة مفهومة أنها أصبحت وحيدة في تلك الدنيا البائسة بعد أن تزوجا ابنتاها وأصبحت كل منهما مشغولة بحياتها مع زوجها وابنها فقد أصبحت رقية بين أربعة جدران تشاهد التلفاز وتنام وحدها دون أنيس أو جليس يؤنسها في وحدتها حتى أصبحت تحفظ الأفلام عن ظهر قلب فكان لا ملجأ لها إلا شقيق زوجها الذي كان يظن أن رقية مثل شقيقته كانت زهرة هي الأخرى تعتقد كذلك فكانت تحث رضا على الوقوف جانبها حيال المشاكل التي كانت تواجهها دون تردد فكان رضا يحب رقية ولكن عن بعد دون أن يدري أحد بتلك القصة ففي يوم من الأيام البائسة كانت رقية المسكينة وحدها في منزلها تحضر طعام لها وبالمصادفة دخل رضا المطبخ فشاهد من شرفته بعض الأدخنة الصاعدة من شرفة مطبخ رقية فذهب مسرعاً وطرق الباب فهرولت رقية فتحت فجدته رضا في حالة فزع يسألها:هل أنت بخير يا رقية؟ رقية: نعم لكن احترق الطعام مني رضا:لا عليك المهم أنك بخير رقية: نعم شكراً لك رضا:ما عليك من كل هذا يا رقية فأنا أحبك فلماذا لا نتزج؟ رقية: أجننت يا رضا ؟ وماذا عن زهرة؟ أنا أحبها لا يمكن أن أكون السبب في جرحها هذا الجرح الأليم رضا:وكيف ستعرف سنتزوج سراً زواجا عرفيا لا يعرفه أحد لفترة قصيرة رقية: لا أنا خائفة دعني أفكر رضا: لا تخافي أنا معك سأنتظرك صباح الغد لنذهب وننهي كل شيء في صباح اليوم التالي استيقظت رقية وارتدت أفخم الثياب بألوانها الذاهية وجدت رضا ينتظرها وذهبا معاً وتزوجا زواج عرفي وتنزها سويا في اماكن عديدة وعلى ضفاف النيل حيث التهما الترمس والذرة المشوية وكان يوما من أروع ما يكون وعادت رقية وهي في قمة الارتياح لتلك الزيجة وودعها رضا إلى منزلها دخل منزله ليجد زهرة في استقباله غاضبة :حمداً لله على سلامتك.أين كنت اليوم يا أستاذ؟ رضا:ما شأنك كنت في عملي كالمعتاد زهرة"مازالت غاضبة":هاتفني أحد عامليك قال لي أنك لم تذهب لعملك طيلة اليم فأين كنت إذن؟ رضا:سافرت بشكل مفاجئ لدمياط لمتابعة سير العمل هناك زهرة"تبكي": لقد شاهدتك أنت تخرج في الصباح مع رقية أين كنت أين ذهبت؟ رضا:كنت أنهي لها بعض الأوراق المتعلقة بشقيقي رحمة الله عليه تركته زهرة ودخلت لتخلد للنوم في غرفة بناتها رضا: لماذا لم تنامي معي؟ زهرة: أريد أن أنام هنا في غرفة بناتي كي أتذكرهن حيث أفتقدهن كثيراً وعندما دخل رضا غرفته واطمأن لنوم زهرة ودخولها في سبات عميق أمسك بهاتفه وهاتف رقية: أهلا حبيبتي كيف حالك؟ رقية: بخير ولكن قل لي ماذا عنك هل لاحظت زهرة شيء؟ رضا: اطمأني لا عليك لم تلحظ شيء اطمأني يا حبيبتي ونامي وفي يوم من أيام الجمعة كانت العائلة مجتمعة على مائدة الغذاء كانت رقية موجودة معهم فأمرها رضا بأن تجلس بجانبه فاندهش هشام وسأله:أليس هذا مكان والدتي؟ رضا: والدتك ستجلس بجانبك انت فهي افتقدتك كثيرا ولاحظ هشام بعض التصرفات من والده تجاه رقية زوجة عمه فأخذ والده على انفراد بعد أن انتهوا من تناول الطعام سأله:ما الذي يحدث يا أبي؟ رضا"منفعل": ماذا يا ولد؟ هشام: ما بينك وبين زوجة عمي؟ رضا: لاشيء يا ولدي هشام: بل هناك شيء ما لابد أن تخبرني بالحقيقة كلها الآن رضا: لقد تزوجتها يا هشام هشام" مندهش":كيف هذا ومتى حدث يا والدي؟ رضا:منذ سنتين زواجا عرفيا يشهد الله عليه حتى أنقذها من الوحدة الوحدة تقتل صاحبها يا هشام أنا أردت ألا تقتل قبل أوانها وأخذ هشام زوجته وولده الصغير وانصرف دون أن ينطق بكلمة احدة وعاهد والده ألا يراه طيلة حياته وبعد خمسة أعوام أصبح هشام هو المعد و المقدم الوحيد للبرنامج الذي يقدمه على قناة الساعة فيقوم بالحديث في بعض الشؤون السياسية والتي كانت الشغل الشاغل لمعظم مقدمي تلك النوعية من البرامج في ليلة من الليالي كان هشام يقدم الحلقة كالمعتاد وكانت زوجته في منزلها تتابع البرنامج مع صغيرها في الفراش وفجأة رن هاتف محمولها اندهشت من الرقم فكان صوت مجهول خشن فردت: ألو من معي؟ الصوت الخشن: انتي زوجة هشام أليس كذلك؟ علياء في خوف وقلق: نعم من أنت؟ المجهل:ليس مهم الآن لكن أخبري زوجك أن يوقف تلك الفقرة في برنامجه والكلام عنا وإلا سيندم ندم كبير ويغلق الهاتف تنتهي الحلقة في تمام الحادية عشر مساءا ويعود هشام في الثانية عشر فيجد علياء منكمشة هي الصغير في الفراش دون حركة أو كلام فيجلس بحانبها :مابك حبيبتي؟ علياء "تبكي" :رن جرس هاتفي المحمول وكان من يتكلم صوت خشن مجهول لم أعرفه قال لي أبلغك تتراجع عما تقوله في حلقات البرنامج إلا ستندم ندم كبير هشام: من هذا ماذا يقصد؟ علياء: ربما يقصد ابننا أنا خائفة يا هشام ...أنا اعتقد أنه يقصد الفقرات التي تتحدث فيها عن جماعة الاخوان الإرهابية تعتقد ماذا سيفعلوا هل سيخطفوا ابننا؟ هشام: لا أعرف و لا أستطع التفكير الآن أحتاج للنوم الآن وغداً سيدبرها الله من عنده نامي ولا تقلقي وفي الثالثة فجراً رن جرس هاتف هشام برسالة عبر "الوتساب" من رقم غريب لم يعرفه هشام من قبل تقول" إذ لم تتوقف عن الكلام عنا فسيحدث ما لا يحمد عقباه" فقام هشام وقرأها دون أن يهتم وأغلق الهاتف واستمر في النوم دون أن يبالي واستيقظت زوجته"ماذا هناك؟ هشام: لا عليك نامي مرت عشرة أيام وهشام لا يزال مصراً على تقديم فقرته المعتادة دون أن يبالي في يوم من الأيام انتهى من حلقته وفي طريقه للمنزل هاتفه نفس الرقم بنفس الصوت الخشن:"هذا ه الانظار الأخير لك يا أخي وإلا لا تلومنا فيما سيحدث لاحقاً" يغلق الهاتف لم يبالي هشام رغم كل التهديدات التي تلقاها هو وزوجته فقام هشام بتغيير جميع أرقام الهواتف المحمولة له ولها أخذهما إلى منزل العائلة في الزمالك"أسف يا والدي لولا الظروف التي أنا فيها تلك الأيام ما جئت هنا مرة ثانية لكن ليس لي ملجأ لكي أختبئ أنا وعائلتي الصغيرة إلا هنا" والده: ماذا هناك يا بني؟ هشام: مشكلة كبيرة سأخبرك بها لاحقاً والده:بخصوص؟ هشام: في عملي يا والدي لاتقلق ولكن أحمي ابني وزوجتي والده:لا تقلق انتم هنا في أمان استمر هشام في عمله دون مبالاه لأي تهديدات ومر أسبوعين من يوم المكالمة المشؤومة وكان في بداية فصل شتاء 2012 وكانت السماء مليدة بالغيوم والسحب كثيرة ومتساقطة الأمطار تسقط بغذارة دون رحمة وفي الطريق بينما كان هشام في طريقه لمنزل الزمالك بعد انتهاء عمله وجد اتصال هاتفي من زوجته رد هشام و هو يقود السيارة وجدها تصرخ: هشام لقد خطف آسرلن أجده في فراشه ولا في المنزل بأكمله هشام"مندهش":كيف ولماذا وأين كنت ؟ فجأة هطلت الأمطار الثلوج بكثافة شديدة اشتد البرق والرعد وانعدمت الرؤية فلم ير هشام ما أمامه وكانت سيارة نقل كبيرة قد صدمته فتهشم وتهشمت السيارة وتسبب الحادث في جروح متفرقة في أنحاء جسده ولم يفق إلا وجد نفسه في غرفة الرعاية الفائقة في المشفى الكبير بمنطقة السادس من أكتوبر حوله جموع الممرضات لم ينطق إلا باسم ولده "آسر" فأخذت احدى الممرضات الهاتف وجدت رقم زوجته علياء فهاتفتها :مساء الخير مدام علياء؟ علياء"مندهشة":مساء النور من معي الممرضة: لا تقلقي أنا من المشفى الكبير بمنطقة السادس من أكتوبر علياء: ماذا هناك انطقي؟ الممرضة: آسفة لقد اصطدم زوجك بسيارة نقل كبيرة في منطقة السادس من اكتوبر وملأت جهه بالكثير من الجروح والكدمات في كل جسده وهو الآن في غرفة الرعاية فأسرعت علياء مع والدها للمشفى الكبير لترى هشام جلست بجانبه متناسيين آسر حتى خرج بعد خمسة أيام وهو يسأل"أين ولدي" علياء: مازال مفقود ولم نعثر عليه هشام: وكيف حتى الآن؟ سأبحث عنه علياء: وأنت مريض هكذا؟ هشام: نعم هذا ولدي وله ظروفه الخاصة خرج هشام وهو مازال يعاني من بعض الألام في جسده نتيجة الجرح في صباح اليوم التالي ذهب هو وزجته تصحبه لقسم شرطة الزمالك فقابل الظابط الموجد في القسم :صباح الخير الظابط أيمن:صباح النور تفضل تتدخل علياء: جئنا لهنا لكي نتقدم ببلاغ عن خطف ولدنا الصغير هو يبلغ من العمر ثلاث سنوات وها هي صورته"تعطيه الصورة" أيمن: أين كنتما كل هذا الوقت؟ علياء: كما ترى فزوجي كان في المشفى نتيجة تعرضه لحادث تصادم كبير وأنا سيدة ضعيفة لا حول لي ولا قوة لم اعرف وقتها ما كان علي أن أفعل أيمن: أين كنت وقت الاختطاف؟ علياء: تركته مع الدتي لابتاع بعض الأشياء من السوق أيمن: وأين كانت والدتك وقتها؟ علياء: الطفل كان نائماً فذهبت والدتي للمطبخ لإعداد الشاي تدخل هشام: قبيل الحادث بحوالي الساعة هاتفني على محمولي الخاص صوت خشن لشخص مجهول "توقف عما تتداوله بشأننا في برنامجك وإلا ستندم على ولدك"أغلق دون أن أعرف من هو أو من أين يتحدث أيمن: والرقم؟ هشام: رقم خاص أيمن: عما كنت تتحدث في برنامجك؟ هشام: كنت أتحدث في أمور خاصة بجماعة الاخوان الارهابية أيمن: يا صاحبي ما شأنك أنت بالسياسة نحدث في امور أخرى في الرياضة أو في الفن هشام: يا صاحبي من يصمت عن الحق فهو شيطان أخرس وأنا لا أحب أن أكون من الشياطين الخرس أيمن: وضحت كالشمس فهم من خطفوا ولدك ولكن سأساعدك في استرداده هشام"مندهش" كيف؟ أيمن:اتبع تعليماتي جيدا وهي أولا: معك الآن جهاز تتبع لكي نستطيع أن نتابع كل خطواتهم فعليك أن تجاريهم وتنفذ كل طلباتهم من أجل لدك ثانيا: لا تبلغهم أنك أبلغت الشرطة إلا قتلوه ستفسد خطتنا في ضبطهم ثالثا: تتصرف بشكل عادي دون أن يلاحظ أحد أي تغيير عليك والآن تعد لحياتكما الطبيعية وكأن شيء لم يكن لا تنسى تفعيل خاصية تسجيل المكالمات لكي يكون معنا دليل قوي انصرف هشام مع زوجته حيث ذهب لمنزله كي يسترح بعد أسبوع عاد هشام لعمله مرة أخرى ولم ينسى تعليمات الظابط أيمن وقد فعل خدمة تسجيل المكالمات هو على الطريق لعمله رن جرس الهاتف :ألو من معي؟ المجهول: ليس مهم لكن إذا أردت استرداد ولدك مرة أخرى لابد أن تدفع مبلغ وقدره نصف مليون جنيه ونصيحة مني لك ألا تبلغ الشرطة لأن ولدك هو من سيدفع الثمن هشام: أين ولدي؟ المجهول: عندما تجهز المبلغ سأرسل لك العنوان سنتقابل وأغلق الهاتف بعدها بثوان معدودة أرسل هشام التسجيل لأيمن عن طريق الاتساب فهاتفع أيمن :كيف حالك يا هشام؟ لا تقلق لكن أرجو تنفيذ ما طلبوه منك بدقة وخذ حذرك أن يلاحظوا عليك شيء ولابد أن ترسل لي العنوان الذي سيرسله لك هشام: حاضر لا تقلق ومارس هشام يومه بشكل عادي وعاد في المساء لمنزل العائلة في الزمالك ورى لعلياء ووالدتها كل شيء هدأ من روعهم بعد ما كانوا يبكوا طوال النهار على ضياع آسر وهو في تلك الظروف واستطاعت علياء لأول مرة منذ أن فقدت طفلها النوم ولو لساعات معدودة بعد أن طمأنها زوجها في فجر اليوم التالي جاءت رسالة واتساب عبر هاتف هشام الخاص من نفس الرقم به هذا العنوان"البصراوي-خلف مصنع الكراسي-امبابة ولا تنسى المبلغ المتفق عليه لا تنسى إذا أبلغت الشرطة ستقرأ الفاتحة على روح ولدك"على الفور أرسل هشام الرسالة كلها للظابط أيمن اليوم التالي- الرابعة فجراً استيقظ هشام من نومه معه علياء التي قلقت بطبيعة الحال تتوسل إليه:خذني معك اشتاق لرؤية لدي هشام: كيف هل نحن ذاهبين للملاهي اجلسي هنا واطمأني خرج من المنزل متوجه للعنوان المرسل إليه من خلفه الظابط أيمن ومعه فريق من العساكر ورفقاؤه من الظباط وصل هشام في الموعد المحدد والتقى أمير الجماعة:أهلا يا هشام أنا الأمير أنا من كان يخاطبك في الهاتف هل معك المال المتفق عليه؟ هشام: أرى ولدي أولاً الأمير: خذوه للداخل ليرى أسر دخل ليرى ابنه ليحتضنه ليرى البندقية في رأسه الأمير: المبلغ...أعطني المبلغ أولا وعندما سلم هشام الحقيبة للأمير داهمت الشرطة المكان وبدأت طلقات النار والاشتباكات والضرب والركل وصرخ أيمن: هيا يا هشام اهرب بالولد هشام: وأنت يا أيمن؟ أيمن: هيا لا وقت للكلام وها هي الحقيبة اهرب وفي وسط الحديث نال أيمن رصاصة في ساقه أفقدته القدرة على الامساك بالأمير الذي حاول الهروب فاحتفظ أيمن بالولد الصغير وأوفد هشام بمسدسه ليقبض على أمير الجماعة الذي قام بضربه و ركله عدة ركلات في وجهه المجروح من الحادث ولكن استطاع أن يقاوم الجروح ويضرب مع أفراد الشرطة كل أفراد الجماعة حتى قامت أفراد الشرطة بالقبض على أفراد الجماعة وعاد آسر لأحضان والده ووالدته وعادا به لمنزل الزمالك تمت
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات