عن أدورانا المختلفة في الحياة ، عن ماذا سوف يحدث بيننا عند اللقاء الأخير على القنطرة
لما الإمام أحمد بن حنبل كان مسجوناً في محنة "خلق القرآن" دخل عليه السجان وسأله عن الأحاديث التي وردت في حق أعوان الظلمة ، فقال له: الأحاديث صحيحة.
فسأله السجان: هل أنا من أعوان الظلمة؟ ، فقال له: لا أنت لست من أعوان الظلمة.
إنما أعوان الظلمة من يخيط لك ثوبك ، من يطهو لك طعامك ، من يساعدك في كذا وكذا، أما أنت فمن الظلمة أنفسهم!
علشان كده عندي قناعة راسخة بأن ربنا سبحانه وتعالي مش بس هيحاسب الظالم اللي نفذ ، لا كمان هيحاسب اللي زرع وكبر الفكرة في عقل الظالم وقاله الله حلوة أوي الفكرة دي يا فندم حضرتك ممكن تنفذها عشان تكسب أكتر أو عشان هو يستفيد من وراها ، هيحاسب اللي دعم وساند الظالم سواء (بالقول أو الفعل) هيحاسب اللي وقف يتفرج وهو صامت ومبسوط واللى وقف يتفرج وسقف وقال برافو.
هيحاسب اللي ضحك ضحكة صفراء في وش المظلوم وقاله استهدي بالله يابني كده و أسكت وأستحمل.
هيحاسب المُدلس اللي لما المظلوم جه يشتكي له ويقوله انه تعب من الظلم اللي بيحصله يحاول يقنعه بأن الظلم اللي حصله أو بيحصله ده مش ظلم ، وأن الظالم مش بيعمل كده عشان هو ظالم (لاسمح الله) لا بيعمل كده عشان هو عارف مصلحته أكتر منه (شوف الوســ ... يا اخي).
خد بالك وإياك تكون من الأنواع دي يا صديقي لأنك ساعتها مش بس بتأذي روح ومشاعر الإنسان المظلوم ده و بتخليه إنسان فاقد الثقة في نفسه وشاكك في قدرته على التقدير الصحيح للأمور ، لا ده أنت كمان بتشككه في إن كل الكلام اللى اتقال عن قيم الحق والخير والعدل مش موجودين في الدنيا أصلا وده مش حقيقي.
صديقي العزيز احب اقولك ان كلنا هنتقابل في يوم من الأيام ، هيجمعنا مكان أسمه "القنطرة" وده جسر بين الجنة والنار بيتقابل عليه الظالم والمظلوم لوحدهم علشان يقتص المظلوم من الظالم ، فعشان كده ولحد ما نتقابل كلنا في اليوم ده سواء كنا ظالمين أو مظلومين ياريت نفضل فاكرين إن على الباغي تدور الدوائر وعند الله تجتمع الخصوم.
التعليقات