هل دفعك فضولك للسؤال بكثرة عن حقيقة الأسئلة والآجوبة الخاصة بك؟
كان يوماً شتوياً ماطر اً هادئاً في عز سكون الليل كان حينها يعم الهدوء والسكينة في الأرجاء وقفت حائراً متأملاً بالسماء ثم وجدت نفسي مستمعاً لبودكاست كان بعنوان يثير فضولي دائماً
( مالذي غير حياتك؟ )
أستيقظني السؤال حينها وخرج من منطقة في داخلي كان قد دفن فيها ، لطالما كُنت شخصاً فضوليًا أُحب التساؤل عن كل شيْء
وعن هدفي الأساسي في الحياة ومهمتي التي جئتُ من أجلها بعد عبادة الله حق عبادته .
كل شيئ كان يبدأ ُ بالسؤال ويأخذني السؤال إلى عوالم أخرى من البحث والتفكير عن إجابات في داخلي والسؤال الذي أيقظني وكان يلاحقني كان على شكل
لو كنتَ من الخمسين من عمرك ماذا سيكون جوابك على هذا السؤال ؟
تخيل أن حياتك روتينية رتيبة متشابهة لاشغف فيها كل يوم لك هو كسابقه ؟ تستيقظ دون حب كارهاً بدء يومك كيف ستكون حياتك عندها؟ هل ستكون سعيدا ؟
رغم إيماني الشديد أن كل مانملكه في حياتنا هو *الأن* واللحظة الحالية فقط ولكن كنت مؤمناً بقوة السؤال ومايتركه من أثر وتغيير في حياتنا .
فاالتساؤل والتفكير وجهان لعملة وحدة فنحن لانتسائل دون أن نفكر وغالباً لانفكر دون أن نتسائل !
آاهل هذا كل شيء تستطيع فعله ؟
خلال رحلتي نحو البحث عن الطريق الذي يناسبني كان هناك الكثير من التساؤلات التي لم أجد إجابات لها حتى الأن ، لما أرى من صعوبتها وهي الأسئلة الكبرى في حياتنا مثل سؤال من أنا ؟ ولماذا أنا هنا ؟ وماهو الإرث الذي أريد أن أتركه خلفي ؟
ومالقيمة التي أريد أن أضيفها للعالم ؟ وماذا لو إستطعت أن أفتح المشروع الذي أحلم به؟
أو سؤال مثل : ماذا بعد ؟
وهذا السؤال الذي رافق صاحب إمبراطورية أبل (ستيف جوبز)
وكان دافعاً له ليأخذ القرارات المصيرية في حياته
سؤالاً مثل ماذا بعد ؟
يفتح لك حدود أعلى من قدراتك إن واجهت مخاوفك وأنطلقت نحو المجهول
وهو من قال إذا فعلت شيئا وكان رائعاً عليك بالاستمرار بالتساؤل
ماذا بعد ؟
كثيرا منا يضع حدود للقدرات التي لديه ويدفن عملاته الذهبية في داخله
ولو رأينا معظم الناجحين ومن حققو شيئاً يذكر كانو منذهلين مما إستطاعو تحقيقه !
(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى *)
أنت في الكون لستَ مطالباً بالنتيجة ، أنت مطالبًا بالسعي فقط وبالظن الحسن (أن الله يرزق من يشاء بغير حساب )
إعلم أن "الطريق ليس سهلا "
ولو كان سهلا لكان الجميع نجحَ وفعلها .
كثرة أسئلتكْ وعظمتها وعمقها وخروجك فيها عن المعتاد يحددّ في النهاية
"من أنت " وما نحنُ إلا بعض أفكار ومشاعر تتحول إلى أفعال.
قد تستغرق أجوبتك رحلة حياتك كاملة فاأنت تسئل لتكون أنتْ ورحلة البحث عن الإجابات الخاصة بك هي الحياة الحقة لتعيش العمقْ وليسَ السطح .
فكما قال جبران خليل جبران:
(لاتقبل بالنصف عش حياة كاملة )
إسئل نفسك مالذي غير حياتك ؟
مالسؤال الذي حرك فيك ساكناً ؟
ماذا لو فعلاً حققتُ ماأريده ؟
ماذا لو ؟ ماذا لو ؟ .....
السؤال حقّ للجميع وهو فطرة إنسانية في داخلنا ، فلما نخافَ السؤال ؟
ونبحثُ عن الإجابات المعلبة الجاهزة من قبلِ المجتمع؟
تسائل وأبحث عن الإجابات الخاصة بك أنت وحدك فقط ، لأن لا أحد يشبهك،
تحرك فوراً بعد فهمك لاجاباتك وانطلق حينها
وتذكر قول الله سبحانه:
(إن الله لايضيع أجر من أحسن عملا)
آنت مطالبا بالسعي وليس بالنتيجة، سعيكُ يبدأ من الداخل من عقلك ومايبدأ بالداخل يخرج إلى العالم بمقدار سعيك ويرزقك الله بعير حساب.
لاتكن متلقياً مركزا ًعلى
من ؟ ومتى ؟ فقط
الأسئلة الأكثر جدوى هي
لماذا؟ وكيف ؟ وماذا لو ؟
وهي بداية عوالم مفتوحة حرة ومساحات لاتنتهي من الأسئلة المتتالية .
وإن أحسنت صياغة السؤال ووجدت إجابات غير معلبة من قبل المجتمع تشبهكْ ، حينها تستطيع الإبداع وإخراج عملاتك الذهبية الموجودة في داخلك .
أرجوك لاتدعّ الجميع يجيب عنك ، تفرُدكَ يبدأ بسؤال
ليكن لك سؤال وإجابة تشبهك أنت وحدك فقط.
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا
خذ فعلاً :
أُكتب ماأتى على بالك من أسئلة أو سؤالا قد دفن داخلك لم تجد اجابتك الخاصة بعد!
تذكر : لاتبحث عن الطريق السهل ولا الإجابة الجاهزة بل اُرسم إجابة خاصة بك وحدك.
إبدأ الأن .
كل التوفيق لك في طريقكَ ياصديقي.✨
مُحبك/ طلال الزيني.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات