ارجوك لا تكون كالأمس، كل يوم يمر لا تضيف لنفسك فيه معلومة او تتقدم خطوة للأمام فاعلم أنك تهبط.
قبل الحديث عن تحقيق الاهداف ووضع الخطط، علينا اولا ان نقف وقفة مع الذات نقوم من خلالها بعملية جرد المدخلات والمخرجات في العام الماضي، لنتعرف على نقاط القوة والتحسين لدينا، كي نكون في العام المقبل وفي كل وقت أكثر نجاحا واستمتاعا وايجابية وأكثر قدرة على التعامل مع المواقف.
ان كل انسان يحوي جانبين فيه الجانب المادي والجانب المعنوي، الجانب المادي؛ هو جانب شكلي ظاهر اما الجانب الاهم هو ذلك الجانب الخفي والذي يتعلق بعقلنا وطريقة تفكيرنا، وهو مصدر سعادتنا (ان أردنا ذلك) وهو الجانب الذي لم نتعود عليه في بعض الاحيان.
كثير منا يظهر السعادة امام الناس ويتعلم كيف يظهرها، ولكن بداخله ضيق وحزن لانه لم ينجح باكتشاف ذاته. وان استطعنا في بداية هذا العام ان نقف وقفة صادقة مع انفسنا سنكون اكثر سعادة. ومهما كان الظلام محيط من الخارج سأكون انا المصباح المضيء، لأني على الاقل اكتشفت ذاتي. المطلوب منك ان تنير الجزء الخاص بك فقط من هذا الكون اما الباحثين الحقيقيون فيستتبعون أثر ذلك النور.
يجب عليك مراجعة وتقييم ما فعلته في السنة الماضية وما هي الاخطاء التي ارتكبتها دون اسقاط الاخطاء على الغير، وتقول لنفسك: انا السبب بكل ما انا فيه الان، وعندها ستبدأ الافكار والالهامات بالتدفق في حياتك لتساعدك للوصول للهدف.
الحلم، الطموح، الهدف؟ ما هو الفرق بينهم.
يجب علينا معرفة الفرق بين هذه الثلاث كلمات حتى تكون المصطلحات في مكانها الصحيح:
- الحلم: تصنعه كما تشاء بدون موانع وجواحز، ومن الممكن ان نحققه.
- الطموح: هو مرحلة اعلى من مستواك تسعى دائما لتحقيقها. ومن الممكن تحقيقه.
- الهدف: هو الحد الأدنى من الانجاز المطلوب تحقيقه، وهو طريقك نحو الطموح من خلال تحقيق الهدف تلو الهدف.
بعد الوقفة مع الذات الذات واكتشاف نقاط القوة ونقاط التحسن تاتي مرحلة التقويم والتعديل (من اجل رفع مستوى نقاط القوة وزيادتها وتخفيض نقاط الضعف).
البعض يخافون من هذه المرحلة؟
لان مستوى الثقة بذاته وايمانه بقدراته غير مرتفع بالتالي سيشعر بالألم، لأنه مؤمن بانه سيعجز عن التحسين والتطوير. وانا أقول ان الجميع يمتلك الامكانيات والقدرات والمهارات التي تساعدنا على تحقيق وجودنا في هذا العالم. وهنا، يتوجب عدم الخوف من الفشل لأن الفشل يكون بالتجربة والمحاولة وليس الشخص. البعض يقول ان الكلام سهل وليس مثل التطبيق والعمل، أقول لهؤلاء الاشخاص صحيح ان الكلام سهل ولكن كم مرة فشلنا ونحنا نتعلم ان نتكلم؟ وكم مرة خرجت الجمل بشكل عشوائي بدون ترتيب حتى استطعنا ان نتحدث بطلاقة؟
بعد عملية التقييم والتقويم تاتي الخطوة الثالثة وهي عملية وضع رسالة، رسالة نحن نعيش من اجله وهي تمثل الحلم بمعنى اخر، ومن ثم وضع الاهداف المناسبة لتحقيق هذه الرسالة، وهي خطوة نقوم بها بالحاضر لتحقيق هدف في المستقبل ومن ثم وضع ورسم خطة لتحقيق هذه الاهداف. ولن ننسى ان نكون ايجابيين وان ننظر للأمور بإيجابية عند وضع الأهداف، وقد نرمي كل كنا نتحدث عنه الان بعرض الحائط ان لم تتوفر الارادة والايمان بذات.
قد يواجه الانسان اثناء مسيرته للهدف بعض التحديات وهنالك دائما حكمة من وجودها لأنها تبقيك متيقظ وبأنك على الطريق الصحيح، مثل لعبة المتاهة التي كنت تلعبها عند طفولتك، حيث عندما كنت تعرف ان اخر الطريق مسدود لم تكن تخوض التجربة. على عكس ذلك، عندما كنت متأكد بأن الطريق غير مسدود ستلاحظ أنك كنت تنظر يمينا وشمالا باحثاً عن طريق جديد وانت مؤمن بوجود الحل ولم تبقى مكتوف الايدي في المواجهة انما هنالك اصرار.
ارجوك لا تكون كالأمس. كل يوم يمر لا تضيف لنفسك فيه معلومة او تتقدم خطوة للأمام، اعلم أنك تهبط بالتالي لن تكون هذه السنة سعيدة. لو كل شهر تعودت على فعل عادة جديدة ستتخلص من 12 عادة سلبية بالمقابل، فل نتوقف عن التغني بالامثلة والحكم ولنبدأ بتطبيقها من خلال العمل. السعادة نية والنية تغذي الروح والفعل يرفع من النية.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
مقال رااااائع