الصراع ما بين دماغ الانسان وعدوّه اللدود، يكلّل بالضعف والرجاء، أم بالنصر ؟!!
يبدو أنّ الفراق طال، وأنك قد اشتقت وتُقت، فعُدت تطرق أبواب هذا الدماغ بِعنف، ها أنتَ تعود إلى نزلك المعتاد بعد غيابٍ ليس من مدة بعيدة..
على الرغم من ذلك، افتقدتك، افتقدت بكائي بسببك، افتقدت أقراص المسكن التي كانت تلازمني طوال فترة مكوثك، وكذلك وقع ضرباتك داخل هذا الرأس المحشوّ بأوجاعك..
حضوركَ يؤلمني بِشدة، يعتريني شعورٌ مقيتٌ بِقربك، وها أنتَ توجعني وتعصف برأسي بِكل ما أوتيتَ من قوة، تفقدني شهيتي لِلكلام، والطعام، وكل ما أجيده حينها وأرغب به بِشدة هو البكاء، ثم البكاء، البكاء فقط..
إنّك تثير الكثير من الفوضى داخل هذا الجسد الهش المُهشم، تطلق سرب كلابك لتنهشه دون رحمة، ويكأنك تعلم كم من خير وفير ينتظرها هنا، فتأتي بها جائعة يسيل لعابها جوعًا وانتظارًا، وها أنا أواجه فوضاك وحدي، وليس من العدل أن تكدسها دفعة واحدة، حاربني بِشرف!!
روح مُتعبة، شوق لِبعيد، فقدان صديق، وحزن آخَر، نفس تتوق لِلصلاح، عيون تفقد الرؤية، ولسان يعجز عن النطق، نومٌ قليل كثير، وعافية معدُومة..
كم مرة رجوتك أن تغادر، لأنني أكاد أفقد عقلي من فرط ألمك، بينما أنت تلهو داخل رأسي غير مكترث لأمري، يمنعك كبرياؤك وجبروتك أن تجيب رجائي.. كم مرة رجوتك وأنا كلي تردد، خوفا من رد فعلك الذي دوما ما تعاقبني به بعد كل رجاء، كما عهدت منك..
كم مرة رجوتك، ورجوتك، ورجوتك، ولمعت مقلتاي لِدمع وقعِ آلامك، ثم طردت دمعها وكأن شيئا لم يكن!!
كل شيء كان، بيد أنني اعتدت، ومع حضورك الثقيل تأقلمت..
صدقني، لو فعلت بي ما فعلت، لو كسرت ضرباتك جمجمتي، سأجتازك كما اجتزت كل الأوجاع من قبلك..
تَفرض الأيام على كِليْنا هذه الصداقة الروتينية المشمئزة، فما رأيك أن نتصافح متفقين أن يكون حفلك اليوم هادئا؟ فقد أصبحت طبولك العالية مملة.
اقتنع، ودعنا الليلة نحتفل بهدوء، دعني الليلة أغرق في بحار من الغفو والنوم.
الليلة هذه فقط!! أرجوك..
الليلة فقط .!!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
👏
جميل سجا
مبدعة في وصفك للصداع