لماذا لا نعلم؟

قصص لأمهات عانت مع أطفالها المتأخرين لغويا ونطقيا، لأمهات يسألن سؤال لماذا لم يخبرونا؟

لماذا لا نعلم؟

لماذا لم يخبرونا؟

بلشت أحس أكثر بمعاناتي مع بنتي بس صارت بالصف الثاني، مع إنه بعرف إنها مش زي الأطفال من لما كان عمرها سنتين انتبهت إنها متأخرة بالحكي.

بس للأسف حالي حال كل الأمهات إلي ما بعملوا تدخل مبكر وبصيروا يسمعوا لكلام الناس (عادي آخرتها تحكي، اتركيها ابن أخوي تأخر لحكى وهيو لسانه ما بفوت في تمه) .... (عادي فلانة هيها صبية ومتجوزة وعندها أولاد وما شاء الله عليها ما بتسكت).

بس لو تعرفوا هالطفل و أمه شو عانوا وتعبوا، لو تعرفوا الطفل نفسه شو إحساسه وشعوره بس يشوف حاله مش قادر ولا عارف شو يجمع كلمات، وقتها كنتوا مارح تحكوا ولا كلمة ولا تنصحوا بنصائح ماالها داعي،

طبعا مش كلهم بتجاوزوا المرحلة، مرحلة التأخير ، وللأسف بنتي منهم،جزء كبير من الأطفال معاناتهم بتستمر معهم لسنوات.

رح أحكيلكم شو شعرت وبنتي شو كان شعورها وإحساسها، بكن للأسف إحنا بمجتمع بحب يخدرنا ويتوهنا، مش لأنه متعمد... لأنه مش واعي ولا عارف شو ممكن كلمته تعمل، بكلمة إما بترفع أو بتنزل معنويات الناس.. إما بتبني أو بتهد جيل.. للأسف إحنا هيك..

رجائي الحار لا تفتي من عندك ولا تحكي من عندك، لأنك مش مختص ولا مختصة ولا بتعرفي بالمجال ولا إنت مكاني، وظروفي وظروفك مختلفة، بنتي غير عن بنتك.. لااا تعطوا نصائح مش بمكانها لو سمحتوا.

ليليان تأخرت لحكت صارت سنتين ولسة ما بتحكي وما بترد علي لما أحكيها أعطيني.. كانوا يحكولي بنتك عنيدة، وأنا ماشي مع الركب.. آه عنيدة.ما كان خاطرلي إنها مش فاهمة علي، ما كان خاطرلي إنها بتفهم كلمة كلمة صعب تفهم جملة.. ما كنت بعرف إني لازم أفهمها شو بحكي..ماكنت بعرف إني لازم أسألها شو فهمت أو مافهمت..ماكنت أعرف إني لازم أعيد وأكرر كتير حتى يتخزن عندها الكلام.مرت السنين وأنا بمكاني ما عملت أي اشي، كنت ضايعة ومشتتة من الناس ونصائحهم.. إلي للأسف ضرتنا ما فادتنا..

صارت بنتي أربع سنوات ولسة كلامها مش زي إلي بعمرها.. كنت أحكي معها وكل يوم أشتغل معها.. بس بعشوائية لإني مش عارفة شو مالها.. أحسها ذكية بأشياء كثيرة بس أحيانا أحس في إشي غلط.. ليليان دخلت صف أول طبعا كان ضايل عندها شوية أحرف.بلشت شكاوي المعلمات.. مش سهل ترد علينا.. أحيانا بتفهم شو المطلوب منها وأحيانا لأ، بالرياضيات شاطرة، بس بالعربي مش دايما بتفهم علينا، الحرف ما بتقدر تربط صوته بشكله.. ما بتحفظ بسهولة.. ما بترد عالأوامر..صرت أتعاون مع معلماتها لحتى طلعت من صف أول تعرف كل الأحرف وتعرف تتهجى بس ببطء..

بصف تاني كانت أمورها ماشية بصعوبة.. عملت تقييم لصعوبات التعلم وما كان عندها صعوبات هيك حكولي بس أنا مش مقتنعة وفي اشي غلط شو هو؟

كنت متمنية أعرف الطريق الصح لأنها بتكبر وبزعل عليها لأنهل فاهمة وشايفة ردود الناس، وصارت تتدايق وتحكي ما بدي أداوم ما بفهم عليهم.. صارت تروح تبكي لأنها ما فهمت عالمعلمة، مع أنها تكون دارسة ومحضرلها دروسها.. صارت معاناتها أكبر لأنها كبرت ووعيت انه في ناس شاطرين وبتحفظ بسرعة وناس لأ..صارت ما تحب تروح عند حد معنا لأنه أولادهم ما بحبوا يلعبوا معها.. ومواقف كتيييرة كنت أموت مليون مرة منها ولا أسمعها بتشكي وبتبكي..

بس الحمد لله على كل حال..بآخر الصف الثاني شفت بوست بحكي عن الأطفال إلي بتأخروا بالحكي ممكن يعانوا من مشكلة في المهارات السمعية.. يعني بكونوا يسمعوا لكن ما بفهموا إلي بنحكالهم مباشرة لأنه بده وقت ليصير معالجة سمعية.. للأسف كان مذكور في انه الأطفال إلي بعانوا من قدرتهم الضعيفة في تتبع الأوامر وصعوبة حفظ الأشياء إلي بسمعوها وتركيزهم ضعيف وعندهم صعوبة في ربط صوت الحرف وشكله مع إنه بكونوا شاطرين في بعض الجوانب.. همي أطفال عندهم مشكلة بمعالجة المعلومات السمعية.. كيف يعني؟ يعني إنه الكلام إلي بنحكى بدها تسمعه بعدين تفهمه بعدين تخزنه في ذاكرتها بعدين تستخدمه..

انصدمت لإنه في مشكلة زي مشكلة بنتي لكن ما كنت عارفة وين أتوجه؟ بس بعد ما كبرت.. ياااه كم عانت وعانيت معها سبع سنوات وأنا مش عارفة شو مالها؟بلشت أدور على أخصائية نطق وفعلا قيمنا ليليان وتبين إنها بتعاني من اضطراب معالجة المعلومات السمعية..بدأنا مشوارنا هالمرة غير.. جد غير براحة ومحبة ونفسية بالعالي.. استمرينا بالجلسات لأكثر من تسعة أشهر.. الحمد لله وصلنا لمرحلة بنتي تحفظ آيات القرآن القصيرة..ما بحكي إنها تعالجت تماما.. لأ.. لإنه أنا بلشت معها متأخرة فطبيعي بضل عندها مشكلة لو بقايا بس أنا قبلان.. المهم صارت بمستوى متوسط أكاديميا.. طبعا كرست كل إشي لأرفع من مستواها وأرفع من ثقتها بنفسها.. ليليان هلأ بصف رابع والحمد لله على تيسير أموري.. خبروا الأمهات إلي عندهم نفس شكواي..احكولهم عرفنا شو مشكلة طفلك أو طفلتك..