هناك نقطة فارقة بين من يتوقف في منتصف الطريق ومن يصل لنتائج عظيمة، ذلك أن من توقف كانت ينتظر بشدة نتائجه، بينما الآخر انشغل بالسعي فكانت نتائجه تنتظره


حين نرى أشخاصًا ناجحين، ويشكّلون الصورة المثالية في أذهاننا، نظنّ أنهم قد وصلوا إلى ذلك المكان (بضغطة زر)، بينما ضغطة الزر هذه تحمل الكثير من الخطوات والاحتمالات والأفعال المتكررة والمستمرة، وسأتحدّث في هذه التدوينة عن ضغطة الزر المليئة بالتفاصيل.


ولكن قبل كلّ شيء، أعتقد بأننا أخذنا هذا المفهوم من التسارع التكنولوجي الموجود حاليا، (شخص ماشي بحاله في الشارع فجأة يصير ترند تكتوك بضغطة زر!)، أو فيديو لك على "الانستقرام" ينتشر انتشارا فيروسيا بشكل مفاجئ! ضغطة الزر هذه موجود فعلًا في الواقع الافتراضي ولكن قوانين هذا العالم تختلف تمامًا عن الواقع الحقيقي، ولذلك قد نظنّ بأن قوانين الإنترنت تنطبق على واقعنا، ناهيك عن القصص الكثيرة للأشخاص الذين استغلوا هذه النقطة لصالح واقعهم الحقيقي، ولكن هذا لا يعني أن النجاح يعتمد على ضغطة زر من "اللابتوب"!


إن القصة دائمًا تبدأ بهدف نضعه أمامنا، ولكن بعد هذه الخطوة تختلف الطرق كليًّا!، وهنا يقع الإشكال، ولأننا لا نرى (خلف الكواليس) التي يعايشها هؤلاء الناجحون بنظرنا، فنلجأ لعقلية ضغطة الزر التي تهوّن علينا آلامنا بأننا ما زلنا في أماكننا والآخرون تقدموا علينا -رغم عدم إيماني بهذه الفكرة-، فنضع الحجج والبراهين التي تخفف من وقع هذا الألم، ونقول أن هذا له واسطة أو هذا مدعوم أو وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب، أو أن هذا له خيارات متاحة أمامه أو أنه محظوظ بشكل لا يُصدّق، وكل هذه الحجج لا تهمّني لأنها لا تعنيني بأي شيء إطلاقًا، وتختلف طرق الأشخاص جدا ولا نستطيع الحكم على أحد لكونه ناجح فقط.


بعد تحديدنا للهدف تختلف رحلاتنا باختلاف وجهاتنا، نبدأ بأبسط الأدوات والإمكانيات لفتح باب جديد، وللسير في طريق غير معبّد، وإن تشابهت أدواتنا في المراحل الأولية فستختلف طريقة استخدامنا لها، فأنا وأنت نمتلك "جوال" ولكن طرق استخدامنا له مختلفة كليًّا، ويحصل ذات الشيء في طريقة تعاملنا مع الأدوات والإمكانيات لبناء طريق مفتوح يوصلنا إلى ما نبتغيه.


استعمالنا للأدوات وطرق استخدامنا لها لا يكفي، فنحن بحاجة إلى طريقة منظمة ومحكمة بل ومتدرّجة للوصول إلى نتائج أوليّة، سنحصل على نتائج عشوائية إن مشينا بخطوات عشوائية، ولكن وضع خطة تناسب طريقنا هي الحل الأمثل للحصول على نتائج منطقيّة تعيننا وتحفزنا على إكمال المسير، حتى وإن لم تتحقق هذه الخطة كما رتبنا لها، ولكن في النهاية سنضطر للقيام بأفعال متكررة باستخدام الأدوات وبالطرق التي تناسبنا، وبطريقة موجَّهة ومستمرة يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر، فالخطوات الصغيرة اليومية هي التي تصنع الفارق في نهاية الشهر، وقِس ذلك على مدار الأعوام الطويلة.


بعد مرور وقت طويل من التجارب والاحتمالات والإخفاقات والنجاحات الصغيرة، تنتظرنا نتائج في نهاية الطريق، وركّز على أنها هي من تنتظرنا وليس نحن! وهذه نقطة فارقة بين من يتوقّف في منتصف الطريق ومن يصل لنتائج عظيمة، ذلك أن من توقّف كانت ينتظر بشدّة نتائجه، بينما الآخر كان مشغولًا بالسعي فكانت نتائجه تنتظره!


هدف > أدوات > طريقة > تكرار واستمرار = نتيجة

هذه هي معادلة "ضغطة الزّر" التي لا يعترف بها البعض، وهي طويلةٌ جدا ومعقدة وشيّقة ومختلفة، ولذلك جرّب أن تبحث عن قصّة نجاح ذلك الشخص الذي تعتقد أنه قد نجح بضغطة زر، واستمتع بالتفاصيل.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ريم الناصر

تدوينات ذات صلة