هل يمكنُ أن يكون للكلمات أثراً على قلوبنا ؟هل تستطيع الكلمات أن تُحزننا ؟
هل يمكنُ أن يكون الحرفُ قاسياً لدرجة أن يُبكينا ؟ هل من المحتمل أن تكون الكلمة حادة كالسكين فتجعلنا ننزف ألماً ؟
فكرت كثيراً في تلك الأسئلة قبل أن أُجيب عليها، ووجدتُ
للأسفِ الشديد ،الإجابة نعم يمكن
يمكنُ للكلمةِ أن تكونَ أملاً أو ألماً لاحظوا معي، نفس الأحرف ولكنها بترتيب مختلف ،
ولكن ،كلمةً تشرح وكلمةً تجرح
كلمةٌ ترفع وكلمة تخفض
كلمةٌ تبثُ فينا أملاً وكلمةٌ تجعلنا نتألم
لماذا لا نرأف بحال بعضنا البعض فننتقي ألفاظاً وكلماتنا كما ننتقي ألبستنا ؟
لماذا لا نتلطف ببعضنا البعض فلا نقسو بل نرحم ؟
لماذا لا نرفع من همة المكسورِ فنجبُرهُ بدل، من أن نمسح همتهُ فنكسِرَهُ ؟
هل يُعجزنا أن نُرتب حروفنا قبل أن ننطِقها ؟
أم أن القسوة صارت طبعاً فينا فبتنا لا نُدرِكُ قيمة كلماتنا ؟
هل لنا الحقُ أن نُبكي عيون الآخرين بفضاضة طبعنا ؟
هل لنا الحقُ أن نتفننَ في رسم الحُزن على وجوه من حولِنا ؟
لماذا تُعجزنا الكلمات اللطيفةُ لمن حولنا ؟
لماذا نرمي بسهم كلماتنا على قلوب من حولِنا ؟
تلك القلوب المنكسرة التي لا يعلمُ ما بداخلها إلا الله وحده هل خُول لنا الحق أن نُحطم تلك القلوب بفعل حالَ ألسِنتنا ؟
هل من الصعب حقاً أن نتفكر في قيمة الكلمات والحروف قبل أن ننطقها ؟
رفقاً بقلوب موجوعَةً نُعيد فرحها بكلمة ونُحزنها بكلمة أخرى
رفقا بإنسان يحمل من هموم الدنيا ما يكفي لنزيد من همه بثقل أحرفِنا
رحمةً وليس أمراً فلنرفق ببعضنا البعض ولنتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة. وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم".
أعاننا الله جميعا أن ننتقي كلمات كلها أمل لمن حولنا فنلتقي بها في الجنة
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
يا ليت كل البشر يفهمون هذا الكلام