في داخل كل شخصٍ منا يعيش إصرار اديسون ، ذكاء البيروني أو حتى لوحات فان كوخ يمروا ليعبروا بداخلنا.. يا ترى ما سر إبداعهم؟

يُقال إن:"الخيال أهم من المعرفة", "الإبداع خيال والخيال للجميع", "الخيال سمة الإنسان المنتج".

أهذا يُعني أن الخيال هو مقياس للإبداع يرى الفلاسفة،والعلماء،والموسيقيين أن الخيال هي السمة المشتركة بين كل المبدعين؛ فالإبداع ينحدر من أعماق الخيال.... دعنا نخوض رحلة لمعنى الإبداع ونغوص في ثناياه بين الماضي والحاضر...

الإبداع كمعناه العام يراه البعض أنه الحرية حرية رأي ،تعبير ،وحتى حرية إختيار مكان السكن... ويراه البعض إنه الموهبة التي تميز البشر كالرسم،موسيقى،وحتى الكتابة ولكن أهذا المفهوم الكلي للإبداع الذي ينحصر في الحرية والموهبة؟؟

هذا جزء من الابداع ولكن ليس الإبداع كله بالإضافة لمعناه العام عند عامة الناس إلى أنه الدافع نحو التقدم سواء ثقافيٍ ، حضاريٍ، أو علميٍ و مدى مقياس إستجابة كل مجتمع للتغيرات التكنولوجية المعاصرة التي سرعان ما تتطور يوماً بعد يوم...


دعنا الآن نعبر في أزقة الأندلس التي في الماضي و مازالت في الحاضر تمثل التراث الابداعي سواء كان في أسواقها، مكتباتها ، أو حتى شخصياتها الفريدة التي كانت وما زالت تُذكر حتى يومنا هذا.

مَن منا لا يعرف على الأقل نجم من النجوم الذين أضاءوا سماء الأندلس... يُذكر أن (عباس ابن فرناس) رائد التجربة الاولى للطيران درس في معظم العلوم الطبيعية الإنسانية والعربية فكان شاعراً يمدح ويرثي وكان موسوعة علمية يذهب إليه عامة الناس ليستشيرونه فيما يتعلق بالفكر والمعرفة...رغم من أن اسمه لم يجوب أنحاء الغرب إلى أنه يكفي أنه كان يُعرف في الشرق بتفرده وإبداعه نحو التميز..

حدة الذكاء وسعة العلم و المحاولة اللا متناهية هما من شيم العلماء والذي يجعلهم يطمحوا بخيالهم ليجعلوا منه واقعاً ملموساً.


ولكن أكان الإبداع ينحصر في الماضي فقط في قرطبة,غرناطة, وأريحة؟

أم تجاوز وأصبح يجوب العالم اليوم أيضاً في روما ،باريس و حتى طوكيو...

الإبداع لا يكمن في الاشخاص فقط ولكن في المدن أيضاً.

(حي مونمارتر) مزيج بين عراقة الماضي وازدهار الحاضر في باريس فكان يمثل بؤرة الفنانين والمبدعين... تخيل أن بيكاسو كان يمر من خلاله لما فيه من شرارة الإبداع و غاية الإلهام ؛

فالمكان أياً كان يمثل ركيزة الإبداع و استلهام الذات و الإنطلاق نحو التميز كلما أحاط الإنسان نفسه بمكان يشبهه يحثه على أن يخرج من ذاته الخيال... كيفما كانت قرطبة تراث العلم والأدب في الماضي كانت باريس أيضاً بؤرة للفن والموسيقى في الحاضر...

وكذلك مباني روما المزدهرة بروعة الأطلالات نحو المعمار الفريد الذي أصبح يجوب العالم بتميزه شرقاً وغرباً...


أهذا هو المفهوم الإجمالي للإبداع الذي يكمن في الموسيقى والفن والادب أو اختراع شيء غير مألوف؟

لا ولكن يمكن أن يتمثل في أشياء أخرى فيمكن أن نجده في شخص مبدع في إقناع الناس ،وآخر متمكن في فن الإلقاء والخطابة، وآخر يخوض أحاديث تجذب المستمع،وآخر وآخر.....


في الخاتمة الإنسان هو بمقدوره أن يعطي للأشياء قيمة وهو من يستطيع أن ينتزعها إذا أراد في الوقت الذي يريد؛ فأطَلق كلاً من المبدعين والفنانين العنان لخيالهم ليعطوا من اللاشيء كل شيء.... ورقة وقلم وقدر من الخيال يصنع مخطوطات وكتابات معبرة أصبحت محط أنظار حتى يومنا هذا...كلنا مبدعون فكلٌ منا مبدعٌ بطريقة ما في شيءٍ ما ولكن علينا أن نؤمن بذلك أولاً.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

عظيم جدا 💜💜✨

تدوينات من تصنيف وعي

تدوينات ذات صلة