في الوطن العربي، تواجه إدارة العلاقات العامة تحديات كبيرة تتعلق بتوسيع دورها الاستراتيجي

تزايدت أهمية العلاقات العامة من مختلف المؤسسات نتيجة التعقيدات التكنولوجية والسياسية والاقتصادية التي طرأت في الآونة الأخيرة على مختلف المجالات،وتشهد العلاقات العامة تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت أداة أساسية لبناء الصورة الإيجابية للمؤسسات وتعزيز تفاعلها مع الجمهور، وهذا خلق تحديات كبيرة لممارسي العلاقات العامة منها تحمل المتطلبات الجديدة للبيئة الاتصالية ذات التطور المتسارع التي أظهرت أهمية فهم المهنة في ظل التغيرات التكنولوجية والتحول الرقمي، وأصبح من الضروري أن تتبنى المؤسسات أساليب مبتكرة لضمان التواصل الفعّال مع جمهورها المتنوع والمستمر.

الإهمال المؤسسي:

تشير الدراسات إلى أن العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة في المنطقة العربية لا تمنح إدارات العلاقات العامة الموارد اللازمة للابتكار والتطوير. يُعزى ذلك إلى نقص في الدراسات المتعلقة بدور العلاقات العامة في إدارة الأزمات، خاصة في السياق العربي. على سبيل المثال، أشار بحث بعنوان "دور العلاقات العامة في المستشفيات السعودية في إدارة أزمة حُجْج" إلى نقص الدراسات المتعلقة بدور العلاقات العامة في إدارة الأزمات في السياق العربي.

هذا النقص في الدراسات والموارد ينعكس سلبًا على قدرة إدارة العلاقات العامة في التفاعل الفعّال مع الجمهور، مما يُضعف الصورة المؤسسية، ومن أبرز التحديات التي يواجهها مجال العلاقات العامة في الوطن العربي هو الإهمال المؤسسي في العلاقات العامة اعتقاداً من بعض المؤسسات والشركات أن أي شخص يمكنه القيام بمهام العلاقة العامة لكن هذا التقليل والإهمال المؤسسي يقلل من تأثير العلاقات العامة على بناء الثقة وتعزيز صورة المؤسسة.

التقليدية المقيّدة:

مازالت بعض المؤسسات تحد من دور العلاقات العامة وتقلصه على مهام تقليدية مثل الاستقبال، وتنظيم الفعاليات، وتتجاهل المهام الأساسية في بناء استراتيجيات وحملات إعلانية فعالة واتصال مستمر بالجمهور لتعزيز الثقة و الولاء للمؤسسة، لكن هذه النظرة المحدودة تحصر دور العلاقات العامة في تحقيق أهداف ورؤية المؤسسة على المدى الطويل.

الثورة الرقمية:

مع التطور التكنولوجي السريع وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري أن تتبنى إدارة العلاقات العامة أساليب جديدة للتواصل مع الجمهور من خلال بناء بيئة رقمية تفاعلية، هذا التحول يتطلب تطوير مهارات الممارسين وخلق استراتيجيات مبتكرة للتفاعل مع جمهور متنوع ومتطلب، وهناك الثير المؤسسات التي تفشل في التكيف مع هذا التحول ومازالت تواجه صعوبة في الحفاظ على المصداقية والثقة.

المصداقية والولاء:

ثقة الجمهور من نجاح المؤسسة، لذلك عليك السعي لبناء علاقة مستدامة مع الجمهور في تقديم الحقائق، كثرت المعلومات المتدفقة والأخبار المتناقضة، تجعل الحفاظ على هذه الثقة كالقابض على جمر، رغم ذلك تكتسب المؤسسات التي تضع ثقة جمهورها في مقدمة أولوياتها ميزة تنافسية كبيرة، فهي تلتزم بالشفافية وتُظهر صدق نواياها من خلال أفعال ملموسة. كسب هذه الثقة يتطلب مصداقية ثابتة، وفهم عميق لاحتياجات الجمهور، وقدرة على التفاعل والتواصل بطريقة تتسم بالاحترام والجدية وهذا يجعل الجمهور أكثر ولاءً بالهوية المؤسسية.

استراتيجيات المصداقية:

  • التواصل الواضح والشفاف: ضمان الشفافية في التعامل مع الجمهور يعزز من ثقة المؤسسة ويزيد من تأثيرها الإيجابي.
  • توسيع نطاق الدور الاستراتيجي: تبني إدارة العلاقات العامة أدوار أكثر تأثيرًا تتجاوز المهام التقليدية لبناء خطط استراتيجية فعالة.
  • تطوير مهارات العاملين: الاستثمار في تدريب كوادر العلاقات العامة على أحدث الأدوات والتقنيات.

الخاتمة:

لتجازو التحديات، على مؤسسات العالم العربي إعادة صياغة مفهوم أهمية العلاقات العامة واعتباره جزء أساسي من أجزاء نجاح الهوية المؤسسية، ومنحها المكانة التي تستحقها كأداة استراتيجية لبناء قاعدة اتصالية فعالة مع الجمهور لتعزيز الولاء والثقة، والاستثمار الدائم والمستمر في تطوير مهارات ممارسي هذا المجال، واعتراف جازم بأهمية العلاقات العامة كجزء أساسي من نجاح المؤسسة واستدامتها


المراجع:

دراسة بعنوان "نماذج ممارسة العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية العربية" - منصة البحث العلمي.

أدوار ممارسي العلاقات العامة في النمو الرقمي في المملكة العربية السعودية - منصة البحث العلمي.

دور العلاقات العامة فى توجيه السياسة الخارجية الكويتية - منصة البحث العلمي.

مقالة "دور العلاقات العامة بين التأطير والتوظيف" - ResearchGate.

مقال "أهمية المصداقية في العلاقات العامة" - موقع الجزيرة.

Nancy Radwan

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Nancy Radwan

تدوينات ذات صلة