امنحني الخلاص ارمي نصلك ممزقاً أحشائي واهمسلي بالوداع الأخير...
هَذه الوَرقةُ العاشِرة التي يَتم تَمزيقُها هَذا المَساء وكلّ ما أخُطه وَداعٌ بِوداع قهرٌ بِقهر يَفتك أَحشائي يَضرِمُ نيراناً بِفؤادي أشعُر بالوِحشة الشَّديدة مِن فَرط العَناء انسَلخت مِني الأَبجدية، حَاولت بِشتى الطُّرق صِياغة رِسالة واحِدة جُملة واحدة عَلى الأَقل لِأقول لكَ فيها أَني أُودعك لكن كُنتُ أبدوا عَلى الصّفحات مُنكسرة مُنهارة ضَعيفة هَشة ولا أُحب أن يَراني أحدٌ بِهذه الصّورة اللعينة، كَما أن الكِتمان جَزعٌ مني ومن كَربي هذا إنه تعبٌ لِلغاية تَعبٌ مِني وَمن طُغياني لِبرهةٍ أتَوقف عَن رَشقِ الحبر، فَيتَمددُ بَوحي عَلى الصَّفحاتِ مُتعباً أَكثر مِني، وَرُبما متعباً مني.
افتُضحَ أَمري عَلى سُفوح الصّفحات بانهيارِ دموعٍ هرمةٍ بَللَّت الأَوراق وَسحَقت الكَلمات.
تاَرة أُلبيك لا تَدعني طَريح الشّوق مُمزقٌ منهارٌ هلكٌ أُعاني غَزوات الحَنين لا أَمتلكُ جَيشاً ولا ذَخيرة لا أمتَلك سِوى كسوراً مُعتقة مَن يَلمسها يَنزف جَرحه دَهراً واسماً الخيّبة على طُرقات فؤاده.
وتارة أتَوَسل لكَ بِقطع نَشوة العَشم والرّحيل مُكابرةً بِلسانِ عَقليّ السّليط سَأقطع رَسائلي عَنكَ وأَحيا دُونكَ بِلذاذة الدُّنيا فلا تَظن أنّ رحيلكَ يَرجم قَلبي وَيعذبه.
أجول باحثاً عَن عيباً فيكَ أُصمِتُ فيه ضَميري المُؤنب فألهو بحنينكَ الذي يمحي قسوتي ولُطفكَ الذي يُهذب لُؤمي، هَكذا أنا كلّ مَرة أعود خَائباً فِي ظُنوني أراكَ بِعينٍ تُبغضُ الحُب وتَهابه وَتراكَ خطاء وَعينٌ أُخرى حَازت لكَ ضِدي.
سألبيكَ لآخرِ مَرة في رسالةٍ لَن تُرسل فِي ليلةٍ هاجده في هَمس أَبكم في أُذن أصم في السّكون والعَدم في زاويةِ قلبي المظلمة فِي لحظةٍ يَسطو بِها الشّوق عَلى أَضلُعي لكن صَدقني سَأقوى عَلى الرّحيل حَتى وإن بُتِرَت أجزائي وَنزفت، يُخال لكَ أني أُصبت بِالجنون لكن هذان الصواتان المتضادان الراغبان الخائفان أنهكاني وأخذت ذريعة الهروب منك حلاً.
أَتَعلم ماذا؟ خَلّصني مِن هذا العَذاب وَذَنب الهَوى وصَوِّب نَصلكَ نَحوي ودَعني أَموت علَّ مَوتي مِنكَ يُحيني فِيكَ.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات