إن المرأة في مجتمعاتنا العربية أو العالمية حتي مقهورة بأكثر من شكل ومِن أكثر من جانب وبنسب متفاوتة .
يُحدد شرفها بمعايير بيولوجية ويُعامل جسدها كسلعة جنسية تُعري وتُغطي وتكون تابع لظل الرجل في كل الحقوق المدنية والمجتمعية والتشريعية
يوصم إسم الأم بالعار عن طريق أبنائها ويُعاب تداوله أو حتي معرفته ويوجب طمسُه , وهذا لإعتقاد خاطيء أن جزء من شرف الرجل ينبع من إسم أمه
اعتبارها كائن دوني يستحل اهانته وطمس حقوقه الإنسانية.
تهميشها والتعامل معها كتابع فقط ليس لها حتي حق المناقشة أو التفكير .
ما ذكرناه سابقا هي بعض الأمثلة المعروف والمتعارف عليها لبعض الصور والأشكال التي تعددت من القهر المجتمعي للمرأة ربما نتناساه أو نتغاضي عنه كثيرا لكن لا يمكن إستنكاره.
لكن الجديد والذي لا يمت للمنطق بصلة هو أن هناك نساء يرضين بعدم الحصول علي حقوقهن ولا يرين في ذلك عيب أو مشكلة ,يرضين أن يكن بلا هوية أو فكر أو رأي , يرضين بالهوان والغلبة وإنعدام الشخصية .
اذا وقفنا عند هذا الحد فيمكننا أن نقول بأن هذه حرية شخصية مع تحفظي علي هذا التعبير
لكن في الأغلب من يقهر يقوم بقهر غيره لإرضاء مجتمع أو معتقد أو أغلبية أو من دافع الخوف من تهديد التميز والتفرد
لذلك في الواقع هؤلاء النساء الفاضلات لا يقفن عند الحد الشخصي فقط بل يهاجمن ويعادين من يختلف أو ينفرد من المجموع أو القطيع من خوف تهديد التغيير و التميز والإختلاف ومن الإعتياد أو من جهل مدقع عشش بعقول متنحية معطلة.
بل ويُنتجن عقول ذكورية مُتجسد فيها فِكر نشوة الإستعباد
إستعباد رأي أو نفس أو جسد المفهوم واحد لا ينفصل في النهاية وينعكس علي كل الأنواع لكي تستمر الحلقة المفرغة بدون إنتهاء.
عدو المرأة الحرة ليس الذكر المتعالي فقط, بل عدوتها أيضا المرأة الراضية بالعبودية. مريد البرغوثي
وهنا يخرج الأمر من كونها حرية شخصية وأذي فردي إلي نطاق أوسع كأذي مجتمعي أو جنسي
ماذا تقصد هل كل المشاكل والأسباب والذنوب تقع علي عاتق المرأة نفسها فقط بدون أي مشاركة من الرجل مثلا فمن كلامك المرأة هي من روجت ورضيت وتهاونت في حقوقها و هاجمت من أرادت يوما التفكير في المطالبة بحقوقها بالمنطق بل هي أيضا من أنتجت عقول مستعبديها من ذكور شرقيين إذن فالذنب ذنبها !!!
للإجابة علي تساؤلك اذا كنت تتساءل فالجواب هو لا بالطبع ومن يقر هذا يريد التخلي والتنصل من المسؤولية التي تقع علي عاتقه كمشارك في هذه الظاهرة بشكل أو بأخر حتي لو بإستنكاره لوجودها .
فكل من يرتضي أو يلتز بفرض رأيه بدون مناقشة أو مراجعة و بلذة إستعباد كأئن ليصبح بلا رأي أو فكر منفصل في علاقة أو إرتباط بأي شكل من الأشكال يكون بذلك مذنب كبير ويرتكب جُرم عظيم في حق نفسه أولا قبل أن يرتكبه في حق من يستعبده.
الذكر الشرقي أو الرجل المزيف يشعر بالتهديد المستمر من طرف المرأة الواعية المفكرة صاحبة الرأي ومن الرجل الحقيقي المنطقي المعتدل لذلك يعمل جاهدا علي طمس جهود الإثنان لتلافي التهديد وتجنب نتائجه ولخوفه من فقدان لذة إستعباد أدمنها،
لأنها متاحة,, أتيحت بسبب مفاهيم مجتمعية أو تفسيرات لنصوص دينية مغلوطة ومتطرفة و جهل و رسائل خاطئة وصلت بمرحلة الطفولة أو من البيئة المحيطة .
مازالت تُماطل ولم تصل إلي تفسير لعنوان مقالك بعد !!!
أين موضع إرتباط ضمان حصول الرجل علي حقوقه بحصول المرأة علي حقوقها كاملة ؟؟
ببساطة حصول المرأة علي حقوقها الحقيقية العادلة الكاملة لا يعني بالضرورة تنازل الرجل علي حقوقه أو تعارض حقوقهما سويا . لأن كل شيء مترابط ومتصل في المجتمع الواحد.
بما إن المرأة نصف المجتمع فإذا إستوت الكفة وحصل الرجل والمرأة علي حقوقهما بصورة عادلة يصبح المجتمع عادل يعطي كل ذي حق حقه بلا مغالاة أو نقصان .
أعرف أنك تتساءل الأن بعد ما قرأت هل الكاتب رجل أم إمرأة ؟؟
للتأكيد نعم من يكتب ويقر بوجود هذه الظاهرة ولزوم معالجتها هو رجل وفخور بكونه رجل ويتبرأ من أي هوية ذكورية شرقية مستظلة بظل الرجولة بينما هي لا تمت للرجولة الحقيقة بصورة .
حسنا عرفنا المشكلة ما العلاج ؟؟
العلاج لهذه الظاهرة أو المشكلة كبقية المشكلات المشابهة يكون مفتاحه الوعي الفردي فالمجتمعي والثقافة العامة والتربية الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
فأنت كرجل وأنت كامرأة عليكما بالبحث والتثقف و الجدل و المناقشة والتفكر وفهم النفس والبحث عن الحقيقة ومعرفة وإدراك حقوقك لطلبها وواجباتك لتؤديها بدون زيادة أو نقصان .
لن أغالي عندما أقول لك إنها رحلة طويلة وعصيبة ولن تكون سهلة بالمرة
لأنك ستكون فكرة ضد تيار
لكن اذا اجتمعت كل فكرة مفردة تصير تيار فكري يزلزل ويهدم أي تيار مضاد .
لذلك إبدأ بنفسك.
"حقوق المرأة هي حقوق الإنسان"
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات