قررت أن تكون أول تدوينة لي هنا في مٌلهِم رسالة لك ولكل أصدقائي الملهمين في الوطن العربي الكبير.فكرت كثيرًا ما هي الرسالة التي سأقوم بإرسالها لكم.


عزيزي المُلهِم،






"أنا أحب عملي أكثر من حبي لما تحققه أعمالي، أنا مكرس نفسي للعمل ذاته، ليس للنتائج المترتبة منه"





قررت أن تكون أول تدوينة لي هنا في مٌلهِم رسالة لك ولكل أصدقائي الملهمين في الوطن العربي الكبير.فكرت كثيرًا ما هي الرسالة التي سأقوم بإرسالها لكم وتوصلت للجملة التي بدأت بها الرسالة وهي لأديب نوبل نجيب محفوظ.كل كاتب في هذه الدنيا عبر تاريخها له هدف من الكتابة ،هناك من يعتبرها وظيفة ،هناك من يعتبرها هواية،هناك من يراها الملاذ الأقرب الى قلبه وفقط ممارستها حياة أخرى فوق الحياة ،البعض يتمنى أن يحقق منها ربح مادي والبعض الأخر يبحث عن الشهرة والمجد وأشخاص آخرين يبحثون عن التأثير وأن تبقى كلمتهم باقية إلى أبد الآبدين.






طبعًا يا صديقي قد تتمنى تحقيق كل ما سبق ولكن هنا يأتي السؤال ، لو أردت تحقيق شيء واحد فقط من الكتابة من كل ما سبق فماذا ستختار ؟.. أريدك أن تفكر يا عزيزي لمدة ٥ دقائق أو المدة التي تريد فنحن ليس في إمتحان فيزياء أّهم شئ أن تعود لاستكمال الرسالة بعد أن تصل إلى إجابة .





أهلًا بك صديقي ..هل فكرت في الإجابة؟ وحتى لو لم تصل للإجابة فليس هناك أي مشكلة "الحال من بعضه". في بعض الأحيان أتمنى أن أحقق من الكتابة كل ما سبق وفي بعض الأحيان اجد أن التأثير وإيصال كتاباتي لأكبر عدد ممكن من الناس هو الأهم. تخيل معي طفل في جزيرة أو قرية صغيرة يقرأ جزء من كتاباتك وتكون السبب في حبه للقراءة أو تكون الكاتب المفضل لأحد الأشخاص والذي لم يجمعكم أي سابق معرفة غير كتاباتك ، بالنسبة لي احساس لا يقدر بمال. وفي أحيان أخرى أجد أنني لا أريد من الكتابة إلا الكتابة نفسها!. فهل يوجد يا عزيزي شعور أحلى من جلسة الكتابة الصباحية ؟ هل هناك شعور أحلى من انتهائك من عملك الأدبي حتى لو لن يقرأه غيرك ؟ أو مثلًا كتابة خواطرك ومذكراتك.أتذكر حتى الآن أول مقال نشرته في حياتي وأتذكر كل شخص هنأني عليه ، لم يكن عدد كبير مجرد عائلتي الصغيرة وصديق مقرب لي ومحررة الموقع وقتها قالت لي "حلو".






ولكن مع سحر الكتابة وجمالها فهذه الرحلة لم ولن تكون سهلة. أنا كشخص يحب الكتابة ويعتبرها مثلها مثل القراءة هروب من الواقع إلى واقع أجمل ويرى أن الكلمة أقوى من أي سلاح أْعرف أيضًا معاناة أي كاتب أو الحروب التي يخوضها مع نفسه قبل أي شخص وذلك مع اختلافات خبراته في الحياة. ستأتي أيام لن تجد أي أفكار ستجلس لساعات أمام شاشة الكمبيوتر أو أمام ورقتك وستجدهم بعد مرور هذه المدة لازالوا أبيض من اللبن الحليب. وستأتي أيام أخرى ستدفق عليك الأفكار من حيث لا تدري ممكن من موقف أو حتى من فكرة وليدة اللحظة. في العديد من الأيام ستجد نفسك لا تستطيع الكتابة أو أنك فقدت الشغف وفي أيام أخرى ستكون الكتابة هي أفضل جزء في يومك.






ولو اعتبرنا أي فكرة هي بنت لكاتبها فستكون في بعض الأحيان الأب الحنون الذي يهتم بها ويعمل على تطويرها و في أوقات أخرى ستكون أب مهمل لا يكترث ولا يهتم بابنته فلذة كبده.





في كل هذه الحالات والأوقات يا صديقي العزيز تذكر لماذا اخترت الكتابة .. وماذا تريد منها أهو لمجد شخصي ؟ أو لتأثير في هذا المجتمع ؟ أم الكتابة نفسها هي كل شئ.وهنا أعود بك لجملة "نجيب محفوظ" أنا مكرس عملي للعمل ذاته ليس النتائج المترتبة منه. عند قرائتي لهذه الجملة وجدت إجابتي للسؤال الذي سألته لك ماذا تريد أن تحقق من الكتاب وايضًا لسؤال دائمًا ما أسأله لنفسي لماذا اخترت الكتابة يا محمد؟.





المفاجأة هي أنك فعلًا عن طريق الكتابة قادر على تحقيق كل شئ ، وتستطيع بقلمك أن تؤثر في وجدان أجيال وحتى لو تأثر شخص واحد بكتاباتك فلقد حققت كل شئ. هي معلومة بديهية أعتقد أنك تعلمها يا صديقي ولكن لا مانع من المجاملة.





شاءت الأقدار يا عزيزي أن نجتمع هنا أنا وأنت واصدقائنا المدونين والقُراء مع اختلافات جنسياتنا وأفكارنا وخلفياتنا من أجل هدف واحد هو أن نُلهِم وأن نُلهَم.





تدوينة واحدة ، قصة واحدة قد تكون سببًا في بداية جديدة تبحث عنها واتمنى أن يكون هذا المكان هو بداية جديدة لكل منا وللوطن العربي كله.






لن اطول عليك يا عزيزي أكثر من ذلك أعلم أنك تجهز تدوينتك القادمة أو أمامك تدوينات أخرى لأصدقائنا المبدعين تستعد لقرائتها، لذا سأتركك ولكننا سنلتقي قريبًا هنا أو هناك.





عشت دائمًا مُلهِم.






صديقك ،





محمد طارق نبيل


القاهرة


٢٢\١٢\٢٠٢٠







ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف تحفيز

تدوينات ذات صلة