الجانب المهمل من شخصيتك "الظل" عندما نفك شفرته هتلاقى انبهارات ومفاجآت ومعلومات عنك "انت" اول مره تكتشف انها فى داخلك.
فى كل مرة وانت بتمر على محنة جديدة فى حياتك بتحاول ان تكشف نفسك من جديد، وفى كل مشكلة وموقف بتحاول تكتشف السبب وراء كل ذلك؟ الكثير من الاوقات تكون لنا مشاعر مضطربة تعلق أو غضب أو حب أو كره تجاه الاشياء أو الاشخاص، وأوقات تكون مشاعرنا مكثفة ولا نعرف السبب! ولا نعرف أصل كل الأشياء فى العالم الخارجى، ما بالك تجاه نفسك! هل تعرف أصل كل عواطفك ومشاعرك تجاه الأشياء والأشخاص من حولك!!
اتكلمت فى المقال السابق عن شرح عملية "التماهي" التقمص العاطفي عن حب صفات معينة فى الشخص أو حب وظيفة تحلم به أو سمات تحب أن تتحلى بها، ماذا عن النقيض أو الشئ الذى لا تحبه أو الشيء الذي تكرهه في الشخص ولا تحبذ أن يكون من ضمن صفاتك كشخص.
لنك المقالة "التماهى" التقمص العاطفى: https://molhem.com/@Mohamed_Mokhtar/من-نحن-التماهى-3706
كل ما يتم تقمص أو تقليد صفة أو سلوك أو معتقد ما، كل ما يتم تغذية النقيض له فى المقابل دون أن تدرك ذلك! وهو "الظل"
كل ما ابتعد الفرد عن هذا المكان اللاواعى المظلم، كل ما زاد كثافته وظلمة، يولد الظل فى مرحلة الطفولة كنتيجة حركة تفاعلاتك وسلوكياتك، عندما يبدأ والديك فى إظهار معتقداتهم وفهمهم عن الحياة من العالم عليك "يولد الظل"
مثال: قد ولدت طفل حساس، وسهل عليك انك تبكى بسهولة شديدة، فى مجتمع ذكورى مثل مجتمعاتنا العربية
ما هو رد فعل الوالدان من هذه الصفة؟ ابسط رد فى مجتمعنا "هو فى ولد بيعط !!" ماذا تعلم الولد من الموقف؟ سيتعلم كيفية قمع حساسيته.
بمجرد أن يعرض الأهل هذه المعتقدات على الطفل، لم يتم قبول الطفل جانبه الحساس من قبل القائمين على رعايته، اليوم الذى يقمع فيه الطفل جانبه الحساس هو اليوم الذي يخلق ظله، سيضطر فيما بعد الطفل إلى إغلاق اى شئ حساس فى المقام الأول من شخصيته.
مجرد أن تقمع سلوك أو صفة أو سمة أو اى احساس معين شعرت به، يستمر القمع معك فى فعل ذلك طوال حياتك، اعتمادًا على مصدر التعليقات والقيم الاخلاقية التى نشأت عليها، وهذا هو بداية الظل فى حياتك .. سيستمر فى النمو والنمو لانك تقمع شئ داخلى أو لا تقبل أجزاء معينة من نفسك.
الظل يعمل خارج وعيك فى شكل معتقدات غير واعية، يؤثر بشكل عميق على سلوكك وخبراتك فى الحياة.
هو أى جزء منك لا تراه تعترف به أو لا تقبله على نفسك، بمعنى أنه ليس مجرد شخصية لذا الظل ليس شئ موجودًا فى نفسيتك.
الظل متعدد الأوجه يشبه الأمر ان يوجد انقسام داخلى فى شخصيتك مثل شخصين مختلفين يعملان بداخلك"بارانويا"
مثال: قد تكون سهران مع أصدقائك والأمسية جميلة وتبادل أطراف الحديث سويًا ثم قام صديقك بموجة غضب فجأة، وأنت لا تعرف السبب وراء ذلك، مجرد نقاش تحول صديقك إلى موجة غضب فجأة، السبب هو أن الشخصين أو الجزئين الا فى داخل صديقك كانوا يعملان معًا فى ذات الوقت موضوع النقاش مثل له "ظله" مثلًا.
اسهل طريقة لتحديد ظلك هو التوقعات القوية والأحكام المسبقة والتعميم المستمر والاسقاطات العاطفية وتصنيف الآخرين ضمن خانات "انت" بتشوفها سلبية، وتكرار الأنماط وتكرار التجارب وكل ما لا يعجبك فى شخص هو موجود فى داخلك، الظل يعبر عن نفسه بإسقاط النفسى كراهية أو صراع داخلى أو غضب ضد أى مختلف بسبب لونه أو دينه أو لغته أو فكره.
مثال على واقع روتينى نشاهده يوميًا على المواقع التواصل الاجتماعى، وهو موت اى شخصية مثيرة للجدل زى مثلًا ( ستيفن هوكينج، مارادونا، سارة حجازى) فيجرى الشباب العربى يقول "لا يجوز الترحم عليهم" ويذهب الى أي إثبات من معتقداته التي يؤمن بها، فالترحم لا يحتاج إلى نص مقدس انت مؤمن به، الترحم يأتي من خلال انسانيتك ووعيك الانسانى.
الإسقاط هو آلية دفاعية تستخدم لتجنب القلق الذي يثيره الفرد عندما يجبر على مواجهة أخطائه، و لدمج الظل فى شخصيتنا فى الإدراك الواعى من خلال سحب توقعاتنا وإدراك عيوبنا التي أسقطت مسبقًا على الآخرين، لا يوجد خير مطلق أو شر مطلق، ما فى إنسان شرير لا يعمل عمل خير .. وما في إنسان خير لا يعمل عمل شر.
الظل لا يحتوى فقط من جوانب سلبية بل مواهب وجوانب إيجابية وسمات فردية الغير مستغلة التى تمتلكها لكن لم تكتشفها بعد، بسبب ميلنا إلى الالتزام بالتوقعات الاجتماعية تسبب لنا إلى قمع المواهب والقدرات الفطرية والدوافع التى إذا تم تطويرها لديها القدرة على جعلنا كائنات أكثر فاعلية فى العالم.
قد تكون قمعت قوتك فى ظلك مثلًا: قد تمر فى فترة من فترات حياتك باكتئاب أو فاقد الثقة فى نفسك بسبب الطاقة السلبية إلا من حولك أو البيئة الغير المناسبة أو من الأهل الغير داعمين لك، وتنسى فيها خطتك وأهدافك واحلامك الا بدأت فيها بالفعل وانت غرقان فى صراعات داخلية، فتبدأ تستقيظ وتصحو خطوة بخطوة فى غرس قدميك على الأرض وتدرك كم من المحن والمشاكل التي تخطيتها بالفعل وكم من الانجازات الصغيرة التى فعلتها ايضًا، فتدرك كم من القوة في داخلك التى لم تستغلها بوعى وادراك منك.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات