من الممكن تتبع التاريخ من اي خيط ، في هذا المقال هنتتبع التاريخ من خلال خيط معين و هو تاريخ الحلاقة
مساء الخير
اهلا بكم في مقال جديد
و لو ده أول مقال تشوفه ليا متنساش تشوف بقية مقالاتي و تعمل متابعة
بس عموما ده مش موضوعنا النهارده موضوعنا النهارده عن الحلاقة و الحلاقين
انا عارف ان هو موضوع غريب شويه بس انا عاوز اروح احلق عند الحلاق و مش عارف أروح الكورونا رجعت تنتشر تاني ، فقلت اشارككم بالموضوع دة يمكن محسش اني لوحدي
بكل اسف من اخطر التصرفات اللي ممكن حد يعملها حاليا انه يروح عند حلاق يحلق
لان التنفس بيكون قريب من بعضه غير احتكاك الحلاق بكتير غيرك الله اعلم كل واحد فيهم وضعة الصحي ايه
وفي ظل جائحة الكورونا ممكن يكون سلوك الحلاقة بالفعل مهدد للحياة بشكل كبير
و يمكن ده كان الهامي لفكره المقال ده
اللي هو هنعيش ازاي من غير حلاقه و من غير حلاقين ؟!
هل على مدار التاريخ كان البشر دايما بحلقوا و كانوا مهتمين بالحلاقة او كانت مؤثره فحياتهم زي ما كتير مننا بيواجهوا المشكله دي دلوقتي ؟!
و هل الشعر و اختلاف اشكاله كانت ممكن يبقى ليها اي دور في تاريخ الانسان ؟!
عموما احنا ممكن نتتبع التاريخ البشري من اي خيط فخلينا النهارده نتتبع التاريخ من خلال الحته دي ، من خلال سلوك الحلاقة
طيب مبدئيا كده
هل تتوقع الانسان البدائي كان مهتم بالحلاقة
علطول بنشوف الانسان البدائي شعره منعكش و دقنه طويله
و فعلا تخيل كده واحد عايش بيحارب الحيوانات المفترسه طول النهار و بيصطاد خلال الظهر و طول الليل بيحاول يولع نار في الكهف بتاعه
اكيد معندوش اي وقت لحلاقة ولا لغيره صح مش كده ؟!
في الحقيقه في ادله على ان انسان ماقبل التاريخ من حوالي ٣٣٠٠٠ سنه كان عارف الوشم و كان عارف حشوات الاسنان و كمان كان عارف نتف الشعر
كان بينتف شعر وشه بملاقط بدائي جدا اللي هو المحار
طبعا كانت طريقة مؤلمة بشكل فظيع الا ان في ادله بالفعل على استخدامه الطريقة دي
و علشان كده جه انسان العصر الحجري بعد كده و بعد ما قدر يصمم و يستخدم سكاكين من الحجر
بدأ يستخدم السكاكين دي في الحلاقة و للاسف الموضوع ده بردو مكانش سهل ابدا
تخيل سكينه من الحجر بتحاول تشيل بيها الشعر اللي في الوش او الراس
تخيل بس الالم من الطرق دي و على الرغم من كده كان بردو الانسان البدائي مهتم
مش عارفين ليه كان الانسان البدائي مهتم بس يمكن كان مهتم بنضافته ، يمكن كان مهتم بمظهرة ؟!
محدش متأكد ليه بالظبط لكن اللي متأكدين منه ان الانسان البدائي اهتم بالحلاقة من زمان جدا جدا
و في العصر الحديدي بدأ الموضوع يتحسن شويه و يعملوا ادوات اسهل
و على ما جه عصر الفراعنه كنا بالتدريج عمالين بنقرب من الاشكال الحالية من ادوات الحلاقه
و وصلنا لسنه ١٧٦٢ كان جاك بيريت قدر يخترع الموس الامن في فرنسا
لغاية لما جه العبقري كينج جيليت صاحب اشهر سلوجان في تاريخ الرجاله " ما يستحقة الرجال "
و اللي اخترع اكتر نموذج قابل للبيع لماكينات الحلاقة واللي لغاية دلوقتي هي اكبر شركة في العالم لماكينات الحلاقة
وصولا بقى لماكينات الحلاقه الكهربائية اللي بردو مقدرتش تاخد مكان جيليت لغاية دلوقتي
اعتقد ان اهتمام الانسان بمظهره وان يكون شكله ملائم شيء غريزي بداخل كل شخص و احتياج ضروري زيه زي بقية احتياجاته الاساسيه
بس اكيد الانسان بيهتم بشكل شعر وشه مش بس علشان شكله
يعني مثلا لو اتكلمنا على الشنب
اللي هو بالفعل ابسط الطرق لتجميل الوش
هنلاقي ان الشنب ليه اشكال كتير جدا جدا
و ممكن اللي يربيه يكون ليه اهداف مختلفه
الشنب وسيلة للتمرد و التعبير عن الاستقلاليه
الشنب وسيله غير عنيفه لشاب فأعدادي بيحاول يعرف العالم انه كبر و بقى ليه استقلاليته ولازم يتعمله حساب
ممكن يكون تقليد
يعني كتير من الناس و على مدار الرمضانات اللي فاتت شافوا امير كراره اللي طلعلنا بشنبه في كل المسلسلات والاعلانات وبعدها لقينا ناس كتيره جدا بدأت يعجبهم شكلهم بالشنب ده
و احيانا ممكن الشنب يديك افضلية مبدئية في بعض المهن زي المهن العسكرية
الشنب زي التاتو
بيساعد صاحبة انه يفتح موضوع و يدي انطباع معين
الشنب ممكن يميزك عن كل اللي زيك و كل اللي حواليك
لان كلهم زيك بس انت اللي الوحيد اللي بشنب
شعر الوش مش مقتصر على الشنب بس
اكيد تربية اللحية او حلاقتها من اقدم الحاجات اللي الانسان حاول يستخدمها علشان يعمل لنفسه شكل معين
ممكن الشكل ده يكون لسبب اجتماعي او عسكري او ثقافي او صحي او حتى ديني
سنه ٢٠١٣ اطل علينا الموديل البريطاني ريكي هول بصورته و هو مربي دقنه
و من يومها لحد النهارده الدنيا اتقلبت و متعدلتش
و فسنه واحده وصلت عمليات زراعة شعر اللحية ل ٣.٧ ٪ من اجمالي عمليات زراعة الشعر
غير بقى بيزنيس كبير بقى موجود بتاع مستلزمات الحفاظ و تسريح و تجميل شعر اللحية
دراسه اتعملت سنه ٢٠١٦ بينت ان ٣٣٪ من الامريكان و ٥٥٪ من الرجالة في العالم كله كانوا مربيين دقنهم او شنباتهم بدرجات مختلفه
موضوع اللحيه و الشنب ده مش جديد
الفراعنه كانوا شايفين ان اللحية رمز للقوه و النفوذ و الحكمه
وعلى الرغم من كده الفراعنه كانوا بيشيلوا شعرهم خالص
شعر راسهم و دقنهم و جسمهم و حتى حواجبهم كانوا شايفين ان كده نضافه
و فعلا ده كان حقيقي لان بيئتهم كانت مليانه قمل و حشرات ممكن تدمر صحتهم لو في شعر كتير
و لكن على الرغم من كده كان الفرعون هو الوحيد اللي ليه الحق انه يبقى عنده لحيه فكان بيحط لحية من المعدن
و لما حتشبسوت تولت الحكم فمصر احتفظت باللحية المعدنية دي بردو لانها رمز للسلطه
كمان الفينيقيون اللي هما كانوا سكان لبنان والشام زمان اهتموا بتربية دقونهم و ليهم تماثيل كتير و هما بدقونهم
في اليونان كانت اللحيه دليل على الشرف لدرجة ان في بعض جرائم كان بيكون عقابها حلق اللحية
الا ان الكلام ده اتغير سنه ٣٤٥ قبل الميلاد مع الاسكندر الاكبر اللي امر كل جنوده محدش يربي دقنه علشان كان اعدائهم بيشدوهم منها
و كمان الرومان اللي هما كانوا سكان ايطاليا فكانوا بيحددوا لحيتهم بس
ولكن ملك روما الخامس لوسيوس تارقينيوس بريسكوس سنه ٦١٦ قبل الميلاد امر كل الناس تحلق دقنها علشان يحسن وضعهم الصحي شويه اللي كان متأثر بقلة النضافه
حتى في الصين البعيده جدا كان الشنبات ليها وضع مهم جدا عندهم
حتى كونفوشيوس قبل ميلاد المسيح بحولي ٥٠٠ سنه كان بيقول
ان الرجل بلا شارب هو رجل بلا روح
طبعا اوعى تشوف حد حالق شنبة و تروح تقوله كدة
كونفوشيوس اللي كان بيقول كده ده كان مربي شنبة بالشكل ده او اللي بيسموه الfu mustache يعني ميتاخدش على كلامه
حتى مع دخول المسيحية العالم و كانت روما تعتبر عاصمة الدين المسيحي و اللي لغايه دلوقتي الفاتيكان هناك الا ان الرومان كانوا متطرفين جدا ضد اي حد مختلف معاهم في طبيعة المسيحية نفسها يعني كان الرومان شايفين ان المسيح ليه طبيعتين طبيعة بشرية وطبيعة الهيه اتحدوا في شخص المسيح
بينما المسيحين المصريين او الاقباط مكانوش شايفين كده كانوا شايفين ان المسيح هو ليه طبيعة واحده بس هي طبيعة الهية و علشان كده سموهم الرومان ارثوذكس اللي هما خط مستقيم اشاره الى فكره الطبيعة الواحدة للمسيح
بينما الرومان فهما كاثوليك اي طبيعة جامعة للمسيح طبيعة بشرية و طبيعة الهية
الكلام ده حصل سنه ٤٥١ بعد مجمع خلقدونية
و نتيجه لكده خلافاتهم دي حاولوا يظهروها على وشهم كنوع من التمييز علشان كل واحد يظهر اعتراضة على التاني
فتلاقي دايما بابا الاسكندريه بتاع الكنيسة الارثوذكسية دايما مربي دقنه
بينما بابا الفاتيكان بتاع الكنيسة الكاثوليكية دايما حالق دقنه
كل حضارة كانت بتيجي تلتهم الحضارات الاخرى و تغير في الحضارات شويه
و لما كانت الحلاقة بالاهمية دي اكتسب الحلاقين مكانه كبيره في المجتمع
و فضل الحلاق فتره كبيرة بيقوم بوظيفه الجراح و الحلاق و الشخص الحكيم كمان لان هو الوحيد اللي بيتكلم مع زباينه و عارف كل حاجه عن كل واحد منهم
لو قعدنا نتكلم عن دلالات الشعر و الحلاقه و قصات الشعر المختلفة مش هنخلص في مقال واحد
الحلاقة شيء عالمي في كل دول العالم اجازه الحلاقين يوم الاتنين و قصه الحلاقين ومكانتهم في المجتمعات كانت تقريبا واحده
فخلينا احنا نتكلم حاليا في الحته اللي تهمنا احنا دلوقتي
نربي دقننا ولا لا ؟!
بكل بساطة دراسه اتعملت و اتنشرت في مجلة علم الاحياء التطوري توضح العلاقة بين لحية الرجل ومدى انجذاب الستات ليه
الدراسه اتعملت على ٨٥٠٠ ست عرضوا عليهم صور شركائهم بمراحل مختلفة من شعر الوجه و النتيجه المفاجئة ان ١٠٠٪ من الستات كانوا شايفين ان شركائهم بمراحل نمو شعر الوجه المختلفة كانوا اكثر جاذبية من الحليقين تماما
لدرجه ان جريدة الاندبندنت البريطانية كتبت مقال بعنوان " رسميا الرجال الملتحون اكثر جاذبية "
يمكن يكون ده بسبب ربط الستات ان اللحية مؤشر على زيادة التستوستيرون محدش متأكد بالظبط
لكن اعتقادي انا الشخصي ان الموضوع في الاول و في الاخر ليه علاقه بالايحاء الاجتماعي و وضع نماذج لايه الشكل اللي المفروض الرجالة تبقى عليه
الموضوع ده بيتأثر بالظروف الاجتماعية يعني في فترات الحرب العالمية الثانيه كانت الشنبات بتوحي بان الشخص مخادع و شرير ده لان كان هتلر و ستالين والناس اللي سببوا الالام للبشرية كلها كانوا مربيين شنباتهم
و على النقيض في ٢٠١٩ وفي ٢٠١٨ كان معناه ان ابو شنب ده راجل شهم و جدع و كريم و باشا مصر
شويه مقصات و شويه شعيرات مزروعة في وجه التاريخ
كانت كفيله بالتكهن بمعتقدات و شخصية و مواقف البشر على مدار التاريخ
و على غرابة فكرة ان حاجه زي الحلاقه و الحلاقين اللي بنتعامل معاها على انها موجوده طول الوقت
الا ان زي ما قولت ان التاريخ ممكن تتبعه من اي خيط
ممكن تتبعه من مقالات فاتت ممكن تتبعه في مقالات جديدة ممكن تعمل متابعة و تشترك في القناة و تشغل الجرس و تعملي فولو عالانستجرام و اشوفك المقال الجاي
بس كده
سلام
أه و ممكن تسمع وتتفرج عالمقال كله من هنا
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات