مقال يتحدث عن أهمية تفعيل الإحسان في الأعمال و العلاقات، قبل البحث والتقصِ عن الإبداع أو المبدعين .
أغلبية الناس اليوم نجدهم يبحثون عن الإبداع وربما ينددون بشعاراته، في كل مجالات حياتهم العلمية والعملية والاجتماعية.. الخ،
بل ويغالون في عصر الأفكار والعقول للوصول إلى الإبداع ألا معقول، وقد يدوسون على كل ما حولهم ويطحنون أنفسهم في سبيل الوصول لغايتهم المبهمة!،
وأنا هنا بدوري أوجه لهم سؤالا :هل ما ينقصك أو ينقص مجتمعك ووطنك والعالم حقا هو الإبداع؟!
اصنع علاقات واضحة واجعل شعارك الإحسان لتصنع بصمة إبداع.
أحيان..
تتضح لنا علاقات في حياتنا هشة وغير واضحة ورغم ذلك يتعلق قلبك بها فتعلم في قرارة نفسك أن توطيد هذه العلاقة أو إنشاء صلة قوية بها سوف تكبل عنقك أو تضطرك إلى محو شخصيتك، ومواهبك وربما إرادتك الشخصية، فيحاول وعيك دائما دائما، أن يحميك منهم فيعطيك رسائل: أن كن حذرا، فتحاول وتحرص على أن تحافظ على هذه العلاقة الرائعة والخالية من كل الأخطاء رغم كل ما تجده منها، لأنك تعلم جيدا، أن خطأ بسيطا قد يكون مكلف جدا معهم، ولكن بالرغم من كل حذرك، وحرصك على عدم قطع علاقتك بهم، تُفاجأ بأن ما تخشاه واقع،
حتى لو لم يقع خطأ منك سيحملونك أي خطأ وكأنهم منتظرين بسيفٍ مُغْمد، لزلةٍ أو خطأ منك، ليشهروا هذا السيف بوجهك، ولن يكتفوا بهذا الأذى لقلبك، الذي قاسمتهم إياه فقط بل سوف يلقوننك درسا أمام الملأ كله وينسون لك كل جميل، بل سيتبجحون بكل قبيح عنك.
رسالتي لقلبك لا تحزن حينها صدقني أنت تعلمت الدرس،
لتصن قلبك ونفسك الثمينة وعقلك وأحلامك الجميلة من كل علاقة هشة أو غير واضحة أو غير مرتوية بالصدق من كلا الطرفين، وتلك العلاقات التي بينت لك يوما سوء تعامل أو تقدير لا تسلمها قلبك مهما ابتسمت لك فيما بعد،
مهما كان قلبك معلقا بهم أكتف بالإحسان لهم.
وإن لم تستطع فعش حذرا مترقبا ومتوجسا من الأخطاء معهم حتى تحدث بالأخير، لأنهم هم سيحدثونها ويخرجونها لك من دفاتر ذاكرتهم التي وضعوك فيها ليتفحصوك ويعرفوا هل لديك شيئ ينفع للاستغلال ويوهموك أنك بالقلب، حتى يرموك بأول مكب، لن يتعاملوا معك بإنسانية صدقني، لأنهم تعلموا ان الوجود مصالح، ولكن رغم ذلك أحسن لقلبك بإيجاد صلة ومعاملة حسنة ولائقة بك وبهم دونما أذية،
وإن آذوك فاعلم أنك أنت من سمحت لهم، ومع ذلك أقول لك: لا تحزن، لأنك ستتعلم درسا جميلا من الحياة، وكن منصتا جيدا لإحساسك، فقلب المؤمن لايستهان به وستتعلم أن قلبك وفكرك الجميل، وقدراتك الكامنة والمكبوتة خشية أن تضايقهم، أو تزعجهم ستكون حرة طليقة بدونهم، وستعانق سماء النجاح وتضع بصمة إبداع حقة، لا شعارات، وسيكون كل أمرك خيرة.
تعلم يا صديقي: أن الوضوح والشفافية والصدق، مع الجميع أهم من المغالاة في التمسكك بالأشياء والشعارات، والقوالب، و أن تعطي صورة واضحة حية لمن هم حولك، أهم من أن تعطي صورة مثالية جامدة خالية من الحياة،
فعلاقاتك السليمة والصحية، وحبك الأخوي للمؤمنين، هو أن تحب لهم ما تحبه لنفسك من تعامل وتقدير واحترام، وأن تصلهم وتحافظ عليهم بدون وجود أي مصلحة من علاقتك بهم، حتى وإن كانت تلك العلاقة لعمل أو عابرة، فالمحبة هنا تأتي بصور وربما التعامل بوضوح، واحتواء ونبل أخلاق، هو أبلغ تعبير عن تلك المحبة،
حتى إن أخطأ من حولك معك، ومع هذا النبل الصادق ومساحة الإنصات والصبر الذي ستظهره لهم، سيتعلمون أنك شخص مهم في حياتهم وذو قيمة بخلقك وإنسانيتك، لا بمنصبك أو مكانتك و مشروعك أو عملك وعلمك.
واعلم أنه بتجاوزك لهذه القناعة وهذه السنة الحياتية_ستجد نفسك تدور في دوامة شعارات وصور مثالية مقنعة بالنسبة لك، ولكن جامدة ومنفرة لكل من يراها، فلن ينفعك علمك الباهر، أو عملك أو إبداعك بدون تفعيل الإحسان في علاقاتك.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات