الطور الملكوتي وعلاقته بمراحل النمو "الجسدي، والعقلي، والنفسي للإنسان," وهل مرحلة السلام النفسي والحكمة العقلية ذات ارتباط بهذا الطور الملكوتي،
تمر جميع الكائنات الحية بأطوار متتابعة من النمو الجسدي والوظيفي بما يتوافق مع احتياجها والغاية من وجودها،
كذلك خليفة الله في أرضه "ابن آدم"، فابتداء من أطوار الخلق الأولى إلى العلقة، حتى طور الشيخوخة وآخري في علم الله وحده.
الفرق بين ابن آدم وبقية الكائنات الأخرى كثيرة، وأهمها ان ميزه الله بميزات عقلية، ورغبات نفسية، تنمو وتتطور مع تطور جسده وشخصيته،
ومنها الاختيار ورغبة التملك وحب الخلافة و الملك وأخرى .
وهذه الرغبة تتضح في غريزة ابن آدم منذو طفولته، ابتداء من تملكه لأمه او تملكه اول لعبة، وأول صديق، وأول حبيب... الخ.
فكيف ينمو هذا الطور الملكوتي وما أدناه ، وما هو أعلاه؟
وهل السلام العقلي =الطور الملكوتي؟
العقل فينا هو الرابط الوثيق بين عالمين، عالم الباطن “المعنوي” وعالمنا الظاهر “المادي” كما انه الحد الفاصل بين حياتين،
حياة الروح المطلقة “العالم الأعلى ” وحياة الشخصية البائدة العالم الأدنى “الدنيا”.
والسلام هو مرحلة ملكوتية تطفو فوق عالم الماديات وتتسامى بالمعنى الى الملكوت الأعلى،
والسلام العقلي.. هو مصطلح اطلقته على توفيق العقل وتنسيقه بين هذين العالمين.
وهو مرحلة انسجام ورضا عالي يجعلنا نقف عن الطمع، فلا نبتغي او نطمع في شيء بعدها.
فعندما تستطيع ان تُعمِل عقلك وتجعل هدفه السلام، ستصل إلى طورك ونموك السامي، وهو سلامك الداخلي،
وستجد سر القوة والوفرة الحياتية، التي لا خسارة معها.
فكيف نستطيع ان نصل بأنفسنا لهذه المرحلة او الطور الملكوتي؟
استحث السلام فهو نواة الروح ، استحث مشاعره وأفكاره،
بالتفكر الذي يُنشي مشاعرك ويجعلها في حالة نشاط و استقطاب فجاذبية، ثم قم بتوجيهها حيث مصدر القوة الروحية والعقلية الدائمة ،
وذلك بالاتصال بقوة ووعي مع آيات الله و الائه من حولك،
فمع الله وحده ستجد الإيجابية والحكمة من الاحداث والمتغيرات،
ستملك سلاح خفي تُجابِه به كل الأزمات، وتخرج منها بمشاعر الفوز والعظمة، بالرغم من كل الخسائر التي ستسقط منك،
ستجد بداخلك بصائر تمنحك الجبر والمداوة النفسية، فلن تحتاج معها الى طبيب نفسي يطبب جراح قلبك،
او رفيق تثقل كاهله بقرود سوداوية فكرك، فيحدثك عن الإيجابية بإسهاب ليسكب الماء على موضع حرقك الملتهب.
مع السلام العقلي ستتفجر نواة السلام الروحي و تبعث تردداتها في مشاعرك، فكرك، خواطرك واحلامك، كلماتك وافعالك،
ثم تتكاثر وتنتشر في كل مجال بالحياة وفي كل من يدور بمجالك،
حينها لن تنعم بالسلام العقلي فحسب بل ستصل الى سلاما كوني يجعلك تحتضن العالم كله في داخلك،
“وتحسب انك جرم صغير، وفيك انطوى العالم الأكبر”.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات