جميعنا نملكُ موعدًا منتظرًا لطالما جهزنا أنفسنا للقائه، فإن حان الوقت ماذا سنفعل؟



ساعةُ اللقاءِ قد اقتربت، لن أتقاعسَ وأتخلف عن الموعد، فالحماسُ في أوجه، لأوَّلِ مرَّة أشعرُ أن قلبي قد استكانَ، الحبورُ يغطي ملامحي،إنَّها اللحظة الوحيدة الَّتي أفقدُ بها أي سخيمةً تجاه هذا العالم، فمنذ أن عرفتُ بأنَّ حُلمي سيكون ملكي تلاشى كلَّ الحيف والجور اللَّذينكنتُ أمقتُ تواجدهما في روحي، وبدأتُ أصدقُ أنَّ الحياةَ تستحقُ فرصةً أخرى، وأن على هذهِ الأرضِ ما يستحقُ العيشَ.


تواريتُ عن الأنظار قليلًا حتَّى أستعدَ بكاملِ أناقتي، ولكن هناكَ شيءٌ موجود بداخلي يجعلني أشعر بفقداني لكلِّ شيء، إنَّهُ الوحش الَّذييريدني قتيلًا في كلِّ مرَّة، إنَّهُ خوفي! خوفي من نفسي، خوفي ممَّا ينتظرني، وخوفي من أنَّ يقتحمَ النَّزق تفاصيل هذا اليوم الموعود ليسَبالشِّيء النَّزر، فمجرد تخيل أنَّ هذا العنت قد يذهب هباءً منثورًا يخلقُ وجومًا على وجهي، ويبددُ كلَّ الجذل الَّذي عانيتُ حتَّى أضمن بقاءهلبضعِ دقائق.


ما سأقولهُ الآن ليسَ من بابِ النَّرجسية حتَّى وإن ظهرَ نقيضُ ذلك، ولكن أنا حقَّا أستحقُ أن أعيشَ حلمي بكلِّ تفاصيله، أستحقُ أن أكونَقريرة العين ولو لوهلةٍ واحدة، فقد خضتُ صراعًا قاتلًا حتَّى أزيحَ أوطادًا من الفشل عن كاهلي خلال كل تلكَ السَّنوات الماضية.


سأذهبُ إلى ذلكَ الموعد المُنتظر رافعةً رأسي، ومتحليةً بالبأسِ، ومحاربةً يأسي.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات خلود عبد الصمد أحمد

تدوينات ذات صلة