لم يخلقنا الله لنبقى بنفس العقول التي ولدنا بها يجب علينا أن لا ننام كل ليلة بنفس العقل الذي إستيقظنا وأقول لك "طور فكرك لترتقي، فتعجل شأنك يعتلي"
لم يَخلقِ اللَّه الإنسان بعقل عبثاً إن عقلك أمانة من خالقك عندك، إحْفظ ما كرمك ربك به جيداً وإجعله معيناً لك لا معيقاً إستثمر بعقلك فهو أضخم الأصول التي تملكها، أين هاته الأمة التي تعاني من داء الغباء والرداءة من {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إن قوة المسلم وتفوقه يستمدان من عند الله بلا شك ومن جانب آخر نجدهما مرتبطتان بكفاحه ضد جهله وبمدى سعيه للإرتقاء بفكره، تعلم وتثقف وجدد حياتك بتجديد أفكارك على النحو الذي تشاء إن من لا يهتم بعقله سيجد نفسه في التفاهة غارقاً وللجهل والغباء مصاحباً "فاللهم إرحم عبداً فتح كتاباً ليزداد علماً"، فيا قارئ حروفي لا تترك عقلك معاديا للمعرفة والتعلم حتى لا تضيع في هاته الدنيا الحالكة بالصعاب والشهوات وعقلك منارة ولن يوجهك الى الطريق الصحيح إلا إذا زودته بوقود العلم، (ومن كان للمطالعة وحب الكتب رفيقاً كان النجاح له حليفاً)، "فلا تحرم عقلك من المطالعة والقراءة كما لا تمنع بطنك من الأكل فكل عضو خلق لأداء وظيفته وأخذ غذائه وليس لعقلنا أقدس وظيفة وأشهى طعام من المعلومات والتفكير"،أفضل أن يكون عقل الواحد منا أروع من مظهره فالعبرة يا عزيزي بالجوهر لا المظهر فربك لا يخلق شيئاً قبيحاً ولكن المرء هو من يزين أو يشوه فكره، فجمله بالثقافة والمعرفة فمن أعظم الأمور التي عليك فعلها هي "إنارة ظلام جهلك والإرتقاء بفكرك"، ولنا أسوة حسنة عن أجدادنا في الأندلس وتقديسهم للعلم والكتب وكيف بتعظيم شأن المطالعة والعلم تُبنى الأمم! وكلما أظلمت العقول بالجهل تدهورت الأوضاع وإنعدمت الحلول، أقول لك لا تعش بهاته دنيا كالأنعام فقد كرمك الله وجعلك من جنس بني آدم الأخيار، عليك أن تطلق لعقلك العنان ليحلق في أجواء العلوم والمعارف حتى تكون شخصاً غزير العلم سديد الرأي حكيم الفعل عظيم الأهداف وراقية المكانة قال فولتير (سُئلت عمن سيقود الجنس البشري فأجبت الذين يعرفون كيف يقرؤون) نعم إذا أردت أن تصبح قائد فلابد من أن تكون قارئ، وإذا ما أردنا إعادة إحياء مجد أمتنا فإن الحل يكمن في حقن عقولنا بترياق العلم والمطالعة وتقديس فريضة ربنا !
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات